يؤكد الخبير في الاقتصاد الدكتور احمد طرطار، أهمية الشراكة في الاستثمارات الكبيرة خاصة في المناطق الساحلية ذات الجذب السياحي سواء للجزائريين أو للأجانب، دون إهمال التراث المادي والروحي الذي له جاذبيته السياحية، ولفت إلى أن تطوير الفعل السياحي لا يرتبط بالزمان والمكان، وإنما بكفاءة العاملين من حيث التكوين والتدريب.
أبرز الخبير طرطار في تصريح لـ» الشعب « أهمية السياحة، إذ تحتل كباقي القطاعات الأولوية على غرار الطاقة والفلاحة والنقل، مشيرا الى كل واحد من هذه القطاعات له إمكانات ومردودية معينة، وله استقطابات كبيرة للسكان للتخصص فيه من حيث التكوين والعمل.
وأفاد طرطار أن السياحة قطاع واعد، نظرا لما ما تزخر به الجزائر من مناطق سياحية أخاذة، ومن تضاريس متنوعة من جبال شواطئ، وتراث مادي من دور الزوايا والمساجد القديمة، وبلادنا تمتلك خزان من التراث المادي والروحي.
وأشار في السياق الى ان هناك تمازجا بين قطاع الفلاحة والسياحة، حيث تعمل هذه الأخيرة على تفعيل المؤهلات الطبيعية من تضاريس متنوعة تفعيلا ايجابيا.
ويعتقد أن العقار ليس مشكلا في حد ذاته، لان تطوير المجال السياحي لا يرتبط بالزمان والمكان، بقدر ما يرتبط بإمكانية التطور التي تستهدف إقامة مشاريع استثمارية في أي منطقة، بحسب المكان وإسقاطاته التاريخية او المعرفية وحتى الإيكولوجية .. وأشار الى أن هناك دولا تعتمد على العمران القديم في تقديم الأداء السياحي منها ما ارتبط بالجوانب التاريخية، كما هو الحال بالنسبة للاهرامات في مصر.
وقال طرطار في السياق إن كل منطقة لها خصوصياتها السياحية، فإذا كان الساحل يرتبط بالبحر، وإذا كانت الصحراء مرتبطة بالرمال ومناطق الواحات، فهذا يعطي بعض الوهج المتوخى من البعد السياحي والفعل السياحي، ويؤتي ثماره ويستقطب بالتالي اكبر عدد ممكن من السياح، ويؤدي ذلك الى إحداث طفرة نوعية والإقلاع المنتظر، ويحقق إرادات كبيرة بالنسبة لكل منطقة، مؤكدا في ذات الوقت على اهمية الصناعات التقليدية، التي يعتبرها قطاعا أساسيا مكملا للسياحة .
ويؤكد الخبير طرطار على أهمية الاستثمار في إطار الشراكة لتطوير السياحة، حيث اعتبر مركب «سيرايدي» استثمارا في محله، لان استقطابية المكان لها دور، وله مكانة كذلك لدى السائح .
ويعتقد أن الاستثمارات العملاقة في قطاع السياحة، تتطلب الشراكة التي من شأنها أن تحدث طفرة نوعية في قطاع العمل، وتساهم في توفير أماكن سياحية مرموقة ومريحة بالنسبة للسائح سواء كان جزائريا، عربيا أو أجنبيا، لذلك فهو يرى بضرورة تشجيع هذه الشراكات مع الدول التي تمتلك التجربة والخبرة .
ويبرز المتحدث في هذا الإطار أهمية الفعل السياحي الذي هو مقرون بكفاءة العاملين فيه، من حيث التكوين والتدريب على التسيير الفندقي بأداء مختلف وأفق تفكير مختلف كذلك لتحقيق التطوير الايجابي للمكان، ولا يجب ـ حسبه ـ الاعتماد على شساعة المكان، لأنه يمكن من ابسط مكان إحداث طفرة نوعية في مجال السياحة من خلال بعث أنشطة مكملة للفعل السياحي واستقطاب أكبر عدد ممكن من المستهلكين، مما يؤدي ـ كما قال ـ الى تحقيق قيمة مضافة للقطاع بثورة عامة، ويجعله مندمجا كبقية القطاعات.