انتهى الموسم الكروي في الجزائر يوم 15 جويلية، بتتويج شباب بلوزداد باللقب الرابع تواليا وسقوط أمل الأربعاء رفقة هلال شلغوم العيد إلى رابطة الهواة.
موسم 2022 /2023 من بين أطول المواسم في تاريخ الكرة الجزائرية، بحيث دام 11 شهرا رغم ضم البطولة المحترفة 16 فريقا فقط، يتنافسون في 30 جولة مع مشاركة أربعة فرق في رابطة الأبطال وكأس الاتحاد الإفريقي.
وكان من المفروض أن ينتهي الموسم في ماي أو جوان الماضيين على أكثر تقدير، حسب تقديرات سابقة للرابطة المحترفة.
بلوزداد يؤكد السيطرة في موسم شاق
توقفت المنافسة المحلية مرتين ولمدة طويلة كان من أهم أسباب تأجيل الجولات الأخيرة إلى 15 جويلية، إضافة إلى تربص المنتخب الوطني الأخير.
وتحدث رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار للإذاعة الوطنية في وقت سابق عن العراقيل التي تواجه البرمجة، منها تغيير مواعيد العديد من المباريات بسبب مشاركة، شباب بلوزداد، شبيبة القبائل شبيبة الساورة واتحاد الجزائر في رابطة الأبطال وكأس الاتحاد الإفريقي.
وحمل رئيس جمعية الشلف السابق، مدرب المنتخب الوطني جمال بلماضي مسؤولية تأجيل نهاية المباريات الأربعة الأخيرة: ” طلبت من رئيس الاتحادية جهيد زفيزف، التوسط لدى بلماضي تقليص عدد لاعبي اتحاد الجزائر في التربص الأخير ولكنه رفض، ولم يكن بوسعنا إلا تأجيل المباريات الأخيرة لضمان اللعب النظيف”.
وأكد شباب بلوزداد سيطرته على الرابطة المحترفة بالفوز باللقب قبل ثلاث جولات عن نهاية الموسم، وهو التتويج الرابع تواليا والعاشر في تاريخ الفريق، وانفرد أبناء لعقيبة بوصافة الأندية الأكثر تتويجا في الجزائر، إذ يأتي شبيبة القبائل في المرتبة الأولى بـ 14 لقبا.
وفاز الشباب بالبطولة سنوات 1965، 1966، 1969، 1970، 2000، 2001،، 2020 2021، 2022، 2023.
بطولة بلا هداف وأرقام مخيبة
الأرقام المسجلة في بطولة الموسم الكروي 2022 /2023، دليل على وجود خلل كبير في المنظومة الكروية الجزائرية. انتهى الموسم بدون هدّاف حقيقي، وحتى ثاني لاعب سجل أكبر عدد من الأهداف يلعب في فريق سقط إلى قسم الهواة، ناهيك عن عجز شباب قسنطينة ومولودية الجزائر ووفاق سطيف على اللحاق بشباب بلوزداد، رغم تضييع الأخير للعديد من النقاط على أرضه في مرحلة العودة.
أنهى لاعب جمعية الشلف محمد سويبع الموسم على رأس الهدافين بتسجيل 13 هدفا فقط في 30 جولة، أي بمعدل 0.43 هدف في كل مباراة، وهو رقم ضعيف يسجل مرة أخرى في البطولة المحلية.
وتقاسم وصافة الهدافين الثنائي، بايزيد سفيان من اتحاد خنشلة ومحمد تومي من أمل الأربعاء، الذي سقط إلى رابطة الهواة بـ12 هدفا.
يشار إلى أن متوسط ميدان وفاق سطيف السابق احمد قندوسي ضل مسيطرا على ريادة الهدافين بـ 8أهداف إلى غاية الجولات الأخيرة، ولم يفقد الصدارة إلى مع قرب نهاية الموسم.
وسجل هلال شلغوم العيد أرقاما قياسية في الموسم المنقضي، فهو الفريق الذي لم يفز بأي لقاء وتعادل أربع مرات وتلقت شباك 76 هدفا أي بمعدل 2.53 هدف في كل لقاء وسجل 11 هدفا أي بمعدل 0.36 هدف في كل مواجهة.
