قبل أيام من انطلاق الدورة الـ 15 للألعاب العربية الجزائر 2023، المقررة بين 05 و15 جويلية المقبل بخمس مدن جزائرية، استقبلنا الأمين العام للجنة تنظيم الألعاب سيد احمد سالمي بمكتبه في مقر اللجنة العليا لتنظيم الألعاب العربية بدالي إبراهيم.
أطلعنا سالمي على كلّ كبيرة وصغيرة خاصة بالتنظيم للألعاب العربية التي ستعود إلى الواجهة من الجزائر، بعد غياب دام 12 عاما كاملا، حيث تحدث عن العديد من الأمور التنظيمية، الخاصة بالتظاهرة الرياضية الرابعة التي ستحتضنها الجزائر في ظرف سنة واحدة، في هذا الحوار.
التلفزيون الجزائري المالك الحصري للصورة سنرفع التحدي لإبراز قدرات الجزائر
“الشعب”: نبدأ من آخر حدث خاص بالألعاب العربية، والمتمثل في عملية القرعة الخاصة بالرياضات الجماعية والتوقيع على عقد الرعاية مع اتصالات الجزائر، التي كانت عنوانا للانطلاقة الفعلية للألعاب؟
سيد علي سالمي: عملية القرعة الخاصة بالرياضات الجماعية ضمن الألعاب العربية، وكذا الإمضاء على العقد مع الراعي الرسمي للألعاب، يعد حدثا هاما بالنسبة لنا لأن من خلاله نعمل على تدقيق البرنامج العملي الذي نسير به، ونقترب أكثر من الفرضية الحقيقية التي نعمل بها قبل وأثناء الألعاب، كما تعلمون أنّ المؤشرات لتقييم حدث من هذا النوع يقف على قابلية المنظم في احترام برنامجه من بدايته إلى آخره، وكلّ تأخر وعدم تحقيق عملية من العمليات الصغيرة أو الكبيرة، سيكون على عاتقه ويحاسب عليه من حيث النوعية التي نرمي إليها، كون الجزائر حاليا تعتبر من البلدان التي راهنت على بناء استراتيجية وطنية، تقوم على محاولة استقبال وتنظيم أحداث رياضية وثقافية واقتصادية كبرى.
كذلك نرى أنّه منذ زمن العمل متواصل وفيه ثقافة تنظيمية ببلادنا، وآخر عملية من هذا النوع التي عرفت نجاحا ورواجا كبيرا هي تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط في مدينة وهران، هذا التقييم ليس ذاتيا، لكن بكل موضوعية كلّ المتعاملين الذين كانوا طرفا، وخاصة ملاّك الحدث والمشاركين والرياضيين والمنظمين اتفقوا على كلمة واحدة، بأنّ الألعاب كانت ناجحة 100 بالمائة، وهذا النجاح كان يمس أطرافا عديدة من التنظيم إلى الوسائل إلى النتائج إلى مشاركة الجمهور ومساهمة المواطن في إنجاح الحدث، كلّ هذه النقاط الإيجابية تمكننا أن نقول إنّ الجزائر حاليا، لديها من الموارد البشرية والمعنوية والمادية ما يؤهلها لتنظيم أيّ حدث رياضي كان، لأنّها تملك ميراثا معنويا وماديا وبشريا، يسمح لبلادنا تحضير بيئة قادرة على احتضان العديد من المنافسات من هذا النوع.
ننتظـر تغطية إعلامية عالمية للحدث
كيف تجري التحضيرات للألعاب العربية، خصوصا أنّ الجزائر تسلمت تنظيم الحدث في ظرف قياسي قبل أقل من أربعة أشهر عن موعد انطلاق المنافسة؟
لجنة الخبراء التي زارت بلادنا على وفدين، الأول كان مكونا إلا من خبراء والثاني تنقل فيه وفد مالك الحدث وجانب من أمانته العامة، تنقلوا في مهمة متابعة وتقييم التحضيرات الخاصة بهذا الحدث، وحرصوا على أن يوضحوا بأنهم تنقلوا إلى الجزائر ليس لتقييم المنشآت ومراكز الإيواء، لأنّهم يعرفون إمكانياتها ومؤهلاتها وشاهدوا ما قامت به خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط الأخيرة، وللتاريخ إذا نجحنا في تنظيم هذا الحدث سنكون أول بلد نظم تظاهرة رياضية من هذا الحجم في أقل من أربعة أشهر، وكذلك من رواد البلدان التي لها هذه الإمكانية لرفع التحدي.
