النكسات المتوالية التي تنزّلت على (دماغ) المخزن، أفقدته صوابه، فخرج مزهوّا ليعلن في الناس بأن «الكيان الصهيوني» (حاشا السّامعين)، اعترف له بـ(سيادته المزعومة) على الأراضي الصحراوية، والمصيبة أن «الكيان» (على وضاعته وخسّته)، لم يتجرأ على إعلان ما وُصف بأنه (اعتراف)، وتركه للمخزن كي يتولى الإعلان عنه بنفسه، وكأنه «يعترف» له أيضا، بأنه أكثر وضاعة وخسّة منه..
والحق أنّنا لا نرى حاجة في لوم المخزن على ما أقدم عليه، فـ(المغبون) أصيب في يومين بانتكاسات عظيمة بأيدي الصحراويين الأشاوس، والأوروبيين من ضحايا الـ(بيغاسوس)؛ لهذا لم يجد ما يستعيد له (شهادة وجوده) في محفل الأمم – (كما يتصوّر) – سوى الانبطاح العلني أمام الكيان، وبهذا، لم يعد ينقصه سوى التصريح علنا بأنه ينكر وجود فلسطين والفلسطينيين، كي تكتمل له اللعبة، ويتحول إلى (مسخ) مزيد ومنقّح..
ولا نستغرب مطلقا التوافق بين المخزن والكيان الصهيوني، فهما معا عنصريان، كولونياليان، يحتقران الانسان، وهما معا طفيليان يتقوّتان بثروات الشعوب، ولا يتورعان عن البلطجة والصعلكة وانتهاك كل الأعراف الإنسانية، والقوانين الدّولية؛ ولهذا يحاولان تسويغ ما لا يسوّغ، فيأتيان بأعاجيب مضحكة في معظم الأوقات..
طيب.. ماذا ينفع المخزن اعتراف الكيان الصهيوني؟!
هل يخفّف من إحساسه بالنكسة بعد أن تخلى عنه ضحايا الـ(بيغاسوس)، أم يشرعن لما يصفه بأنه (سيادته) المزعومة؟!..
لا هذه ولا تلك طبعا؛ لأن (اعتراف الكيان الصهيوني)، هو نكسة جديدة تضاف إلى سلسلة النكسات التي (دمغت) المخزن، وهذه خلاصتها المثل الجزائري الشهير القائل: (اشكون شاهدك يا الذيب؟!.. قال: اكعالتي..)..