أكد رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني، نور الدين بن براهم، في مداخلته اليوم الثلاثاء، بالمتحف الوطني للمجاهد، ان الأمير عبد القادر مرجعية دولية في القوانين الدولية لحماية الأسرى الذين يملكون ديانات أخرى، استطاع حماية المسيحيين بهذه الخلقية القيمية التي تأسست في الجزائر، قال بن براهم.
وصف المتحدث، الأمير عبد القادر باللؤلؤة الأساسية في سلسلة المقاومة والثورة الجزائرية والمجاهد، والعالم والمتصوف والقائد العسكري الذي كان يحظى بخيارات المقاومة لطرد المستعمر الفرنسي، وقال إنه من واجبنا إبراز شخصية الأمير بمفهومها الجزائري وتأثيرها الدولي.
وشدد بن براهم على زرع هذه الخلقية القيمية لدى الناشئة في منظومة التكوين والتعليم والمجتمع المدني حتى تكون لدينا مناعة لحماية رموزنا، وأشار إلى أن الدول تتنافس لأخذ رمزيته بتسمية الساحات والمدن والمراكز.
وأضاف: “ينطلق المرصد الوطني للمجتمع المدني من هذه العملية بغرض المزج، هو وفاء لرسالة ومقاصد الثورة التحريرية والرجال الأشاوس المقاومين، الذين أفنوا حياتهم لاستقلال الجزائر”.
وأبرز رئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني أن الذكرى الـ61 لاسترجاع السيادة الوطنية هي مناسبة عملية مزج بين المجتمع المدني لتصدير التلاحم للاطفال الصغار ضمان لهذه القيم وتحصين للشخصية الجزائرية.
وقال: “نعتز بالإنتماء إلى هذا البلد لأننا نملك هذه المنظومة التاريخية، التاريخ قاعدة انطلاق وارتكاز تجعلنا نتفرغ لمواجهة التحديات ذات الطابع الاقتصادي والثقافي”.
الأمير ساهم في تحريك الضمير الإنساني
وتطرق الأساتذة الباحثون إلى معاملة الأمير عبد القادر، مع السجناء والجرحى ومشروع الدولة والوطن لديه ومساهمته للإنسانية بإرساء القانون الدولي الإنساني.
قال البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، في مداخلة بعنوان “عبد القادر ومعاملته للسجناء والجرحى”، “ان الأمير عبد القادر، اظهر خلال 17 عاما من الجهاد ضد قوات الإحتلال الفرنسي صفات إنسانية استثنائية في عصره، وسن اللوائح الخاصة بحماية السجناء وإسعاف الجرحى وفرض عقوبات على المخالفين.
وأضاف خياطي أن أعمال الأمير في المجال الإنساني تجسدت طوال مرحلة الحرب ضد الغزاة، وظل متمكسا في دمشق بهذه القيم، حيث أظهرها بطريقة رائعة عام 1860 من خلال إنقاذ 12 الف مسيحي من مذبحة مخطط لها.
وقال ان الفضل الكبير يعود للأمير عبد القادر، في تحريك الضمير الإنساني بعد نضال سياسي محنك وجهاد عسكري منظم.
وقال الدكتور ودان بوغفالة، من جامعة تيارت، إن شخصية الأمير عبد القادر، الفذة الثائرة ضد الإستعمار الفرنسي من أجل الهوية الوطنية تتعلم منها الأجيال كيف تتحمل أعباء المسؤولية، لتتخذ من سيرته نبراسا تستضئ بفيض معالمه الروحية و النضالية وبمقاومته الخالدة.