تزايد استخدام مركبات التزلج على الماء “جات سكي” بشكل ملفت بالجزائر خلال مواسم الاصطياف في السنوات الأخيرة، وتستهوي أساسا عشاق المغامرة والابتعاد عن زحمة الشواطئ إلا أن التجاوزات في طريقة استغلالها باتت تخلف حوادث تعكر متعة المصطافين.
أجمع فاعلون في تصريحاتهم لـ وأج، أن هذه المركبات باتت سلاح ذو حدين، ففي حين يأتيها أصحابها من باب المتعة الصيفية، لكنها يُمكن أن تقلب الوضع رأسا على عقب، في حالة عدم احترام الطرق الآمنة في استعمالها.
في هذا السياق، يقول عضو المجلس الوطني لقدماء الكشافة الإسلامية الجزائرية، منير عربية، إن السنوات الأخيرة عرفت تسجيل بعض الظواهر على مستوى الشواطئ والتي قد تشكل خطرا على المصطافين، سيما فئة الأطفال.
ويرى عربية أن ولوج مركبات كالزلاجات المائية بأنواعها والدراجات الرباعية إلى الشواطئ الجزائرية ضاعف من الإقبال عليها، لكن سوء استخدامها جعل منها عوامل تهديد وخطر، من خلال عدم احترام أماكن استغلالها من جهة، وعدم توفرها على أدوات الحماية والإنقاذ في عرض البحر من جهة ثانية.
ومن السلوكيات الخطيرة، إلى جانب سوء استخدام المركبات، يضيف عربية، اصطحاب الحيوانات إلى الشواطئ مثل الأحصنة، مؤكدا أن هكذا تجاوزات دفعت ببعض القادة الكشفيين إلى اختيار الشواطئ الصخرية رغم صعوبتها لتفادي مواجهة هكذا مخاطر.
من جهته، أكد المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، نسيم برناوي، أن ظاهرة استعمال الآليات المائية، سواء تعلق الأمر بمركبات مائية بنوعيها بمحرك أو دون محرك، أو زلاجات مائية، باتت تتسبب في كل موسم في إصابات بلغت حد تسجيل وفيات.
وحمل برناوي مستعملي هذه المركبات مسؤولية هذه التجاوزات من خلال انتهاك القانون رغم وضوحه، لاسيما فيما تعلق بكيفية الدخول والخروج من المياه، حيث يفرض القانون تهيئة الشاطئ بشكل يسمح بدخول وخروج مستعملي هذه المركبات دون إزعاج المصطافين.
ويشترط القانون – يضيف برناوي –استعمالها في مساحات معينة ومنع اقترابها من الشريط الساحلي بمسافة 200-300 متر، نظرا لخطورتها على السباحين، وهو عكس ما نلاحظه على مستوى بعض الشواطئ، حيث يتعمد بعض مستعمليها الدخول بمركباتهم حتى الشاطئ والعبور عبر السباحين.
وتخلف هذه التجاوزات، بحسب المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية، إصابة 10 إلى 15 شخصا كل موسم، محذرا من تضاعف التجاوزات في ظل زيادة عدد المركبات المائية والتصرفات السلبية التي تزعج المصطافين.
وبغية وضع حد لهذه التجاوزات، أكد مدير ديوان تسيير حظائر الترفيه والتسلية لولاية الجزائر، رمضان قرباج، أن مصالحه عملت على اتخاذ مختلف التدابير التي من شأنها تنظيم موسم الاصطياف بشكل يتيح للعائلات الجزائرية الاستمتاع بعطلها في أجواء هادئة، إلى جانب تدعيم التدابير بدوريات تفقدية ناهيك عن العمليات التحسيسية التي سبقت الموسم.
وأشار قرباج إلى تراجع التجاوزات على مستوى الشواطئ، لاسيما في ظل التعليمات الصارمة في هذا الخصوص، والتي تهدف لوضع حد لكل ما من شأنه المساس بأمن المصطافين وراحتهم.
ودعا المتحدث مستعملي هذه المركبات وجل المصطافين إلى احترام القوانين، والعمل على التعاون مع الجهات الرسمية بغية إنجاح موسم الاصطياف والحفاظ على سلامة المصطافين.