شاهدنا إعادة توظيف كلّ الإمكانيات المسخرة خلال الألعاب المتوسطية خلال النسخة الـ 15 من الألعاب العربية؟
عندما قبلنا المهمة قلنا بأنّه علينا أن نستخرج كل الميراث المادي والمعنوي، الذي استعمل خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وكما يقال في عالم الرياضة لا يجب أن نقوم بتغيير التشكيلة التي تفوز، جلبنا معنا فريق عمل ساهم في نجاح الألعاب المتوسطية، وهم عبارة عن طاقات بشرية لا بأس بها، برهنت خلال الألعاب التي احتضنتها مدينة وهران، الصيف الماضي، أنّها قادرة على خلق هذه القيمة المضافة، وإن شاء الله ستظهر بصمتهم من خلال نجاح الألعاب العربية التي ستنطلق مطلع الشهر المقبل.
اخترنا 400 متطوع لمرافقـة هذا الحدث الرياضي الهام
الجزائر أعطت بعدا جديدا لألعاب البحر الأبيض المتوسط و«الشان”، هل ستمنح انطلاقة جديدة للألعاب العربية التي توقفت طيلة 12 عاما كاملا؟
الأهداف المعلنة هي إعادة بعث هذه الأحداث التي كانت متوقفة، أشاطرك الرؤية عندما تقول بأنّ الجزائر أعطت بعدا جديدا للألعاب المتوسطية والبطولة الأفريقية للأمم، لأننا شاهدنا من خلال الجمعية العامة لألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي أكدت بأنّه بعد جائحة كورونا لا يمكن لأيّ بلد أن ينظم دورة ألعاب متوسطية بنفس الإمكانيات والنوعية والجودة، بالإضافة إلى أنّ الأمر الذي أبهرهم هو التوافد الهائل للجمهور الجزائري على مختلف الملاعب والقاعات والمسابح، بحضور قويّ في كلّ الاختصاصات الرياضية وبروح مواطنة عالية بكل احترام وساير الحدث وتماشى معه، كلّ هذه العوامل تصعب على أيّ بلد آخر أو مدينة أخرى متوسطية من إنتاج نفس النوعية في الأحداث المستقبلية، وهو نفس الشيء بالنسبة للألعاب العربية المقبلة والتي ستنظم في وقت قياسي، بالإمكانيات التي سخرت والتي ستعطي القيمة الإضافية لهذا الحدث لإعادة بعثه من جديد.
المعلومات الأخيرة أكدت أنّ الاتحادات الدولية أفادت بأنّ الألعاب العربية، إذا استجابت إلى المعايير الدولية للاتحادات الدولية في التنظيم، يمكن أن تدرج في برنامج التأهيليات للألعاب الأولمبية بباريس 2024 أو مختلف البطولات العالمية، وهذا شيء يسعدنا ويشجعنا من أجل مضاعفة العمل لبلوغ هذا المبتغى، الآن لدينا ثلاثة اختصاصات رياضية تعمل على ذلك هي (السباحة، الكانويكاياك، الدراجات)، وهذا العامل سيسمح أيضا بتنقل الرياضيين من مستوى عال للتواجد بالجزائر خلال الألعاب، وهذا الأمر يحفز اللجنة المنظمة للعمل جاهدة للوصول إلى تنظيم دورة في المستوى العالي.
الجزائر في ظرف سنة برهنت عن انتمائها المتوسطي والأفريقي والعربي، من خلال تنظيم مختلف التظاهرات الرياضية الكبرى؟
القائمون على رسم هذه الاستراتيجية يؤمنون بأنّ تنظيم هذه الأحداث الرياضية، يرفع من الصورة الإيجابية للبلاد، وكذلك فتح الأبواب والأنظار للمستثمرين والسياح للتعريف أكثربالتنوع الكبير للثقافة الجزائرية، كلّ هذه أهداف رفيعة تقوم وترمي إليها مختلف الأحداث الرياضية التي تنظمها الجزائر.
