يجتمع اليوم رؤساء دول «بريكس» في قمّة ينتظر منها أن تنتهي إلى قرارات حاسمة يكون لها تأثيرها الإيجابي على مستقبل العالم برمّته؛ ذلك أن المتوقع من قمة جوهانسبورغ أنها ستقطع الشكّ باليقين، وتكون إيذانا بالخلاص النّهائي من الأحادية القطبية، والتّوجه نحو عالم واسع يحتوي جميع البشر في كنف الأمن والسلام، بعيدا عن (المآزق التاريخية) التي اصطنعها «العم سام»، منذ قرر لعب دور (دركي العالم) مع أتباعه من ممثلي ما عرف بـ «الحضارة المهيمنة»..
ويبدو أن فكرة «عملة بريكس» سيكون لها شأن على المدى المتوسط، وحتى إن افترضنا جدلا أن الفكرة لن تجد الوسيلة إلى التطبيق، فإن مجرد انبثاقها يحدّث عن رغبة كامنة في التحرر من العملة (المهيمنة)؛ فهذا رجاء قد يتحقق، بعد أن يئس الناس من التوصل إلى ما يمنح اقتصادياتهم شيئا من الأريحية، ويتيح لعملاتهم شيئا من الوجود، بعد أن هيمن الدولار على المعاملات العالمية، وتحوّل إلى أداة (قمع) و(قهر)، فلا يرتفع سعر النفط، إلا لينخفض سعر الدولار، كي يحافظ على مستوى أرباح (مول الباش)..
أما أفضل إضافة تقدّمها دول «بريكس» للعالم، فتتمثل في انشغالها بما ينفع الانسان حصرا، بعيدا عن أي ترّهات إيديولوجية أو حسابات سياسوية أو مطامع كولونيالية، فهي تشتغل في إطار من المبادئ والقيم الإنسانية الواضحة، دون محاباة توافق الخلفية السياسية، ولا مجاملة ترمي إلى تمرير مصلحة هنا، وأخرى هناك..
نعتقد أن التاريخ سيسجل يوم «قمة بريكس» هذا، ويجعل منه معلما رمزيا لأهم تغيّر تعرفه الكرة الأرضية.. سيكون رمزا لانعتاق البشر من الكولونيالية المقيتة..
هذا ما نأمل على كل حال..