كشف رئيس المجلس الوطني الصحراوي عن عدة رسائل تحملها الجامعة الصيفية الصحراوية، في مقدمتها أن الشعب الصحراوي متمسك بوحدته الوطنية وبالتفافه حول ممثله الشرعي والوحيد المتمثل في جبهة البوليساريو.
اعتبر المتحدث أن الشعب الصحراوي، من خلال الجامعة الصيفية، يدعو العالم مجددا لتذكيره بشرعية وعدالة قضيته وكذلك بمعاناته من قبضة المحتل، ومن أجل حشد المزيد من الدعم والاعتراف لإنهاء الاستعمار في آخر مستعمرة بالقارة السمراء. كما حذر من خطر الهجرة الممنهجة من طرف المغرب إلى المناطق الصحراوية المحتلة من أجل التغيير الديمغرافي وتحقيق أحلام المخزن بجعل العنصر الصحراوي يمثل أقلية في المناطق المحتلة.
أكد رئيس المجلس الوطني الصحراوي ورئيس الجامعة الصيفية حمة سلامة، على هامش منتدى جريدة «الشعب»، أن الشعب الصحراوي ودولته احتفوا، شهر ماي الماضي، بخمسينية تأسيس جبهة البوليساريو، في وقت صارت فيه قضية الشعب الصحراوي متواجدة وحاضرة في كل مكان، بالأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الإفريقي. علما أن الصحراء الغربية تعد من بين الدول المؤسسة للإتحاد الإفريقي، وكذلك بالاعتراف، وصوت الصحراء الغربية حاضر بالاتحاد الأوروبي، على خلفية أن لديها العديد من الأصدقاء والأشقاء في مختلف القارات وخاصة عبر الدول الإفريقية، وبالإضافة إلى لجان الصداقة من خلال صداقات وازنة في كل من قارتي أوروبا وآسيا.
كل أوراق نظام المخزن احترقت
في خضم حديثه عن مسار القضية الصحراوية، اعتبر رئيس مجلسها الوطني، أن القضية الصحراوية حاضرة بقوة على مستوى الأمم المتحدة من خلال المينورسو والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة «دي ميستورا»، وكذلك مجلس الأمن الذي يحث الطرفين على الاستمرار في التفاوض من أجل إيجاد حل يضمن للشعب الصحراوي حق تقرير مصيره. لذا استقلال الصحراء الغربية وشيك وقضية وقت، مغتنما الفرصة ليشير إلى أن الدولة الصحراوية وجبهة البوليساريو أثبتتا أن نظام المخزن لعب كل الأوراق، واحترقت ورقته الأخيرة، وصار شبيها بالديك المذبوح عندما طبّع مع الصهاينة، رغم أن العلاقات كانت قائمة من قبل بل ومن خمسينيات القرن الماضي، وخسر كذلك بسبب العزلة الدولية المفروضة عليه، وإلى جانب وضوح القضية الصحراوية والمكاسب التي حققها الشعب الصحراوي وصموده خلال 50 عاما.
كما ثمن حمة سلامة رئيس الجامعة الصيفية، جهود وسائل الإعلام المختلفة، خاصة الجزائرية منها، ودعم الشعب الجزائري لشقيقه الصحراوي، لذا نجحت القضية الصحراوية في الخروج من الصمت الإعلامي.
إسبانيا تتحمل المسؤولية التاريخية..
أما بخصوص ما ينتظر من الموقف الإسباني في المرحلة المقبلة وخسارة رئيس الحكومة السابق شانيز، أوضح رئيس المجلس الوطني الصحراوي حمة سلامة، أن إسبانيا تعد المسؤول الأول والأخير عن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية. ويرى أن المسؤولية كاملة ملقاة على عاتق الحكومة الإسبانية، سواء حكومة اشتراكية أو غير ذلك، والمهم أن إسبانيا المسؤول الأول والأخير عن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية.
كما أرجع الخسارة الأخيرة التي مني بها سانشيز إلى الموقف المتخاذل مع المحتل المغربي، ولذا تابع العالم حضور القضية الصحراوية العادلة على الساحة السياسية الإسبانية، وبرزت مسؤولية ومصلحة إسبانيا التاريخية للدفاع عن الشرعية القانونية والدولية لتمكين الشعب الصحراوي من حق تقرير مصيره.
وبخصوص الرسائل التي تحملها الجامعة الصيفية الجارية أشغالها، كشف أنها رسائل دولية وإقليمية. ووصف الجامعة الصيفية كذلك بالمحطة السياسية والثقافية والتكوينية ولكن كذلك تضامنية، بهدف تنمية المهارات لترافع عن القضية الصحراوية في مختلف المجالات، وكذلك إلى جانب رسائل قوية، مفادها أن الشعب الصحراوي متمسك بوحدته الوطنية ومتمسك بالتفافه الشرعي والوحيد حول جبهة البوليساريو، ومن أجل التأكيد أن الشعب الصحراوي ينادي من جديد ويواصل بعث الرسائل لكل العالم لتعريفه بشرعية القضية الصحراوية العادلة.
