أكد وزير الشؤون الخارجية و الجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، أن النقاشات الثرية التي طبعت الدورة الخامسة للجنة التعاون المشتركة الجزائرية-التنزانية تترجم تمسك البلدين بمبادئ السلم ورفضهما للظلم والهيمنة وسعيهما الدائم من أجل إعلاء المصلحة الجماعية للدول الافريقية، أمام ما تعرفه القارة من تحديات متزايدة وفي ظل ما يشهده العالم من تقلبات متسارعة.
وخلال اختتام اشغال هذه الدورة، أبرز عطاف، في كلمته، “الجو الأخوي و المتميز” للاجتماع على ضوء النتائج جد الإيجابية، والمخرجات الجد نوعية مما يعكس “رغبتنا المشتركة في تسريع وتيرة التعاون الثنائي في مختلف المجالات، ويؤكد التزامنا المتبادل بتعزيز وتثمين الرصيد التاريخي المشترك للعلاقات الجزائرية-التنزانية”.
و في هذا الإطار، أشاد السيد عطاف بما تم التوقيع عليه من اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية “تحدد بوضوح أولويات الشراكة بين بلدينا في المرحلة المقبلة، لاسيما في مجالات الطاقة والتجارة والصناعة الصيدلانية والفلاحة و التكوين والتعليم العالي والبحث العلمي والثقافة والأرشيف”.
وهي المجالات- يضيف قائلا- “التي تنسجم تماما مع خطط التنمية الوطنية، التي اعتمدها بلدانا وتتوافق كليا مع توجهنا المشترك نحو تعزيز العلاقات الافريقية -الافريقية، وتقديم مساهمة فعلية لتجسيد أهداف الأجندة القارية للرخاء والتكامل و الترابط والاندماج”.
و في السياق، ثمن الوزير عاليا، “النهج العملي والمقاربة البناءة، التي تم اعتمادها اليوم من أجل متابعة تنفيذ مخرجات هذه الدورة، وفق رزنامة زمنية محكمة الجوانب تسمح بمواصلة العمل عبر تكثيف تبادل الزيارات على مختلف المستويات، وتعزيز التنسيق حول جميع المسائل والرفع من حجم الاستثمارات البينية و مستوى المبادلات التجارية”.
كما ثمن قرار اللجنة المشتركة، في دورتها الخامسة، بإحداث آلية متابعة لتنفيذ كل التزامات البلدين، مع التوجه نحو عصرنة اتفاقية 1981 التي أنشأت هذه اللجنة وأطرت نشاطاتها “والتي حان وقت تكييفها وأقلمتها مع الوقائع الاقتصادية الجديدة لبلدينا”.
و رحب الوزير بكل النتائج التي حققتها الدورة، مؤكدا “تمسك الجزائر التام بالعلاقات مع تنزانيا، وحرصها الكامل على الارتقاء بها إلى أسمى المراتب المتاحة”.
وهو الحرص، يضيف، ” الذي أكد عليه بصفة خاصة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال استقباله، اليوم ، وزيرة الشؤون الخارجية والتعاون الشرق إفريقي بجمهورية تنزانيا الاتحادية، السيدة سترجومينا تاكس”، مجددا الإعراب عن تطلعه لمواصلة العمل مع نظيرته التنزانية، السيدة سامية صولوحو حسن، في سبيل تدشين مرحلة جديدة من التعاون والشراكة “تستجيب لطموحات وتطلعات بلدينا وشعبينا الشقيقين، وتتأقلم مع التطورات المحيطة بنا إقليميا ودوليا”.
و تابع السيد عطاف يقول: ” لقد شدد السيد رئيس الجمهورية، على حسن اختيار أولويات التعاون الجزائري-التنزاني في المرحلة القادمة وألح على ضرورة العمل من أجل الوفاء بكل الالتزامات التي تم الاتفاق عليها. وفي نفس السياق ، خص السيد الرئيس بعنايته ضرورة تحديد الآليات الأكثر نجاعة لإدخال الاتفاقيات التي تم ابرامها حيز التنفيذ الهادف والفعلي”.
و في الختام، اعرب الوزير عن تطلعه إلى مواصلة التنسيق مع السيدة سترجومينا تاكس، في دار السلام ، والإشراف بمعيتها على مختلف ورشات التعاون والشراكة الجزائرية-التنزانية، التي تم التوافق بشأنها اليوم.
كما اعرب عن يقينه، أن “هذا الجهد المشترك سيؤتي ثماره في المستقبل القريب وسيعود بالنفع المرجو على بلدينا وشعبينا الشقيقين وعلى قارتنا العزيزة”.