يبدو أن العالم استوعب «المخاطر» المحتملة لـ»الذكاء الاصطناعي»، وأعلن حالة (الاستنفار) لمواجهة (الأخطار المفتوحة على الممكن)، والتأثيرات السلبية المحتملة على الحياة العامة، بأمنها واقتصادها وثقافتها و(هلمّ جرّها)؛ ولهذا، يجتمع مجلس الأمن (شخصيا) اليوم، كي ينظر في الأمر، ويبحث عمّا يكفل الإفادة من (الآلة الذّكية) دون الوقوع في فخاخها المفترضة..
ولقد اشتغل الأدب والفنّ على الموضوع منذ ربع قرن أو يزيد، وقدّم أطروحات غاية في الحصافة، لكن (العالم) لم يكن يمتلك الأدوات التي تكفل له (فهم) ما يحيط به، فاكتفى بوضع الأعمال (أدبيُّها وفنيُّها) في (درج) «الخيال العلمي»، على أساس أن المشتغلين بها، أناس لديهم ما يكفي من الوقت كي (يهيموا في كل واد)، وغاية المطمح معهم لا تتعدى فسحة المتعة التي توفرها أفكارهم (الجميلة).. فلما دقّت ساعة الحقيقة، وتبيّن أن (الخوارزميات) يمكن أن تقلب العالم رأسا على عقب، وأن «العلم» على نفعه، لا يسلم من طائلة (الجدل الهيغلي)، ها هو العالم يسارع للاجتماع تحت لافتة الهيئة الأعلى على المستوى الأممي.. مجلس الأمن..
قبل هذا، كان الأمين العام الأممي قد أيّد مقترحا لواحد من صنّاع الذكاء، يقضي بإنشاء هيئة رقابة لمستويات (الذّكاء)، غير أن الأمر لا يبدو بسيطا، كما كانت الحال مع (الرقابات) المختلفة التي فرضها العالم الكلاسيكي؛ ذلك لأن سيدنا الكمبيوتر متوفر في كل بيت، ويمكن لأي طفل أن (يخربش) أي برنامج، فتكون النتائج الوخيمة..
لو أن العالم استوعب رسالة «كتاب إيليا» (The Book of Ili) قبل عشر سنوات ونيّف – على سبيل المثال – لربح وقتا مهمّا في معالجة الظاهرة.. لحسن الحظ.. ما زالت الفرصة موفورة للإنسان، كي يستعيد مفهوم الإنسان..