بعد الهزيمة في الداربي أمام اتحاد االعاصمة بهدفين لواحد، اقتربنا من مدرب مولودية الجزائر باتريس بوميل، الذي تحدث عن المواجهة والأمور التي لم تسر بشكل جيد، وعن اختياراته والغيابات، كما تحدّث عن أمور أخرى في هذا الحوار.
الشعب: هزيمة مرّة أمام اتحاد العاصمة في الداربي الذي له وزن كبير لدى الأنصار، ما هو تحليلكم لهذا اللقاء؟
مدرّب مولودية الجزائر باتريس بوميل: من الصعب القيام بتحليل “على الساخن”، نرى المستوى الحقيقي لفريقينا في المباريات الكبيرة، قلتها في التصريحات السابقة وهذا الأمر ليس جديدا، لأنّنا من الجانب الهجومي لا يمكننا الضغط على المنافس، ولم نتمكن من خلق فرص سانحة للتهديف، واليوم كنا أدنى من المستوى المطلوب خصوصا في المرحلة الثانية، ويعلم الجميع أن تلقي هدف في المباراة يعادل الهزيمة تقريبا، حين تملك ثاني أضعف هجوم في البطولة للعودة في النتيجة، وتسجيل هدف الفوز تكون مهمتك شبه مستحيلة.
لم تقدّموا أداء كبيرا في الداربي، وأداء “العميد” اقتصر على رمي الكرة نحو الأمام، ألم تكن أخطاء في اختيار التشكيلة الأساسية؟
كنّا نعلم بأنهم سيكسبون الكرة في بداية اللقاء، وسيحاولون بناء اللعب ومحاولة تسجيل هدف السبق مبكرا، الاستراتيجية لم تكن رمي الكرات نحو الأمام وفقط، بل اللعب ككتلة واحدة ومحاولة إيجاد المساحات في ظهر مدافعي الفريق المنافس، لم تكن لدينا الدقة في اللمسة الأخيرة، لاعبونا ارتبكوا في المباراة وتأثروا بضغطها، خاصة في المرحلة الأولى، ولم يقووا حتى على إظهار أنفسهم من أجل طلب الكرة، كل هذا أمام بطل أفريقيا الذي يتواجد لاعبوه في أفضل حالتهم بعدما كسبوا ثقة كبيرة في النفس، مستاء للغاية من اللاعبين ومن هذا الداربي لأنه بغض النظر عن أنها مباراة ذات مستوى عالي الداربي يلعب بالقلب، لم أتعرف على اللاعبين فوق أرضية الميدان هم نفسهم من أظهروا إمكانيات كبيرة في تدريبات الأسبوع، بعد الهزيمة في تيزي وزو تكبدنا الهزيمة الثانية على التوالي أمام الاتحاد، عندما تلعب المباريات ضد فرق شبيبة القبائل واتحاد العاصمة هي مباريات قوية، وأنا بحاجة إلى لاعبين أقوياء ذهنيا معي في مباريات مثل هذه، وهو ما قلته في غرف تغيير الملابس التي خيم عليها صمت كبير، وهذا الصمت يجب أن يفيدنا لكي نكبر، علينا أن ننهي الموسم بأفضل شكل ممكن، وعندما نقوم بالحوصلة في نهاية الموسم، أقول بأن المستقبل سيكون للمولودية بحضوري أم لا، أنا متواجد في الحاضر وأود أن أكون في المستقبل، أريد أن أشاهد في الاستئناف اللاعبين الذين شاهدتهم يعملون بكل قوة خلال تدريبات الأسبوع المنصرم، صحيح أنه ليس لدينا فريق قوي، لكن لاحظت بأنهم لديهم العزيمة لتحقيق النتائج، وهو ما غاب عنا في مواجهة الداربي امام الاتحاد، ولهذا أود أن أطلب العفو من الأنصار الذين يملكون كل الحق ليكونوا غاضبين على أداء الفريق.
أقحمتم ثلاثة لاعبين من الرديف في الداربي، ألم يكن هذا منعرج اللقاء قبل بدايته؟
هؤلاء اللاعبين كانوا يدخلون اللقاءات بدلاء ويجلبون الكثير من الحيوية، وظهروا بوجه جيد أمام شباب بلوزداد وشباب قسنطينة، ربما هذا الداربي كان ثقيلا عليهم وأتحمل المسؤولية في الاعتماد عليهم، هم لاعبون شباب يملكون إمكانيات لا بأس بها وتنقصهم الخبرة لكن يجب حمايتهم، لديهم عمل كبير ينتظرهم وقلتها في أكثر من مناسبة، ربما كان من الأفضل في الداربي اقحامهم خلال أطوار المباراة، هذه هي كرة القدم لديهم دعمي وهم بعيدون عن المستوى العالي، ونعمل على الاعتماد عليهم تدريجيا في المباريات، اليوم الهزيمة والأداء الباهت جماعي، وربما اللاعبون الذين يملكون الخبرة عليهم حماية هؤلاء اللاعبين ووضعهم في أفضل الظروف، خيبتي كبيرة وأنا منهار وغاضب بعد هذه الهزيمة، لكني أعشق التحديات وجاهز لرفعها.
الفريق يعاني هجوميا خصوصا منذ بداية إشرافكم على العارضة الفنية؟
قبل قدومي كان هناك مهاجم اسمه خير الدين مرزوقي الذي سجّل عددا معتبرا من الأهداف، وبجانبه إيسو الذي لم يسجّل الكثير من الأهداف، لكنه بالمقابل كان يضغط على دفاعات المنافسين بقوته المورفولوجية، واللاعبان انتهى موسمهما مبكرا بسبب الإصابة التي تعرضوا لها، في اللقاءات الأخيرة ينقصنا لاعبان مهمان آخران في وسط الميدان هما محمد بن خماسة وتوقي، وكل هذه العوامل جعلت فعالية المولودية تنقص أمام المرمى، وللإجابة على سؤال: هل لا زالت المدرب المناسب لقيادة الفريق، فإنني أقول منذ انطلاق الموسم أنا المدرب الثالث الذي قاد العارضة الفنية، أعتقد أن المحللين والأنصار يعلمون أنّنا نملك فريقا متوسطا هذا الموسم، في كل مرة كنا نفوز كان ذلك بهدف دون رد وبصعوبة، الآن يجب أن ننهي الموسم الجاري ونقوم بالتحضير للمستقبل، لأنّني أقولها لكم ربما ستضحكون لكن متأكد ممّا أقوله، المستقبل سيكون للمولودية وسترونه في الأشهر المقبلة.