وأما مولودية الجزائر الذي أنهى الموسم في المركز الثالث، فقد سجل فقط هجومه 21 هدفا فقط، وهو ثاني أضعف هجوم بعد هلال لغوم العيد، فيما يعد خط دفاعه الأقوى بحيث دخلت شباكه 20 هدفا.
والفارق بين صاحب المركز الثالث مولودية الجزائر والمرتبة الـ14 التي يحتلها شبيبة القبائل هو 8 نقاط فقط، فالمولودية في رصيده 47 نقطة و”الكناري” 39 نقطة.
ويمتلك شباب بلوزداد أقوى خط هجوم بـ 44 هدفا وثاني أحسن دفاع بـ 21 هدفا، أما الوصيف شباب قسنطينة فسجل هجومه 39 هدفا وتلقى 26 هدفا.
ومن غرائب البطولة الجزائرية، أن نادي بارادو الذي لامس الرابطة الثانية خلال الشوط الأول من المباراة الأخيرة أمام أمل الأربعاء، قفز إلى المركز التاسع في الترتيب العام بعدما قلب النتيجة لصالحه في الشوط الثاني.
شبيبة القبائل يعود من الرابطة الثانية
كان سقوط شبيبة القبائل إلى الرابطة الثانية هواة شبه مؤكد بعدما أنهى المرحلة الأولى من الموسم في قاع التريب العام، وبقي حله كذلك بعد مرور بضع جولات من مرحلة العودة.
موسم “الكناري” بشكل عام كان بوجهين مختلفين، فالفريق قدم مستويات كبيرة في رابطة الأبطال الإفريقية منذ الأدوار الأولى، وتفوق على أقوى المنافسين على غرار الوداد البيضاوي وبلغ ربع النهائي قبل أن أقصي بشرف على يد الترجي التونسي.
ولم تكن تتماشى نتائج الفريق قاريا مع الأداء في البطولة المحلية، فقد عجز الشبيبة عن الفوز على أضعف الفرق على أرضه وأمام جمهوره، إلى أن اتخذ مجلس الإدارة قرار بإقالة المدرب ميلود حمدي، وتعوضيه بيوسف بوزيدي.
ووجد بوزيدي الشفرة الصحيحة لفك عقدة اللاعبين، بحيث خسر مواجهتين فقط في الجولات العشر الأخيرة أمام شباب بلوزداد ونادي بارادو، وجمع 21 نقطة من 6 انتصارات وثلاث تعادلات لينهي الفريق الموسم في المرتبة 14 بـ 39 نقطة.
اتحاد الجزائر يحقق حلم النجمة
موسم اتحاد الجزائر كان استثنائيا بمعانقة كأس الاتحاد الإفريقي لأول مرة ووضع نجمة على قميص الفريق، طال انتظارها من عشاق النادي.
وكان لتعيين المدرب عبد الحق بن شيخة في نهاية ديسمبر 2022 خلفا لبوعلام شارف، وقع كبير على أداء الفريق، بحيث توالت النتائج الإيجابية محليا، تلتها انتصارات في دور المجموعات للكأس الاتحاد الإفريقي إلى بلوغ النهائي والتتويج بكأس الـ”كاف” على حساب يانغ افريكانز التنزاني.
وكان للتتويج المبكر وقع سلبي على بقية مشوار الاتحاد، ففي آخر 8 مباريات في الرابطة المحترفة لم يفز الاتحاد إلا بمباراة واحدة، وبرر المدرب بن شيخة هذا التراجع بفقدان الرغبة لدى اللاعبين بعد الفوز بقلب قاري.
وشرعت إدارة النادي في إعادة ترتيب البيت من الداخل تحسبا للموسم المقبل، إذ ألغى المدير العامل لمجمع “سير بور” عبد الكريم حركاتي منصب مدير عام للفريق وعيّن توفيق قريشي في منصب “مناجير” عام، ورضا عبدوش مستشارا للرئيس، حسب ما جاء في البيان الذي نشر على صفحة الاتحاد “في فايسبوك” الأحد.
ونجحت مسؤولو فريق “سوسطارة” في إقناع المدرب عبد الحق بن شيخة في مواصلة العمل لموسم آخر، بعدما حامت شكوك حول بقائه.