تعدّ الصين من أهم الشركاء الاستراتيجيين للجزائر، وعلاقتهما الثنائية لا تنفك ترتقي إلى مستويات أكثر دينامية واتساعا، في شراكة قوية تترجمها المشاريع الضخمة والاتفاقيات الكبرى، وتزداد متانة وحيوية، لأنها ترتكز على الثقة المتبادلة وعلى مبدأ
رابح-رابح، وفوق ذلك، تتسمّ بمنحى تصاعدي يرتفع فيه حجم التبادل التجاري، وهذا مسار ليس بالمستحدث، بل هو متجذّر في التاريخ، قائم ومستمر على الدّوام، بحكم الأسس المتينة التي تأسس عليها.
وتأتي زيارة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى الصين، بدعوة من نظيره الرئيس شي جين بيينغ، لتعزّز هذه الشراكة وتمنحها زخما أكبر، من خلال توسيع الاستثمارات الصينية بالجزائر والرفع من مستويات التعاون إلى ما يطمح إليه البلدان. وهي من ناحية التوقيت، غاية في الأهمية، بحكم أنها تسبق اجتماع رؤساء دول “بريكس” في الأسابيع القليلة القادمة، والصين من الدول الرئيسية في هذا التكتل، وأبدت ترحيبها واهتمامها بانضمام الجزائر، ومن المنتظر أن توفر بيكين كل الدعم لتسريع التحاق الجزائر بهذا التكتل الاقتصادي الواعد، بالنظر إلى ثقل الجزائر كقوة إقليمية من جهة، وبحكم ما يجمع البلدين من وفاق وثقة وطيدة ورؤى متجانسة من جهة أخرى، خاصة وأن أكبر ميناء يربط الجزائر بطريق الوحدة الإفريقية إقليميا، تعكف على إنجازه شركة صينية بمدينة شرشال، ناهيك عن المشاريع الكبرى التي يشترك فيها البلدان.
عبد القادر سليماني: التعاون الجزائري الصيني.. تحالف في خدمة الانسان
زيارة الرئيس تبون إلى الصين.. تعزيز صداقة وتعميق شراكة استراتيجية