يشرع رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في زيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية، ابتداء من الإثنين، تدخل في إطار تعزيز العلاقات المتينة والمتجذرة وتقوية التعاون الاقتصادي، بين الشعبين الجزائري والصيني.
تعدُّ الصين شريكا مهما بالنسبة للجزائر، خاصة في المجال الاقتصادي والسياسي والعكس صحيح بالنسبة لبكين التي تعتبر الجزائر دولة إقليمية كبيرة في شمال إفريقيا، ويترجم ذلك التطابق التام في عديد القضايا الدولية والإقليمية.
وتأتي زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى الصين، بعد قرابة شهر من زيارة ناجحة قادته إلى روسيا الفدرالية، ووقّع إعلانها الرسمي من الرئيس تبون ونظيره بوتين، وأكدا على تطابق تام للرؤى بشأن مختلف القضايا.
“زيارة بدلالات سياسية عديدة”
في هذا الصدد، يوضّح أستاذ العلوم السياسية، سمير حكيم، أن زيارة الرئيس تبون إلى الصين تحمل أكثر من دلالة سياسية، خاصة أن رئيس الجمهورية أشار مرات عديدة إلى أهمية العلاقة مع بكين، التي تعد صديقا مهما الجزائر على كافة الأصعدة.
ويعتبر حكيم، في اتصال هاتفي مع “الشعب أونلاين”، الزيارة فرصة هامة بين الجزائر والصين لتعميق أكبر للشراكة الإستراتيجية الشاملة بين البلدين ومساهمة أكبر في تعزيز التعاون الاقتصادي بالدرجة الأولى والتنسيق الأمني والتبادل الثقافي والتفعيل الدبلوماسي.
ويضيف في السياق: “الجزائر ترى في الطرف الصيني شريكا استراتيجيا هاما اعتمدت عليه في السنوات الماضية باعتبارها أقامت معه شراكة إستراتيجية كاملة سنة 2014، وستعتمد عليه بشكل اكبر في السنوات المقبلة”.
“علاقات متميزة”
وفي الشأن الاقتصادي، يقول أستاذ علوم الاقتصاد، عمر هارون، إن “زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى بكين المقررة بداية من الإثنين، تأتي في ظروف عالمية غير مسبوقة جراء الوضع غير المستقر في أوكرانيا”.
ويشير هارون، في اتصال هاتفي مع “الشعب أونلاين”، إلى أن “الجزائر لها دور مهم بعلاقاتها المتميزة مع المعسكر الشرقي والغربي، لاسيما أنها تعد المزود الأبرز للغاز لأوروبا، وهي أيضا مهتمة بالانضمام للبريكس وشانغهاي”.
وفي إجابة عن سؤال متعلق بمشروع طريق الحرير الصيني-الجزائري وإمكانية الاستمرار فيه، يرى الخبير الاقتصادي أن الطرفين ليس لديهما نية الانسحاب من هذا المشروع المهم على جميع الأصعدة.
ويتابع في السياق: “مبادرات ومشاريع المشروع التي عمل عليها الطرفين ستعزز ميناء الحمدانية الذي سيكون محورا لطريق الحرير في افريقيا، لاسيما أن الجزائر تكاد تنتهي من ربط الشمال والجنوب بالطرق والسكك الحديدة”.
الجزائر-بكين.. تبادل تجاري ومصلحة متبادلة
يقدر حجم المبادلات التجارية الجزائرية الصينية، -حسب هارون- في حدود 9 مليار دولار، مع حجم استثمارات صيني في الجزائر فاق 22 مليار دولار، مع انجاز عديد المشاريع الضخمة على غرار بناء السكنات والطرق السريعة واستثمارات في قطاع المناجم وصل في الفوسفات بتبسة مثلا إلى 7 مليار دولار.
ويلفت المتحدث إلى أن الجزائر، بالرؤية الجديدة، أضحى لها دور مهم في ملفات مختلفة، خاصة أنها تملك علاقات متميزة مع الدول الفاعلة في المعسكرين الشرقي على غرار روسيا والصين، والغربي على غرار الولايات المتحدة ودول أوروبية كثيرة.