يقول المجاهد ابراهيم العياشي، في شهادته لـ«الشعب”، إن الشهيد زيغود يوسف المدعو “أحمد” هو الذي سماه «إبراهيم الفلفلي”.
يروي المجاهد، إنه قبل هجمات 20 أوت 1955 توجّه إلى منطقة الزمان حيث وضع كل فوج في مكان معين، وكان حينها يقود فوجا يتكون من 07 مناضلين بعدها نادى عليه أحمد زيغود وقال من يملك بطاقة تعريف يسلمها لنا، ولما قرأ اسمي نظر نحوي وقال من اليوم سيكون اسمك “ابراهيم الفلفلي” وكل من كانوا في الافواج قام بتغيير أسمائهم.
ويقول عياشي: “اتصل بي زيغود يوسف، والتقىنا به على انفراد، أخبرني أنه لا بد من فكّ الحصار عن الولاية الأولى وأجبته بالموافقة، ورجعت مباشرة لأخبر الجماعة بالأمر، وبقينا ننتظر إلى غاية الشروع في عملية اختيار المسؤولين ورؤساء الأفواج، حيث حضر وقتها بشير بوقادوم، وإسماعيل زيغات، ويوسف زيغود الذي اختارني كمسؤول عن الفوج، وكلفني بتنفيذ عمليات على مستوى المنطقة وبالتحديد بميناء العالية”.
شارك المجاهد ابراهيم العياشي، في هجمات 20 أوت 1955 بسكيكدة وكان رئيسا لفوج من المجاهدين على مستوى منطقة فلفلة شرق مدينة سكيكدة، ولما التقى بزيغود يوسف لأول مرة كلفه بصنع القنابل بواسطة الطين، ويقول ابراهيم العياشي، في هذا الخصوص، في عملية أخرى قبل مؤتمر الصومام، حيث كان زيغود يريد الهجوم على ثكنة عسكرية قبل التوجّه إلى المؤتمر، طلب حضور محدثنا بعد أن أخذ انطباعا جيدا عن شخصه.
يروي العياشي: “سألني عمن يحسن صنع القنابل والمتفجرات، فأخبرته أن جميع مناضلي منطقة فلفلة يحسنون صنعها، فوقع الاختيار على شخصي وطلبت أن يحضر لي الطين المسال المستعمل في صناعة الفخار، فاتفقنا حول كيفية تفجير جدار الثكنة”.
ويؤكد المجاهد، أن زيغود يوسف، كان شديد الحرص على السرية في التعامل لدرجة أنه طلب منه عند المجيء عنده أن يرافقه شخصان فقط، ولما التقى به أخبره بأن موعد تنفيذ الهجمات سيكون يوم 20 أوت 1955 على الساعة منتصف النهار، وشدّد على أن لا يخبر أي شخص بالأمر سوى نائبي في الفوج وفقط، واشار محدثنا أنه عندما كانوا في منطقة الزمان منع على أي أحد أن يسأل الآخر عن اسمه أو وجهته أو منطقته.
وذكر المتحدث، في حادثة أخرى، تنكر زيغود يوسف في زي راعي غنم بغرض معاينة مكان تمركز العسكر الفرنسي والتخطيط للهجوم لكن للأسف اكتشف العدو أمرهم فأرسل لهم مجموعة من السينغاليين، اشتبكوا معهم وتمكنا من قتل عدد منهم فيما أصيب محدثنا بجروح في ساقه اليمنى، ولما سمع زيغود قال لجماعته أنه لن يتحرك من المكان وسيتوجه عند الفلفلي لمساعدته لكن علي منجلي، تدخّل وأقنعه بمواصلة السير خوفا من وصول الجنود الفرنسيين والطائرات قبل أن يتمّ نقله إلى مكان آمن تحت وابل من قصف قنابل العدو ومنها توجّهت إلى تونس للعلاج، يضيف المجاهد العياشي.