اشتهرت السويد على مدار التاريخ، بأنها تتعرض إلى جوائح (عجائبية) تصيب شعبها، ويبدو أنها في هذه الفترة، تعيش جائحة جديدة، انتشر معها (فيروس الكراهية)، وأصاب كثيرين، حتى أن السويد أصبحت أشبه بـ(حاضنة) لتفريخ المجانين والمصابين بالعاهات المستدامة، فلم يعد العالم يغفل عنها، حتى تفاجئه بخبر واحد من المعتوهين، يتجرأ على المسلمين، ظنا منه أنّه يدنّس مقدساتهم، أو يثنيهم عن مبادئهم السمحة..
ولا نشكّ مطلقا بأن ما أقدم عليه المعتوه الأخير، أمام سفارة العراق في ستوكهولم، لا يضرّ بالقرآن الكريم في شيء، فقد تعامل المعتوه مع «النسخة الورقية»، لأن أصل الكتاب الأجلّ محفوظ في الصدور، وعلى هذا، لم ينل «التدنيس» القرآن، وحاشا القرآن الكريم أن يدنّس، وإنما نال المعتوه وحده، فشرح دواخل نفسه المصابة بفيروس جائحة الكراهية..
ونرى أن العالم ينبغي أن يدق ناقوس الخطر، ليس خوفا على مقدّساتنا، فهذه – بحمد الله – سامية راقية محفوظة المقام، غير أن ما يوصف بأنه (ديمقراطية الغرب) صار أوهى من بيت العنكبوت، ويوشك أن ينقضّ على أولئك الذين يسترون عوراتهم وراء ستارته، فـ»الغرب» (المتحضر) جدا جدا.. يدافع عن حقوق الانسان، ولكنه يشترط أن يكون الانسان غربيا، وهو يدافع عن حرية العقائد، شرط أن لا يكون صاحب المعتقد مسلما، وهو حريص على احترام الحقوق، شرط أن لا يكون من انتهكت حقوقه إفريقيا أو آسيويا، ما يعني تلقائيا أن (لالة الديمقراطية) عوراء، وعديمة الفهم، ولا تحترم حتى خاصة ما تتأسس عليه..
طبعا.. لا يمكن للمخابر الطبية أن تنتج مصلا مضادا للكراهية، غير أن الأيام تنتجه وتوزّعه بالعدل والقسطاس المستقيم، ولقد ظهرت نتائجه في معتوه السويد، ففعل بنفسه ما يشفق الأعداء عن فعله به.. وربي يهدي ما اخلق..