كشفت العديد من التقارير الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة للمرأة أن النساء والفتيات أكثر عرضة أكثر من الرجال، للتأثر بمخاطر التغير المناخي وعواقب الاحتباس الحراري.
وأشارت التقارير إلى أن التداعيات السلبية على النساء تنتج عن دور المرأة في المجتمع والأسرة، وحساسيتها الجسدية وزيادة حاجتها إلى النظافة مقارنة بالرجل، وعدم قدرتها الكافية على الوصول إلى الموارد.
كما أن تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التي تتناول دور المرأة في المجتمع في مختلف أنحاء العالم ومشاركتها في الحياة التجارية، تؤكد أن المرأة تتحمل 75 بالمئة من الأعمال غير مدفوعة الأجر حول العالم، مشيرة إلى أنه في حالة وقوع كارثة “لا تملك المرأة الموارد المالية للتعامل مع الوضع الناتج”.
وفي هذا السياق، أفادت دراسات أجرتها منظمة الصحة العالمية بأن تأثيرات تغير المناخ تضر بالنساء بشكل أكبر لحاجتهن إلى المزيد من المياه من الناحية البيولوجية.
وأوضحت أنه في حالة عدم حصول النساء على مستويات مناسبة من النظافة الشخصية، بسبب نقص إمدادات المياه، يجعلهن أكثر تأثراً بالأمراض الناجمة عن العدوى، لاسيما أثناء فترات الحيض والولادة والفترات السابقة والتالية لهما.
وعلى هذا النحو، كشفت دراسة أجراها باحثون في جامعات تكساس ومينيسوتا وأريزونا الأمريكية عن ارتفاع أعداد النساء اللاتي يفقدن أرواحهن بسبب المشكلات المناخية.
وذكرت أن عدد النساء اللائي فقدن أرواحهن في كوارث مثل العواصف والأعاصير والفيضانات يزيد 14 مرة عن عدد الرجال.
بدورها، قالت فيرجيني لو ماسون، الباحثة في معهد التنمية الخارجية في المملكة المتحدة، إنها كانت في البداية متشككة بشأن الآثار المختلفة لتغير المناخ على الجنسين، لكن شكوكها اختفت بعد زيارة العديد من البلدان.
وذكرت لو ماسون: “في العديد من الأماكن، تتمثل مهمة النساء والفتيات في جلب المياه إلى المنزل. وإذا كان مصدر المياه بعيدا جدا عن المنزل، فإن هذه الوظيفة تستغرق الكثير من وقتهن خلال النهار، ومع تغير المناخ تتناقص الموارد المائية”.
واعتبرت الباحثة البريطانية أن تأثير تغير المناخ على النساء لديه أبعاد متتالية، مضيفة: “عبء العمل على النساء أعلى، ومع ذلك لا يمكنهن كسب المال، لذلك تتأثر قدرتهن على ادخار المال والاستثمار في مستقبلهن”.
واختتمت لو ماسون قائلة: “علينا أن نفهم أن تغير المناخ لا يستهدف النساء على وجه التحديد، فالنساء أكثر عرضة لتغير المناخ لأنهن يواجهن بالفعل العديد من أوجه عدم المساواة”.
وفي هذا السياق، لفتت آمبر فليتشر، عالمة الاجتماع بجامعة ريجينا الكندية، إلى أن تأثير عواقب تغير المناخ على النساء يتحدد وفق الجغرافيا والأوضاع التي يتعرضن لها، مؤكدة على أن النساء في جنوب الكرة الأرضية يتأثرن بشكل كبير بالكوارث المناخية ضاربة مثال بأن عدم معرفة النساء بالسباحة يفقدهن القدرة على النجاة في حالات الفيضانات.
وأردفت: “الفجوة بين الجنسين هي السبب الجذري للتوزيع غير المتكافئ للموارد والسلطة، كما تتفاقم مثل هذه اللامساواة عند وقوع كارثة “.