أحد الجوانب المهمة لنجاح الألعاب هو الانتقاء الجيد للمتطوّعين، كيف تجري هذه العملية؟
قمنا باختيار 400 متطوع لمرافقة هذا الحدث الرياضي الهام، لكن الشيء الجديد في تنظيم هذا الجانب هو أننا نمشي إلى توفير مكان عمل توظيفي، جرت عملية انتقاء هذا العمل الأساسي في المنظومة التنظيمية، باختيار المتطوعين للاستجابة إلى وظيفية معينة في المنظومة الكبيرة، لم نقم بانتقاء عشوائي، لكن اللجان كلّها كانت حريصة على الانتقاء حسب الحاجة، وأظن أنّ الهدف الحقيقي من هذه الخطوة هو اختيار الأفضل، إذا نجحنا في هذه النظرة الجديدة للمتطوعين سنحسن من نوعية الخدمات المقدمة خلال الألعاب، مثلا وجدنا مجموعة من الطلبة في جامعة باب الزوار مختصين في الإعلام الآلي يتميزون بقدرات هائلة، منحناهم التسهيل في بعض الوظائف التنظيمية، وكذلك أعطينا الفرصة للاتحادات الوطنية لتختار متطوعيها حسب الاحتياجات من بين رياضييها المتخصصين في تلك الرياضة، لأنهم يملكون معارف ومكاسب ومساهمتهم في هذه الت
أكيد أنّ حفل الافتتاح سيجسّد الثقافة الجزائرية، وفي نفس الوقت سيكون لديه بعدا عربيا، إذا أمكن أن تضعنا في الصورة حول ما يتم تحضيره لحفل الافتتاح؟
إجابتي لن تكون مغايرة ولن أقوم بمحو عامل المفاجأة ولن أعطيكم السبق الصحفي، بالرغم من أنكما تتقنان طرق وسبل التواصل، أطمئنكم أنّ العمل جار وفق البرنامج الذي تم تسطيره من قبل المنظم، الديوان الوطني للثقافة والإعلام، محتوى الحفل عرض على كلّ الأطراف ووجد صدى إيجابيا، حيث تم قبوله والمصادقة عليه، لأنه يحتوي على معطيات تاريخية وثقافية، هناك العديد من اللوحات القائمة على اللباس الجزائري والثقافة الجزائرية، والمراحل التاريخية مرفوقة بعمل موسيقي خاص بالحدث، وهو حفل يربط بين ما هو عتيق وما هو حديث باستعمال تقنيات حديثة مثل “الدرون”و”المابينغ” والألعاب النارية، كل هذا ممزوج في لوحة فنية ذات محتوى ومستوى رفيع يسمح للمتفرج الجزائري بأن يفتخر، خصوصا أنّ الحفل يتزامن مع الذكرى الـ 61 لاستقلال الجزائر، سيتم تجسيد كلّ هذه المعطيات في لوحة فنية التي نتمنى أن تسعد المتفرجين بملعب 05 جويلية الأولمبي، وكذا الذين سيتابعون الحفل من خلال التلفاز.
كم عدد الراقصين الذين سيقدّمون اللوحات الخاصة بحفل الافتتاح؟
عدد الراقصين 400 وهم يتدربون يوميا بقاعة زرالدة ويقيمون بقرية الفنانين بزرالدة منذ أيام، تابعنا رفقة وزير الشباب والرياضة عبد الرحمن حماد ووزيرة الثقافة والفنون صورية مولوجي، على أرضية الميدان التحضيرات، وكنا بصراحة متفائلين جدا عندما شاهدنا مستوى العمل الاحترافي، وكذلك مدى تقدم الأشغال ليكونوا حاضرين وجاهزين ليوم الحفل بإذن الله.
هل تلقيتم طلبات لتغطية هذا الحدث، ولمن ستكون حقوق البث التلفزيوني خلال الألعاب العربية الجزائر 2023؟
سيسهر التلفزيون الجزائري على تغطية أكبر قسط ممكن من هذه الألعاب، لأنّها سخرت إمكانيات كبيرة لتمكين البلدان العربية المعنية بالحدث من متابعته، وهذا بفضل تفاوضنا مع مالك الحدث بأن يمنحنا كلّ الحقوق الخاصة بالبث والصورة، لأنّ كلّ ما يتعلق بالتسويق هو ملك خاص للبلد المنظم، ونحن في اتفاقية عمل مع التلفزة الوطنية أعطيناها كلّ الحقوق، لتمكينها من إنتاج وبث الصورة إلى عدد كبير من البلدان العربية أو أخرى التي تريد أن تتابع الحدث، كما أنّ هناك لجنة وضعت من قبل مؤسسة التلفزيون الجزائري، للقيام بالتنسيق الدولي وهم على قدم وساق يقومون بتسجيل الطلبات، الشيء الجميل أنّ الصورة سيتم توزيعها إلى أكبر عدد من التلفزيونات العربية، إلا الطلبات الثنائية التي تكون طلبات تدرج مع البلد الذي يطلب الصورة والتلفزة الجزائرية، هناك برنامج عام سيوظف ويوضع تحت تصرف التلفزيون الجزائري.