ويعتقد السيد حمة سلامة، أنه حان الوقت لحل القضية الصحراوية وإعلان الجمهورية الصحراوية، لأنها ستكون عامل توازن تساهم في استقرار المنطقة، وعلى اعتبار أن الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل ولا يوجد حل من دون استكمال سيادة الشعب الصحراوي. ولم يخف في نفس المقام أن الجامعة الصيفية محطة نضالية تواصل تحميل رسائل صمود الشعب الصحراوي خلال 50 سنة ومازال مستعدا أن يحترق أكثر من أجل وطنه المحتل عن طريق التضحيات الجسام إلى غاية استقلاله.
حصار إعلامي وبطش في حق الصحراويين..
حول سياسة البطش التي يمارسها الاحتلال المغربي في حق الشعب الصحراوي الأعزل، قدم رئيس المجلس الوطني الصحراوي عرضا مستفيضا عن الوضعية المؤلمة. وذكر أن المتتبع لوسائل الإعلام، على علم بأن المناطق المحتلة للجمهورية الصحراوية من طرف النظام المغربي، تعد سجنا مغلوقا تماما لا يدخل إليه إلا من منحه المخزن ترخيصا. في هذا الإطار، كل أنواع التضييق وكل أنواع الخبث والترهيب، تمارس يوميا على المناضلين الصحراويين في المناطق المحتلة، واستشهد بوجود مجموعة مخيم «اقديم ايزيك» المعروفة بأنها تضم المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، وهناك المحكوم عليهم بـ25 سنة فما فوق، والتهمة الموجهة إليهم أنهم رفعوا راية الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، وبسبب أنهم طالبوا بتطبيق قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن التي تضمن للشعب الصحراوي تقرير مصيره وكذلك مجموعة الطلبة التي كانت تدرس بالجامعات المغربية ومختلف الإعلاميين والنشطاء الحقوقيين الذين تم سجنهم على أساس آرائهم، وتأسف رئيس المجلس الوطني الصحراوي، كون الشعب الصحراوي المسجون في المناطق المحتلة يعاني من حصار إعلامي.
كما حذر ضيف «الشعب» من خطر الهجرة الممنهجة من المغرب إلى المناطق الصحراوية المحتلة من أجل التغيير الديمغرافي وتحقيق أحلام المخزن بجعل العنصر الصحراوي يمثل أقلية في المناطق المحتلة. وخلص إلى القول في هذا المقام قائلا: «.. نشيد بصمود سجنائنا وأسرانا في السجون المغربية وبهذه المناسبة نطلب من وسائل الإعلام المرافعة عن فتح الحصار الإعلامي عن مناطقنا من خلال الزيارات والمقابلات والندوات الإعلامية وتجنيد الإعلاميين من مختلف بقاع المعمورة، وبالتالي نشيد بالمرافقة الإعلامية لمعاناة شعبنا.
ترقب قرار قضائي نهاية العام لإنصاف الصحراويين
وراهن السيد سلامة على خطوة دول بريكس من خلال بيانات تبنت فيها حق تقرير مصير الشعب الصحراوي والتزامه بالشرعية الدولية، ودعمت جهود الممثل الأممي الخاص، ولأن بريكس صارت قوة اقتصادية دولية مستقبلها السياسي والاقتصادي في تنامٍ ويعولون كثيرا عليها وكما تمنى أن الدولة الجزائرية تصبح عضوا في بريكس من أجل المرافعة عن كل القضايا العادلة ويعلقون الآمال كي تساهم في إصلاح مجلس الأمن والأمم المتحدة.
ووصف المتحدث الانتصار القضائي للشعب الصحراوي، الذي أوقف نهب الثروات الصحراوية بقرار قضائي أوروبي، بأنه جاء ليدعم كل قرارات المحكمة الدولية بلاهاي وقرارات المستشار القانوني بالأمم المتحدة، وكلها قال إنها قرارات لها علاقة بشرعية كفاح الشعب الصحراوي، من أجل وقف الظلم الذي وقع على الصحراويين. وقال السيد حمة سلامة، إن قرارات المحكمة الأوروبية التي صدرت في 2016 وأكدت القرار مرة أخرى في 2021، أماطت اللثام على عدم شرعية اتفاق الاتحاد الأوروبي مع المغرب في الاستحواذ على الموارد الصيدية الصحراوية، واليوم في انتظار نهاية العام تقريبا لصدور قرار المحكمة، ويترقب أن يكون لفائدة الشعب الصحراوي.
أما بشأن منع الحكومات الأوروبية من تجديد الاتفاق، أكد رئيس المجلس الوطني الصحراوي، أن الخوف من المسؤولية القضائية التي تترتب على هذا الاتفاق وهذا من شأنه أن يدعم الشرعية، خاصة أنهم أكدوا أن جبهة البوليساريو بإمكانها المرافعة عن الشعب الصحراوي، كما يمكنها أن تعدل أو ترفض هذه الاتفاقيات باسم الصحراويين، وبالتالي الثروات الاقتصادية عموما متنوعة في الصحراء الغربية، لكنها اليوم تنهب بطريقة غير شرعية بين النظام المغربي وبعض المتورطين في هذا النهب وهذا القرار له أثر سياسي وشرعي واقتصادي وستستغله الصحراء الغربية في تحقيق أهداف مستقبلية.