أنهى رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، اليوم الجمعة، زيارة دولة قادته إلى جمهورية الصين الشعبية، حسب رئاسة الجمهورية.
توجت زيارة الرئيس إلى الصين بإصدار بيان مشترك والتوقيع على 19 وثيقة، بين اتفاقية للتعاون ومذكرة تفاهم، تعكس عمق العلاقات التاريخية المتجذرة التي تجمع البلدين وتترجم رغبتهما في الدفع قدما بمسار التعاون الثنائي.
ويتعلق الأمر باتفاق للتعاون في مجال النقل بالسكك الحديدية، مذكرة تفاهم حول إنشاء مركز لتحويل التكنولوجيا، مذكرة تفاهم للتعاون في المجال الفلاحي، اتفاقية إطار للتعاون في مجال الاتصالات، مذكرة تفاهم في مجال الرياضة، مذكرة تفاهم حول إنشاء فريق العمل للتعاون الاستثماري والاقتصادي ومذكرة تفاهم حول تعزيز التعاون التجاري.
وتم توقيع مذكرة تفاهم بين الأكاديمية الصينية للحوكمة ووزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية ومذكرة تفاهم للتعاون التقني في مجال حجر الحيوانات والحجر النباتي وبرنامج تنفيذي في مجال البحث العلمي والفضاء، إلى جانب مذكرة تفاهم في مجال التنمية الاجتماعية والتعاون في مجال الطاقات المتجددة والطاقة الهيدروجينية.
ووقع البلدان أيضا مذكرة تفاهم لتعزيز التنمية الحضرية المستدامة ومذكرة تفاهم بين معهد الشؤون الخارجية للبلدين ومذكرة تفاهم بين مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري والمجلس الوطني الصيني لتعزيز التجارة الدولية.
وأجرى الرئيس تبون بمناسبة هذه الزيارة محادثات على انفراد مع الرئيس شي جينبينغ، سبقتها محادثات موسعة بين أعضاء وفدي البلدين، ليتم إصدار بيان مشترك أكد من خلاله الطرفان على مواصلة تكثيف التشاور السياسي وتوثيق التعاون الأمني مع تعميق الشراكة الاقتصادية وتعزيز التعاون العملي بين البلدين في كافة المجالات.
وأشار البيان إلى أن الرئيسين استعراضا خلال محادثاتهما “العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الصديقين والإشادة بمستوى التعاون والتنسيق فيما بينهما على جميع الأصعدة، تم بحث سبل تطوير وتنمية العلاقات في كافة المجالات بما يعزز ويحقق مصالح البلدين والشعبين الصديقين وتبادلا وجهات النظر حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
وأعرب قائدا البلدين عن “تقديرهما للتعاون المثمر بين الجانبين على المستوى الثنائي وفي المحافل الدولية”، وأشارا إلى “أهمية توقيت هذه الزيارة، تزامنا مع احتفال الدولتين الصديقتين هذه السنة بالذكرى ال65 لإقامة علاقاتهما الدبلوماسية”.
وفي الشق الاقتصادي، أشاد الطرفان بـ”تطور حجم علاقتهما الاقتصادية والتجارية”، وأكدا عزمهما على “تعميق الشراكة الاقتصادية وتعزيز التعاون العملي بينهما في كافة المجالات والعمل على زيادة حجم التبادل التجاري وتسهيل وصادرات الجزائر غير النفطية إلى الصين وزيادة حجم الاستثمارات النوعية الصينية بين البلدين في ظل الامتيازات المتعددة التي يقدمها قانون الاستثمار الجديد بالجزائر”.
وفي سياق ذي صلة، اتفق الجانبان على “تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية للبلدين على نحو شامل وتوظيف المزايا المتكاملة وتعميق التعاون العملي”، حيث أعربا عن ارتياحهما للتوقيع في شهري نوفمبر وديسمبر 2022 على الخطة التنفيذية للبناء المشترك لمبادرة “الحزام والطريق” والخطة الخماسية الثانية للتعاون الاستراتيجي الشامل 2022-2026 والخطة الثلاثية للتعاون في المجالات الهامة 2022-2024.
