يضطلع المجتمع المدني بدور هام في مجال حماية الغابات، يقول سفيان عفان رئيس المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة، وذلك من خلال التحسيس والتوعية من مخاطر حرائق الغابات، التبليغ عن كل متسبب في الحرائق، والعمل على الاستفادة من التكوين بكل الأمور المتعلقة بمجابهة المخاطر الكبرى ومنها الحرائق.
بخصوص الثروة الغابية وما يمكن أن يفعله المجتمع المدني، أكد عفان في تصريح لـ«الشعب”، على الدور التحسيسي المحض بتوزيع المطويات على رواد السياحة الغابية، التركيز على التحسيس المباشر على الزوار خاصة أيام نهاية الأسبوع، استغلال منصات التفاعل الاجتماعي من خلال التكثيف من المنشورات التوعوية، والتحسيس بفيديوهات، بالإضافة الى تنظيم حملات تنظيف دورية على مستوى الغابات لإزالة كل المواد المساهمة في فتيل النيران، والمشاركة وبقوة مع أعوان محافظات الغابات خاصة وبعد إطلاق الحملة الوطنية التحسيسية من وزارة الداخلية وكذا وزارات الفلاحة والبيئة والشباب والرياضة.
وذكر المتحدث – في السياق – بالجهود الجبارة التي قامت بها الدولة خاصة بعد الحرائق السنوات الماضية من خلال استعمال التقنيات الحديثة كـ«الدرون” لتكون يقظة أكثر وشراء طائرات ذات حمل كبير للمياه، لكسر فتيل الحرائق بسرعة، داعيا كل المواطنين وخاصة زوار الغابات لمراعاة والابتعاد عن ترك كل الأمور التي تؤذي الغابات وتؤدي الى تدهور وتراجع هذه الثروة الهامة اقتصاديا وبيئيا .
من جهة أخرى، وفي إطار الوقاية من حرائق الغابات ومكافحتها لموسم 2023 اتخذت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية جملة من الإجراءات الاستعجالية والوقائية لتفادي تكرار سيناريو السنوات القليلة الماضية، إذ تسببت النيران في خسائر كبيرة في الثروة الغابية.
وتندرج هذه الإجراءات في إطار العمليات الاستباقية للسهر على المحافظة على الثروة الغابية وعلى سلامة الأشخاص والممتلكات الكائنة بالوسط الغابي أو بمحاذاته، والتي تلزم كافة الفاعلين كل حسب مسؤوليته بالتجند التام والمواصلة طيلة فترة الحملة وذلك تحت شعار “حماية الغابات مسؤولية الجميع”.
ونظرا للظروف المناخية الاستثنائية المتسمة بارتفاع كبير لدرجة الحرارة، والنشريات الصادرة من المركز الوطني للأرصاد الجوية، وكذا السلوكيات الخاطئة وغير المسؤولة لبعض المواطنين، فإن وزارة الفلاحة لجأت لرفع حالة التأهب القصوى لكافة الفاعلين في حملة الوقاية ومكافحة حرائق الغابات وعلى كل المستويات ـ حسبما ورد في بيان لها ـ تلقت “الشعب” نسخة منه.
وتؤكد الوزارة – من خلال بيانها – على ضرورة الوقاية ومكافحة الحرائق الغابية، وعلى كل المستويات، لأجل تجنب وتفادي أي طارئ، وذلك طيلة أيام الأسبوع على مدار 24 ساعة، كما يمنع منعا باتا إقامة جلسات الشواء وأي إشعال للنار داخل أو بجنب الفضاءات الغابية عبر التراب الوطني تحت أي ظرف كان، كما تم الإبقاء على حالة تجميد إنتاج مادة الفحم، وهذا لما تشكله من مخاطر اندلاع الحرائق على مستوى الغابات، بالإضافة الى تكثيف الدوريات المشتركة على مستوى الفضاءات الغابية وبمحاذاتها، وكذا التكفل بحالات التبليغ الواردة للرقم الأخضر 70ـ 10 الموضوع حيز الخدمة، للتبليغ عن كل خطر أو تجاوزات تمس بسلامة الغابات عامة، أو تهدد بنشوب النيران خاصة.