5 ولايات ستحتضن الدورة الـ 15 للألعاب العربية في سابقة بالألعاب؟
اختيار خمس مدن سيزيد من ثقل التنظيم، لكنّ الهدف المرجو من هذه الخطوة، هو السماح لأكبر عدد ممكن من المدن الجزائرية من المشاركة في تنظيم حدث رياضي من هذا النوع، في سابقة تاريخية كما سبق وأن قلت منذ قليل، وهذا سيزيد من ثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا، خصوصا أنّ المسافات بين المدن بعيدة من وهران إلى عنابة، والهدف من هذا كله أن نكون في مستوى الحدث ونبرز قدرات الجزائر التنظيمية والسياحية، ونثمن منشآتنا الرياضية والسياحية أكثر، لنؤكد في كلّ حدث رياضي بأنّنا نقدم الأفضل.
كم عدد المنشآت الرياضية والفندقية التي تم تسخيرها لتظاهرة الألعاب العربية في الولايات الخمسة؟
عدد المنشآت الرياضية في الولايات الخمسة يقارب 35 منشأة رياضية، وكذلك حوالي 28 منشأة فندقية، إضافة إلى قرية زرالدة بالعاصمة وبئر الجير بمدينة وهران، وكذلك قرية مصغرة أخرى بالمجمع السياحي القرية “السات” بتيبازة، التي سيقيم بها الرياضيون المشاركون في الاختصاصين المبرمجين هناك، وهي أماكن ستتكفل بإيواء وإطعام كلّ المقيمين بها، زيادة على ذلك الأطراف التي ستساهم في وضع الأسس التنظيمية ومسايرتها، من أعوان الأمن والحماية المدنية ومؤسسات التنظيف التي ستسهر على توفير خدمات مريحة للمقيمين هناك.
توزيع المنافسات عرف بعض التغييرات مثل نقل منافسة ألعاب القوى إلى مدينة وهران، كيف حدث ذلك ولماذا؟
بصراحة، عند تنقل وفد الخبراء إلى الجزائر وزاروا مدينة وهران أعجبوا كثيرا بنوعية المنشآت، الملاحظة الأولى عند دخولنا إلى الملعب الأولمبي ميلود هدفي بوهران، كانت لماذا لم يتم برمجة منافسة ألعاب القوى هناك، بعدما شاهدوا المضمار الرائع للملعب، وهذه الملاحظة قدمت لنا من قبل خبير برازيلي، بعدها تنقلنا إلى المسبح الأولمبي وهنا انبهر بالمسبح المتواجد بذات المركب، عند عودتنا إلى العاصمة تلقينا بعض الملاحظات حول ملعب “الساطو” الذي كانت مبرمجة به فعاليات ألعاب القوى، وقلنا لماذا سنقوم بأشغال وتأتي اللجنة من جديد لمعاينة الملعب، وهنا قررنا نقل المنافسة إلى وهران، خصوصا أنّ الملعب يتوفر على كلّ الشروط وجاهز، ومسؤولي الولاية طلبوا منا أن ندرج أكبر عدد من المنافسات بولاية وهران، ونحن ما كان علينا إلا الاستجابة لطلبهم وألعاب القوى ستنظم بمدينة وهران.
أكبر عدد من الرياضيين سيكون بمدينة وهران أم الجزائر العاصمة؟
أكبر عدد من الرياضيين سيكون في مدينة الجزائر العاصمة التي ستحتضن عددا كبيرا من الاختصاصات الرياضية، خصوصا منها الرياضات الجماعية التي تم توزيعها على عدد من القاعات والملاعب.
