ملايين الدولارات تقدمها الجزائر كمساعدات إلى الدولة الشقيقة فلسطين.. مدد لا ينقطع مهما كانت الظروف والاحوال، حيث تعكس المبادرة الاخيرة بتقديم مساعدة 30 مليون دولار لإعمار جنين، سيادة القرار الخارجي وعدم تأثره بالضغوطات الخارجية.. هكذا يرى الدكتور مبروك كاهي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، مؤكدا في حوار لـ«الشعب” أن الالتزامات المالية إزاء فلسطين غير مرتبطة بموقف سياسي أو انحياز لفصيل على حساب آخر.
الشعب: قرر رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، منح مساهمة مالية بقيمة 30 مليون دولار للمساعدة في إعادة إعمار مدينة جنين الفلسطينية وذلك على إثر الاعتداء الهمجي الإجرامي الذي شنّته قوات الاحتلال الصهيوني.. ماذا تمثل هذه المساعدة من الناحية الانسانية والسياسية، خاصة أنها جاءت في الوقت الذي يحضر فيه الاتحاد الأوروبي لدراسة ملف المساعدات إلى فلسطين؟
د .كاهي: المساعدات التي قدمتها الدولة الجزائرية للقضية الفلسطينية تعبر عن الالتزام الدائم بدعم هذه القضية العادلة، وواجب انساني اتجاه الشعب الفلسطيني الذي يمر بظروف صعبة، وتأكيد على مخرجات القمة العربية المنعقدة بالجزائر التي أكدت على محورية القضية الفلسطينية باعتبارها الأولى والجامعة لوحدة القرار العربي، كما تعكس المبادرة الجزائرية سيادة القرار الخارجي، وعدم تأثره بالضغوطات الخارجية، وهي تأكيد على مواصلة الدعم من أعلى المنابر الدولية، وأهمها العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، أما مساعدات الاتحاد الأوروبي، فهي جد بطيئة، وغالبا ما تكون مرتبطة بشروط قاسية تفرض على السلطة الفلسطينية، وتكون مرهونة بقبول الكيان الصهيوني مما يفرغه من محتواها الانساني وتؤكد التخاذل الأوروبي أمام التزاماته وتعهداته ازاء القضية الفلسطينية
ما قراءتك لكرونولوجيا المساعدات التي ما فتئت تقدمها الجزائر للدولة الشقيقة فلسطين. وانعكاس ذلك على نصرة القضية؟
فيما يتعلق بكرونولوجيا المساعدات، يكفي فقط التذكير ان الدولة الجزائرية من الدول القليلة جدا التي تفي بالتزاماتها المالية السنوية ازاء الدولة الفلسطينية، ولا تربطها بأي موقف سياسي أو انحياز لفصيل على آخر، بل كانت دوما تؤكد على أهمية وحدة الصف الفلسطيني ومن خلفه الصف العربي، من أجل تحقيق الأهداف وكسب تأييد المجتمع الدولي ومزيد من الحلفاء خدمة للقضية الفلسطينية، وتمكين شعبها من تقرير مصيره وإقامة دولته وفق الشرعية الدولية.
كيف ترى تعاطي العرب مع القضية الفلسطينية بعد قمة الجزائر، في انتظار رد الشقيقة مصر على طلب الجزائر بتخصيص معبر لمرور المحروقات لغزة؟
بالنسبة للشقيقة مصر، وفي انتظار الرد الايجابي لطلب الجزائر، لا بد من التذكير أن مصر لها التزامات وتعهدات دولية وقعت عليها متعلقة بالقضية الفلسطينية وفتح المعابر الحدودية، ومع ذلك، مصر تكن الاحترام الكبير للدولة الجزائرية وتقدر مسعاها لدعم القضية المحورية الفلسطينية، ولعل خير دليل الزيارات المتبادلة بين قيادة البلدين، ومشاركة الرئيس المصري شخصيا في قمة الجزائر العربية، بمعنى ان الطلب الجزائري سوف يدرسه الجانب المصري بعناية، من أجل إيجاد حل لإيصال المساعدات ومد محطات الطاقة الكهربائية بالوقود اللازم لتشغيلها والتخفيف، ولو قليلا، من معاناة الشعب الفلسطيني.