كيف تتجنب فخّ التسمم الغذائي، الذي يعتبر من الإصابات الشائعة خاصة في فصل الصيف؟ اليوم نتوقف عند ما يمكن أن تؤدي اليه بكتيريا بوتيليوم، التي تحويها بعض المواد الغذائية المعلبّة، للموت أو الشلل.
يعلم كثير من الأشخاص بديهيا أن التناول العشوائي للمواد الغذائية دون أدنى احترام للقواعد الصحية الخاصة بالنظافة يعرّض صحة الأشخاص للخطر، ودوما ما يعتبره الأخصائيون في الصحة العمومية السبب الرئيس لحدوث التسمم الغذائي ولكن للأسف يتجاهل هذا الأمر عدد كبير من الأفراد، وهذا ما يجعل التعريف بأهم أسباب هذا المشكل الصحي أكثر من ضروري.
أطعمة ومياه ملوّثة
يوضّح أخصائي الأمراض المعدية، أن التسمم الغذائي يحدث في كثير من الأوقات بعد تناول الأشخاص لأطعمة فاسدة أو شرب مياه ملوثة تحوي بكتيريا أو مواد سامّة ناتجة عن جراثيم مختلفة أو فيروسات، نذكر من بين هذه الأطعمة: البيض، اللّحوم، الخضار والفواكه وغيرها من المواد الأخرى، وبالخصوص عندما يكون الطهي غير كاف خاصة في حالة التهاون في شروط الحفظ وانعدام النظافة مثل عدم غسل اليدين جيدا قبل لمس الأطعمة والأدوات المستعملة للتحضير والطهي، بالإضافة إلى عدم تطهير المياه وعدم الغسل الجيّد للفواكه والخضار للقضاء على المبيدات وعلى الغبار، وغيره من الجزيئات العضوية المجهرية.
كما ينصح المختصون أيضا بعدم تعريض قارورات الماء ومختلف العصائر والمشروبات المعلبة لأشعة الشمس، حيث يتوجب تخزينها في أماكن لا تتواجد بها حشرات وحيوانات ضارة كالفئران والجرذان التي تترك حتما بعض فضلاتها على المعلبات ممّا يتسبب في تسمم خطير، كما أن بعض المواد التي توضع في المعلبات يمكن لها أن توجد فيها بكتيريا خطيرة تدعى البوتيليوم قد تتواجد في معلبات التونة، الفاصوليا والبازلاء.
المسنّون والأطفال فئة في خانة الخطر
يقول الأطباء أن من بين الأشخاص الأكثر تعرضا للتسمم الغذائي نجد المسنين، النساء الحوامل، الأطفال الصغار والرضّع إضافة إلى المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري، التهاب الكبد، والقولون المزمن، كما تشكل الإصابة خطرا كبيرا على صحة هؤلاء في حالة تعرضّهم إلى الجفاف وانخفاض الضغط الدموي المؤدي إلى الوفاة في حالات نادرة.
وتتمثل أعراض الإصابة خصوصا في آلام حادّة على مستوى البطن، التقيؤ والإسهال، اللذين لا يشكلان خطرا في معظم الحالات لأنهما يؤديان إلى قذف المواد السامة خارجا، إلا أن الحمى تبقى علامة دالة على خطورة الإصابة.
علاج الإصابة بالتّسمّم الغذائي
يذكر معظم الأخصائيين بخصوص التسمم الغذائي، أن العلاج يختلف بحسب العامل المتسبب في الإصابة ولا يستلزم أخذ مضادات حيوية إلا في حالات قليلة جدًا، ومن المهم شرب الماء بكميات كبيرة لتفادي الجفاف، وإتباع حميات غذائية إلى غاية توقف الإسهال وأخذ الدواء اللازم لمدة أسبوع.
كما أن هناك حالات تستدعي الدخول إلى المستشفى ووضعها تحت العلاج المكثّف، وهذا بالنظر لخطورة الإصابة.
أهم شروط الحفظ الصحي للمواد الغذائية
في حالات انعدام شروط الحفظ الصحّي للمواد الاستهلاكية السريعة التلف – والتي تعرض في بعض الأحيان للأسف تحت أشعة الشمس بصفة عشوائية أمام مرأى الجميع في الأسواق والأماكن العمومية ـ تسجل إصابات بالتسمم الغذائي ولهذا من دواعي توخي الحذر أمام هذا النوع من التصرفات غير الواعية.
فبإمكاننا إتباع أمور ضرورية تدخل في إطار التربية الصحية التي تبدأ منذ الصغر، والتي نجد على رأسها النظافة التي يجب أن تكون ملازمة لكل المراحل التي تمر عليها عملية إنتاج المواد الغذائية إلى غاية أن تصبح صالحة للاستهلاك، فمثلا الفواكه والخضار يجب أن تسقى بمياه نظيفة خالية من الأوساخ ويجب استعمال المبيدات والأسمدة بالطريقة الصحيحة، حيث يتم تنظيف المواد جيدا قبل استهلاكها باستعمال قطرات من ماء جافيل للقضاء على كل الجراثيم، وفي حالة تجميد هذه المواد أو تبريدها وبالخصوص في موسم الحر يجب مراعاة شروط التجميد والتبريد لأن الثلاجة يمكن أن تتحول إلى عش للميكروبات إذا لم تنظف دوريا، كما يجب مراعاة الطرق الخاصة بحفظ كل منتج سواء كان طبيعيا أو مجمدا وهذا بمراقبة درجة حرارة الثلاجة.
هذا ما يجب معرفته لتفادي التّسمّم الغذائي
أما فيما يخص اقتناء الأكل السريع، فإن أهم النصائح التي يقدمها الأطباء تشمل تجنب اقتناء الأكل السريع، وينصح الأفراد باختيار المكان وملاحظة سلوكيات العاملين على تحضير المأكولات من نظافة المكان، الملابس والأيدي وأدوات الطبخ وصحون ومستلزمات تقديم الأكل.
كما يجب الانتباه إلى موقع دورات المياه التي يجب أن تكون بعيدة عن مكان تحضير الأكل وطهيه، لكن يبقى الأفضل اجتناب الأكل خارج المنزل لما يشكله من خطورة على صحة الأفراد. وأهم نصيحة يقدمها الخبراء في الصحة العمومية هي التشديد على الرقابة، وفي حالة ملاحظة تجاوزات تسجل مرارا يجب على المستهلك، أن يعلم الأجهزة المعنية لأن الحفاظ على الصحة العمومية يبقى مسؤولية الجميع.