وأشارت الوثيقة أيضا إلى أن الجانب الجزائري أبلغ مجددا الجانب الصيني بالخطوات التي قام بها لطلب انضمام الجزائر إلى مجموعة “البريكس” والدوافع التي تكمن وراء هذا المسعى، لاسيما “التحولات الجوهرية التي يعرفها الاقتصاد الجزائري وتطلعاته لمواكبة التطورات الراهنة التي يشهدها الاقتصاد العالمي”، حيث رحب الجانب الصيني بـ”رغبة الجزائر الإيجابية في الانضمام إلى هذه المجموعة ويدعم جهودها الرامية لتحقيق هذا الهدف”.
وفي سياق متصل، أكد الرئيس تبون في رسالة وجهها إلى منتدى الأعمال الجزائري-الصيني، قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، أن الجزائر “تتمتع اليوم بمزايا عديدة جعلت منها وجهة استثمارية واعدة في ميادين حيوية مثل الزراعة والطاقة والصناعات الغذائية والصيدلانية” و”السياحة والمواصلات وقطاع الخدمات والطاقات المتجددة والمنشآت القاعدية، وذلك بفضل القرارات والإجراءات التي باشرناها لتحرير المبادرة وفسح المجال أمام المنافسة”.
وذكر بالمناسبة، أن الجزائر “تواصل تطوير قطاع الطاقة من خلال عمليات الاستكشاف وإنتاج البترول والغاز لضمان مستويات أعلى من التحوير، وتعمل على تثمين واستغلال قدراتها في القطاع المنجمي بتوفير مناخ استثماري محفز قائم على النجاعة والتنافسية الاقتصادية عبر تشجيع المقاولاتية واقتصاد المعرفة والمؤسسات الناشئة وإصلاح المنظومة المصرفية والمالية”.
وعلى صعيد التواصل مع أبناء الجزائر في الخارج، كان لرئيس الجمهورية لقاء مع ممثلين عن أفراد الجالية الوطنية المقيمة بالصين، حيث استمع إلى انشغالاتهم، لاسيما الطلبة ورجال الأعمال المقيمين بهذا البلد ورد على أسئلتهم التي شملت مسائل مختلفة.
وأكد الرئيس تبون خلال هذا اللقاء، أن نتائج زيارة الدولة التي قام بها إلى هذا البلد “ايجابية جدا”، مبرزا أن المشاريع والاتفاقيات التي أبرمت مع الجانب الصيني “ضخمة وتعود بالمنفعة المتبادلة “على البلدين.
وأضاف في الإطار ذاته، أن هذه الزيارة “فتحت آفاقا مهمة للاستثمار” بين البلدين بحجم وصل إلى 36 مليار دولار في عدة مجالات من خلال مشاريع ضخمة بين البلدين.
وفي اطار برنامج زيارته، حل رئيس الجمهورية، أمس الخميس بمدينة شنزان (جنوب الصين)، حيث التقى بنائب أمين لجنة الحزب الشيوعي الصيني بمقاطعة قواندونغ، السيد منغ فان لي.
وبمناسبة هذا اللقاء، أشادت إطارات الحزب الشيوعي الصيني بمستوى العلاقات “التاريخية المتينة” بين الجزائر والصين إلى جانب “المحادثات البناءة” التي أجراها الرئيس تبون مع نظيره الصيني، السيد شي جينبينغ.
و في إطار برنامج اليوم الخامس من هذه الزيارة، قام رئيس الجمهورية بزيارة مصنع مؤسسة “بي. واي. دي” لصناعة السيارات والمركبات الواقع بمقاطعة شنزان، ومقر مؤسسة “هواوي” الكائن بنفس المقاطعة.
وحل الرئيس تبون يوم الاثنين الماضي بالعاصمة الصينية بكين في إطار زيارة دولة إلى هذا البلد الصديق، بدعوة من نظيره الصيني، تندرج في إطار تعزيز العلاقات المتينة والمتجذرة وتقوية التعاون الاقتصادي بين البلدين الصديقين.
وقد خص الرئيس تبون باستقبال رسمي من طرف نظيره الصيني، حيث جرت مراسم الاستقبال الرسمي بقصر الشعب وفقا للأعراف والتقاليد الصينية العريقة.
وغادر الرئيس تبون، اليوم الجمعة، ، جمهورية الصين الشعبية متوجها، إلى جمهورية تركيا.