متى ستشرع الوفود المشاركة في الوصول إلى الجزائر، خصوصا أنّنا سمعنا أنّ عددا منها يريد أن يقيم آخر تربص تحضيري له بالمنافسة هنا بالجزائر؟
حسب المعلومات الأخيرة التي وصلتني هناك الوفد الفلسطيني، الذي يريد القدوم إلى الجزائر قبل الوقت المحدد لإجراء تربص هنا، في إطار الاتفاقية المبرمة بينه وبين الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وكانت لي الفرصة والتقيت بنائب الوفد القطري الذي يجري تربصا حاليا بإسبانيا، ويريد المجيء إلى الجزائر مبكرا وتقليص تواجده بإسبانيا من أجل مواصلة تحضيراته لإنهائها هنا بالجزائر، أظن أنّ هذه مؤشرات تجعل من بلادنا قبلة يمكنها أن تحتضن تحضيرات الفرق والوفود الأجنبية، هذا لديه صدى مضاعف حيث يسمح أولا بعودة الاستثمار وكذلك احتكاك فرقنا ورياضيينا مع رياضيين من بلدان أجنبية، وهو ما سيسمح من رفع مستواهم وادخار الأندية أموالها وهو ما نصبوا إليه.
نعلم أنّ كل الألعاب لديها عتاد خاص بالرياضيين في كلّ اختصاص، هل استلمتم كلّ العتاد الرياضي؟
مثلما قلت لكما في البداية لدينا موروث كبير وهو ألعاب البحر الأبيض المتوسط، ولم ننفق أموالا في شراء العتاد إلا في حالة ما إذا يصلنا تقرير مفاده تلف آلة أو تجهيزات خاصة، ما عدا هذا كان كلّ شيء متوفر، وهو ما سمح بتقليص الميزانية وتوظيف تلك الأموال في نوعية التنظيم الذي سيكون في المستوى، والتحكم الجيد في التنظيم سيساهم في تقليص الميزانية أكثر، لأنك ستكون جاهزا لكلّ الطوارئ وهو ما سيسمح من التقليص من الميزانية وتوظيف تلك الأموال في أشياء أساسية أخرى، وهذا ما نريد بلوغه لأننا في التحضيرات كانت لدينا الفرصة لكي نواصل العمل بالشراكة مع العديد من المؤسسات المختصة، لكي تكون طرفا شريكا لأنها كسبت الخبرة، وتملك إمكانيات مادية وتوظيفية راقية تسهم في تطبيق البرنامج المسطر على حذافيره بأرضية الميدان.
ما هي تطلعاتكم من خلال تنظيم الألعاب العربية هنا بالجزائر؟
بكلّ صراحة، نحن نؤمن بإمكانياتنا وقدراتنا إن شاء الله سنكون في مستوى الحدث، أما الجانب الفنّي فيعود ذلك إلى عمل مختلف الاتحادات الرياضية، وكذلك اللجنة الأولمبية الجزائرية الساهرين على التنسيق من أجل ضبط الأمور الفنية، ونحن في اتصال مع هذه الأطراف، للسماح لفرقنا لكي تكون هي الأولى التي تستفيد من التدريب والتحضير في هذه المنشآت، لكي تتعرف عليها وتتأقلم معها، وأعتقد أنّ هذا الأمر إيجابي ويبصم على مشاركة جدّ إيجابية للعناصر الوطنية في مختلف الاختصاصات الرياضية، ونيل أكبر عدد ممكن من الميداليات وخطف أكبر عدد من النقاط الخاصة بالحد الأدنى للمشاركة في الألعاب الأولمبية بباريس 2024 وكذا البطولات العالمية.
انطلقت العديد من الدورات التجريبية الخاصة بالحدث، على غرار الدراجات والسباحة ويوم 26 ألعاب القوى، كيف يتم هذا التنسيق؟
التنسيق على مستوى أول يبدأ بالترويج للحدث، شاهدتم حتما في مباراة المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم بملعب 19 ماي 1956 بعنابة، لافتات ولوحات تندرج في إطار البرنامج الترويجي للحدث، وكذلك الترويج بحضورنا مع الجانب الإشهاري والتنظيمي، والسماح للفرق التقنية التي تنظم الحدث بأنّها تشارك في التنظيم، عن طريق تجريب التطبيقات والعتاد الإلكتروني والكهربائي واختبار الانترنيت وغيرها من الأمور، ويكون في كلّ مرة تقييم لذلك عن طريق بطاقة تسمح لنا معرفة نقائصنا، حتى يسمح ذلك لكلّ الفرق المشاركة في التنظيم من التحضير الجيد للموعد الذي ستحتضنه الجزائر مطلع الشهر المقبل، كما أنّنا نتواصل مع وسائل الإعلام وننسق معهم للرفع من قيمة التنظيم.
