يؤكد رئيس الاتحادية الجزائرية للرياضة الجامعية، غدير السعدي، لـ”الشعب”، مدى صواب الرؤية الجديدة التي أطلقتها السلطات العمومية وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لبعث الرياضة الجامعية، وأفاد بأنهم كطرف فاعل في المجال بدأوا يشعرون بالاهتمام اللازم الذي خلق تحفيزا نوعيا، الأمر الذي انعكس إيجابيا على آخر مشاركة في الدورة الدولية التي نظمت بمدينة شانغ دو الصينية.
رؤية الرئيس تبون للرياضة الجامعية أحدثت نقلة نوعية
”الشعب”: حظي المتوّجون في الدورة العالمية للألعاب الجامعية، باستقبال وتكريم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، كمال بداري، ماذا يعني ذلك بالنسبة لكم؟ وما هي ميزة المشاركة الجزائرية في هذه الطبعة؟
غدير السعدي: بداية، نتوجّه بالشكر الخالص لمعالي وزير التعليم العالي والبحث والعلمي على الاستقبال والتكريم الخاص للمتوّجين، في بادرة عرفان وتشجيع، ستترك دون شك الأثر التحفيزي اللازم لبذل المزيد من الجهد وتحقيق نتائج أفضل في المستقبل.
أما الألعاب العالمية الجامعية، فقد أقيمت في الفترة ما بين 18 إلى 09 أوت بمدينة شانغ دو الصينية، والجزائر شاركت للمرة العاشرة على التوالي في تاريخها، وخصوصية هذه الدورة أنها جاءت بعد جائحة كوفيد-19، وتحطمت فيها كل الأرقام، إذ عرفت مشاركة 120 دولة و16 ألف طالب رياضي.. أيضا، جاءت الجزائر في المرتبة الرابعة إفريقيا، من حيث حجم الوفد المكوّن من 60 شخصا، 48 طالبا رياضيا و12 مؤطرا فنيا وإداريا، بعد كل من جنوب إفريقيا، نيجيريا وأوغندا الذين شاركوا بوفود كبيرة جدا. أما من حيث التتويج، فالجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي دخلت جدول الميداليات، واحتلت المرتبة الرابعة إفريقيا والـ39 عالميا من أصل 120 دولة.. تحصلنا على 4 ميداليات، فضية و03 برونزيات زائد تحطيم الرقم القياسي الوطني في 400 متر تتابع إناث، مع تكريم الطلبة الرياضيين المتأهلين للأدوار النهائية بتحصلهم على المرتبة الخامسة في 3000 متر و5000 متر.
هذه المشاركة المشرّفة تأتي في سياق خاص بالنسبة للرياضة الجامعية التي باتت تحظى بعناية مباشرة لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، هل بدأتم تلمسون هذه الرؤية الجديدة الرامية إلى إعادة بعث هذا المجال؟
الرياضة الجامعية موجودة في الوسط الجامعي منذ 1983، وبالضبط منذ أن كانت اتحادية واحدة للرياضة المدرسية، قبل تنشأ الاتحادية الجزائرية للرياضية الجامعية لوحدها، والتي دأبت على تنظيم بطولات وطنية وجهوية، باحترام الأجندة الخاصة بالاتحادات الدولية والقارية.. وآليات العمل قائمة على التنسيق بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ووزارة الشباب والرياضة، هذه الأخيرة تتكفل بكافة العمليات الخاصة بالمشاركات وإصدار التراخيص والتمويل والتحضير التقني وغيرها، أما وزارة التعليم العالي، فهي المسؤولة على قانونية العمل بحيث أن الشرط الأول للرياضي في المجال هو أن يكون طالبا جامعيا.. لكن، ومنذ 24 ماي الماضي، حدثت نقلة نوعية، حيث كلف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بمهمة إعادة بعث الرياضية الجامعية، وباشر بدوره بفتح ورشات.. ولأننا كاتحادية للرياضة الجامعية، نعتبر طرفا فاعلا في الرؤية الجديدة، حظينا باستقبال مميز من قبل السيد وزير التعليم العالي، قبل السفر للمشاركة في الدورة الدولية الأخيرة، وكان له لقاء مطول مع الطلبة الرياضيين الذين فرحوا جدا بلقائه وبكلامه، أين خرجوا بروح قتالية أخرى وعزيمة أكبر، خاصة بعد الاهتمام والعناية المستمدة من إرادة السيد رئيس الجمهورية.
60 بالمائة من رياضيي النخبة طلبة جامعيون..
ما الذي تحتاج إليه الرياضة الجامعية حاليا، حتى تدخل ضمن نموذج جديد للعمل يفضي إلى تحقيق نتائج أفضل وتزويد رياضة النخبة بأفضل الرياضيين في مختلف التخصصات؟
العمل الأكاديمي في القطاع أداة لتنفيذ السياسة الحكومية الجديدة، ويحتاج إلى المناخ الملائم الذي يساعد على منح التكوين اللازم للطلبة والرياضيين الذين هم بحاجة إلى الاستعداد الذهني كما يحتاجون أيضا إلى الاستعداد البدني. والفضاء الذي وفّره السيد رئيس الجمهورية، جعل السادة الوزراء المعنيين يتابعون عن قرب عمل الاتحادية الجزائرية للرياضة الجامعية، وبالتالي شعرنا بالاهتمام اللازم.. أما بخصوص الإمكانات فهي موجودة، وحاليا كل التركيز منصب على المجال العملي الذي يشكل محور الورشات التي استهلها السيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، قصد تنظيم عمل كافة المتدخلين.. والتنسيق – مثلما قلت – قائم بين وزارتي الشباب والرياضة التي يقع على عاتقها توفير الهياكل الرياضية والإطعام والنقل والاستعداد الأكاديمي والتعليم العالي التي توفر للطالب الرياضي وسائل ممارسة حياته الرياضية والأكاديمية.. وبالنسبة لهذه الاستراتيجية، فالمتابع لكل دخول جامعي، يلاحظ أنه تمّ وضع بطاقة تقنية للطالب يملأ خانة رغبات ما إذا كان ممارسا للرياضة أو يرغب في ممارستها مع نوع الاختصاص أو لا يمارس الرياضة أساسا.. هذه البيانات تمكن الوزارة الوصية ونحن في الاتحادية من رصد عدد الرغبات لممارسة الرياضة وأيضا عدد الاختصاصات ومن ثم معرفة عدد الطلبة الذين لهم الاستعداد لبلوغ مستوى رياضة النخبة، لكن الرصد الفعلي سيبدأ هذه السنة، بعد أوامر رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، بتوظيف 12 ألف متخصص لتأطير الرياضة المدرسية من الطور الابتدائي، وهذا ما يمكننا من تحقيق عمل نوعي ومتكامل على المدى القريب، المتوسّط والبعيد.
أما فيما يتعلق بإسهام الرياضة الجامعية في تغذية رياضة النخبة بأفضل الرياضيين، فيكفي معرفة أن 60 بالمائة من رياضيي النخبة طلبة جامعيون، وهذا وحده كفيل بالتأكيد على أهمية هذا، وصواب الرؤية القاضية بإعادة بعثه وتطويره.