لا نشكّ أبدا في فائدة برنامج دعم السينما الذي اعتمدته وزارة الثقافة، خاصة وأنه لم يغلق الباب دون المبتدئين، وإنما فسح لهم، ومنحهم السانحة العزيزة كي يحققوا طموحاتهم في اقتحام عالم الصناعة، واكتساب الخبرة التي تسمح لهم بأن يقدّموا للساحة الفنية عصارة أفكار قد تفتح الآفاق الواسعة أمام الفعل الثقافي وفعالية أدائه في الواقع الاجتماعي..
وظاهر أن البدايات كلها تقتضي الدّعم (ماديا ومعنويا)، ولكننا ينبغي أن نعترف أن «السينما الجزائرية» ليست في البدايات، وفقد سبق أن أنتجت وأقنعت، بل سبق وتحصلت على جوائز عالمية مرموقة، وأخرجت للناس أسماء غالية لم تحظ بالعناية مع الأسف؛ ولهذا نجد أنفسنا – في كل مرّة – نعود لنتعامل مع الموضوع وكأنه (بدايات)، ونضطرّ إلى أن نشدّ بيد هذا، ونربّت على كتف ذاك، أملا في إعلاء صرح الصّناعة السينمائية..
نقول هذا لأننا نتوسم أن «الدعم» ليس سياسة ينبغي أن تتواصل إلى ما لا نهاية، ولكنّه مرحلة تأسيس ينبغي أن تحقق أهدافها، وتؤتي ثمراتها، فيتحول المستفيدون من الدعم اليوم، إلى داعمين فاعلين غدا، ويكون لهم أثرهم الطّيب بالساحة الثقافية والفنية الجزائرية، فالمطلوب منهم استعادة أمجاد السينما، ومنحها صوتا جهوريا قويّا في المحافل العالمية..
..ونعلم أن المهمّة صعبة، غير أن ثقتنا في استراتيجية الوزارة، تبدّد تشاؤمنا، وتحرّك فينا الشوق إلى متابعة فيلم ناضج يحاكي واقعنا ويشرّحه بلغة أنيقة وأسلوب رفيع، بعد أن تُهنا في دوامات «نتفليكس» و»يوتيوب» وأمثالهما من المنصات والتلفزيونات التي (تدسّ) في دواخل عقولنا قِيمًا لا نستوعبها، وأفكارا لا علاقة لنا بها..
المهمة صعبة نعم.. لكنها ليست مستحيلة..