أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أول السعيد شنقريحة، أن تعزيز القدرات الدفاعية وعصرنتها وتطوير مختلف مكوّنات القوات المسلحة، يشكّل أحد الركائز الأساسية التي تُبنى عليها استراتيجية واضحة المعالم لمواجهة مختلف التحديات والمخاطر، مشددا على أن العتيد على استعداد دائم لمواجهة أي خطر قد يمس أمن وسلامة الوطن، مهما كان حجمه ونوعه، حفاظاً على وديعة الشهداء.
كلمة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، حملت العديد من الرسائل الهامة والعديد من النقاط التي تستوجب الوقوف عليها، برأي مراقبين، ومن أبرز ما جاء في هذه الكلمة هو التأكيد على التزامات الدولة والقيادة العليا بتعزيز قدرات الجيش الوطني الشعبي، والمضي قُدماً نحو عصرنة القوات المسلحة. في سياق قراءته لما جاء في كلمة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أكّد الخبير الأمني أحمد ميزاب، أن تعزيز قدرات الجيش الوطني الشعبي هو «نهجٌ لا يمكن الحياد عنه»، بل هو مبدأ مكرّس في دستور 2020، الذي أورد في ديباجته التزام الدولة بكل مؤسساتها على تعزيز قدرات الجيش الوطني الشعبي وعصرنته.
واستطرد المتحدث قائلاً في تصريح لـ «الشعب»، إن «رسالة قائد الأركان واضحة، تؤكد على أن تعزيز القدرات الدفاعية وعصرنة الجيش الوطني الشعبي، هي تجسيدٌ فعلي لاستراتيجية متكاملة، تنطلق من فهم دقيق وصحيح وعميق لمختلف التحديات والمخاطر والتحولات العميقة التي يعرفها المحيط الإقليمي للجزائر، وتدفع بالجيش الوطني الشعبي إلى العمل على تكييف خططه الأمنية بما يتماشى والاستجابة لطبيعة هذه التحديات والتصدي لها، والحيلولة دون أن يكون هناك استهداف أو مساس بأمن وسلامة البلاد».
ولفت ميزاب الى أن رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، قد ركّز في كلمته على أن هذه الإستراتيجية المُتبناة، مكّنت الجزائر من التصدي ومواجهة مختلف المخاطر والتحديات التي تعيشها منطقتنا الإقليمية وبعض الصراعات الدولية التي ألقت بظلالها على منطقتنا.
وأضاف المتحدث، بأن رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، قد شخّص بشكل واضح ودقيق الواقع الإقليمي الذي نعيش فيه، وعبّر عنه باعتباره واقعاً إقليمياً يعيش أزمات متنامية ومعقدة وأزمات عميقة، مشيراً الى أن إدراك الجيش الوطني الشعبي لطبيعة هذه الأزمات واستيعابه لمساراتها وتطورها، جعله يتبنى استراتيجية أمنية ساهمت في تحييد مختلف المخاطر، ومجابهة مختلف التحديات التي تمخّضت عن إفرازات وتعقيدات المشهد الأمني في المنطقة وفي الجوار الإقليمي للجزائر، من تنامي وانتشار ظاهرة الإرهاب، الجريمة المنظمة، تجارة الأسلحة، المخدرات وكافة أشكال الجريمة.
وأشاد الخبير الأمني أحمد ميزاب بالجاهزية العملياتية لأفراد الجيش الوطني الشعبي، واستراتيجيته الأمنية المتكاملة بعناصرها التسعة في إطار مجابهة ومواجهة المخاطر الأمنية، والتي سجّلت نتائج إيجابية تترجم حجم المخاطر والتحديات، ومدى الحرص والمجهودات التي تُبذل في إطار تحييد ومجابهة هذه المخاطر.
وأكد المتحدث، أن قوة الجيش الوطني الشعبي ونجاحه وفاعليته ومقدرته على تنفيذ هذه الاستراتيجية، تنطلق من مبدإ التفاف الشعب الجزائري حول مؤسسة الجيش الوطني الشعبي، والدعم الذي يتلقّاه الجيش من مختلف المؤسسات، بالإضافة الى حرص السيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على تعزيز قدرات الجيش الوطني الشعبي وتطويرها.