مجهودات جبارة تبذلها وزارة التعليم العالي، وفق توجيهات الرئيس تبون، من أجل تحويل الجامعة إلى قاطرة للتنمية، والعمل على تلبية حاجيات الاقتصاد الوطني بما تقتضي الأسس المعرفية، بعيدا عن الممارسات البائدة الغارقة في حمأة الفساد..
ولسنا نخفي تفاؤلنا بالنجاح الكبير الذي سيتحقق للجامعة الجزائرية، وقد بدأت ثمراته تظهر فعلا. غير أنّنا يجب أن ننبّه إلى أن تحقيقه يقتضي تضافر جهود الجميع، فالرئيس أوفى بالتزامه، ووفّر كل الظروف من أجل استعادة الجامعة لدورها الرّيادي، ولم يقصّر الوزير –بدوره– في أداء واجباته على أكمل وجه، لكن التزامات الأساتذة والطلبة لها أهميّتها هي الأخرى، وينبغي أن تكون سندا ودعما للجهود المنيرة، لا مجرّد متفرّج عليها، ومن ذلك، أن المقالات المحكمّة – على سبيل المثال – لا ينبغي أن تبقى مجرّد «بطاقات قراءة» تجمع بين ما قال فلان وعلان، ثم تمهر المقولات بالإحالات، وترصف المراجع، دون أن تثير الأسئلة الإشكالية (الحقانية)، ودون أن تناقش وتثري وتقوّم وتضيف، وتقدّم البدائل، وتطرح وجهات النظر الجادّة..
نقول هذا لأننا لاحظنا على منصّة المجلات المحكّمة، شيئا من «الفتور» لا يتّسق مع الدّينامية العالية التي تعرفها جامعاتنا، كما لاحظنا نوعا من (اللامبالاة) بما تنشر المجلات، وكأن مقالاتها لا تصلح إلا لتكون توثيقات في ملفات إدارية بقصد «المناقشة» أو «الترقية»، ولا تجد حاجة في البحث عما يمنحها قوّة التأثير في الواقع المعيش..
ولا نغالي إذا قلنا إن معظم النظريات المهمة في العالم، لم تكن في بداياتها سوى مقالات تمكنت من إثارة الانتباه وتحوّلت إلى معالم ومنارات للبحث العلمي؛ لهذا لا ينبغي الاستهانة بـ»المقال» ولا الانتقاص منه، فالاشتغال الجادّ عليه إنما هو إسهام مباشر في بناء الجزائر الجديدة..