حفل الافتتاح سيكون يوم 5 جويلية، لكن هناك منافسة ألعاب القوى ستنطلق يوم 02 جويلية وكرة القدم يوم 04 جويلية؟
ننتظر فقط أن نستقبل برامج رحلات الوفود المشاركة لاستقبالهم في أحسن الظروف، لا يجب أن ننسى بأنّ السلطات العليا في البلاد أعطت الضوء الأخضر لنستعمل نفس المخطط الذي كان معمولا به خلال ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وهو الدخول عبر التأشيرة المسبقة التي ستكون على مستوى بلدهم، “التومبلايت” هي تأشيرته لدخول التراب الجزائري، هذه التسهيلات اعترف بها مالك الحدث لأنّها طريقة تسمح بتوافد أكبر عدد من الرياضيين، لأنّ الرياضي في غالب الأحيان يسافر في أغلب الوقت ولا يكون لديه الوقت من أجل التكفل بإجراءات التأشيرة، كلّ هذه العوامل تجعل من طبعة الجزائر استثنائية، وتمنحها السمة بكونها بيئة يمكن أن تستقبل الأحداث الرياضية من أيّ نوع.
بدأ العدّ التنازلي للحدث هل اللافتات الترويجية جاهزة؟
شاهدت حافلات الطلبة وضعت بها لافتات ترويجية، وحتى بمختلف الملاعب الخاصة بالمنافسات الرياضية، المؤسسة الوطنية للإشهار بدأت عملها الترويجي للحدث الرياضي الذي ستحتضنه الجزائر، وكان بإمكاننا أن نشرع في العملية من قبل، لكن انتظرنا أن نتعاقد أولا مع الراعي الرسمي للألعاب، وننتظر التوقيع على عقود جديدة حتى يظهروا معنا في العملية الترويجية، هناك ثلاث مؤسسات وطنية معروفة لديها تقاليد في مرافقة الأحداث الرياضية الكبرى، وستساهم في إنجاح الحدث وحتى وإن لم تشارك بصفة كبيرة، لكنها ستكون حاضرة وستلبي دعوة لجنة التنظيم، وهو ما سيقدم قيمة نوعية للتظاهرة الرياضية.
هل تلقيتم طلبات اعتماد صحفيين عرب وأجانب لتغطية الحدث؟
الصحافة الجزائرية برهنت في التظاهرات الرياضية السابقة بأنّها حاضرة وتغطي كلّ صغيرة وكبيرة وبدقة، عملية تلقي الاعتمادات انطلقت ونعلم أنّ الصحفيين الجزائريين سيكون عددهم كبيرا، وننتظر تغطية إعلامية عالمية، تلقيت طلبا الثلاثاء الماضي من قبل قناة بيين سبورت القطرية، من أجل اعتماد 7 صحفيين مرفوقة بفرق تقنية، حتى يتمكنوا من حضور كلّ المنافسات، وهذا مؤشر إيجابي، ونحن نودّ من خلال هذا الحضور أن تصل الصورة الإيجابية لبلادنا إلى كلّ البلدان.
بخصوص الجمهور، هل سيكون الدخول لمشاهدة مختلف الاختصاصات الرياضية مجانيا؟
الدخول لمشاهدة المنافسات سيكون مجانيا، والحصول على التذاكر يكون مع المؤسسة المختصة عبر منصة تذكرتي، نحن مع آخر الروتوشات، كما قلت الدخول سيكون مجانيا لكن منظما وممنهجا.
في هذا الإطار، كلمة للجمهور الجزائري قبل انطلاق الألعاب العربية؟
أدعو الجمهور الجزائري في المدن الخمس أن يقتدي بالجمهور الذي حضر الألعاب المتوسطية بوهران، الذي أبهر المشاركين خلال تلك الدورة العام الماضي.. على الجمهور أن يتوافد بقوة لمتابعة مختلف المنافسات الرياضية، ويسهم في الترويج لهذه الفرحة ويشجع الرياضيين وضيوفنا الكرام، الجمهور الجزائري يتميز بكونه مضيافا ويعتني بالضيوف ويعطي الصورة التي ننتظرها منه.