أشاد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بعمق علاقات الصداقة والتعاون التاريخية بين الجزائر والصين.
أكد الرئيس تبون استعداده مع نظيره الصيني للعمل على تطوير العلاقات بين البلدين في ميادين مختلفة انطلاقا من أواصر الثقة والاحترام التي تجمع بين البلدين والشعبين.
وفي حوار مع قناة “سي سي تي في” الصينية بث مساء أمس الجمعة، أكد رئيس الجمهورية أن حرص الجزائر على تطوير علاقاتها الثنائية مع الصين في شتى المجالات، مرده أن الصين “دولة عظمى وثاني قوة في العالم، ويجمعها مع الجزائر نفس المسار النضالي التحرري”.
وأضاف أن الجزائر مثلها مثل الصين “انطلقت من الصفر بعد الاستقلال ووجدت إلى جانبها دولا صديقة مثل الصين التي ساعدت الجزائر في مسيرتها التنموية والتحررية حيث أصبحت اليوم دولة عظمى في إفريقيا”.
وفي هذا الإطار، أعرب الرئيس تبون عن دعمه وثقته الكبيرة جدا في الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي وصفه بـ “الحكيم” وقال انه لمس لديه “صداقة حقيقية” تجاه الجزائر.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن الصين “تسير بخطى عملاقة للتطور أكثر رغم أن تسيير دولة بحجم الصين ليست بالمهمة السهلة”.
وتابع بالقول ان الجزائر “مرتاحة في التعامل مع الصين، لأن لها إمكانيات ضخمة جدا وهي تحترم الآخر وليس لها املاءات سياسية وتتعامل بمبدأ الند للند ولا تمارس أي هيمنة سياسية على أي دولة”.
وتحدث الرئيس عن سعي البلدين إلى توسيع تعاونهما من خلال مشاريع مشتركة في كل الميادين مثل “علوم الفضاء والتعليم العالي والصناعة الصيدلانية والتكوين وإنجاز السكك الحديدية، إلى جانب مشاريع استغلال المناجم ومشاريع أخرى”.
وفي سياق حديثه، ذكر رئيس الجمهورية بالعلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين، حيث كانت الصين أول دولة خارج العالم العربي تعترف بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة 1958، مشيرا إلى أن هذا “الدعم الصيني كان له صدى عالمي كبير”.
وأشار رئيس الجمهورية إلى أن أول بعثة طبية في الجزائر بعد الاستقلال كانت من الصين، وقد أصبحت الجزائر اليوم “من الأقطاب الكبيرة في ميدان الطب على مستوى إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط”.
وشدد الرئيس على أن الجزائر “لديها ثقة كبيرة في الصداقة مع الصين، لأنها لم تتغير أبدا ونحن نعرف أصدقاءنا في أيام الشدة”.
وفي سياق ذي صلة، أوضح الرئيس تبون أن كلا من الجزائر والصين يشتركان في نضالهما من أجل “الحرية والعدالة وعالم متعدد الأقطاب”.
وقال الرئيس تبون ان “الجزائر مع حرية الشعوب ورفض السيطرة والهيمنة على الدول وتطالب مع الصين بإعادة النظر في تسيير الهيئات الأممية”.
واعتبر رئيس الجمهورية بهذا الصدد، أن “إرادة التحرر هي التي تحمي الدول والشعوب”، مذكرا بأن الجزائر “دفعت ثمن حرية القرار غاليا”.
وتابع أن “هناك محاولات رجوع الاستعمار بوجه جديد”، مشيرا إلى أن “هذا الأمر صعب أن يتحقق لأن الشعوب الإفريقية اليوم لديها وعي سياسي وثقافي”.
ومن جهة أخرى، أبرز رئيس الجمهورية أهمية التواصل والتقارب بين الشعبين الصديقين الجزائري والصيني، سيما فئة الشباب، مشيرا إلى اهتمام الشباب الجزائري المتزايد بتعلم اللغة الصينية.