أسقط في يد بعض من «المتشائمين» حين لم يجدوا اسم «الجزائر» على قائمة الملتحقين الجدد بـ”بريكس”، فراح بضعهم يضربون خبط عشواء في (تحاليل) أشبه بـ(البكائيات)، بينما راح آخرون يطرحون أسئلة من فراغ، وهناك حتى الذين (ضحكوا وسخروا وتشفّوا)؛ لأن ألسنتهم التي أخرستها المنجزات الجزائرية، كانت تبحث عن أي «سانحة» للانطلاق، وتحقيق بعض (الراحة النفسية) بالنيل من الجزائر..
ولم ينتبه (البعضهم) أن «بريكس» أعلنت عن الملتحقين الجدد دون أن تعلن رفض باقي الطلبات، وهذا يعني أن المسألة متعلقة بأبعاد لا تخصّ ثقل الملفات، ولا نقائص مفترضة فيها، ثم إن جناح الجزائر بمعرض «بريكس» حقق النجاح المطلوب، وواضح بأنّ «فكرة توسيع بريكس» نفسُها، لم تنبثق إلا في جانفي المنصرم، ما يعني أن المساحة الزمنية لا تسمح بـ»نضج معايير القبول»؛ ولهذا راهن «بريكس» – كبداية – على معيار «التوازن الإقليمي (جغرافيا) داخل دول المجموعة»، وهذا ما يبدو جليا في القائمة الجديدة المعتمدة، ولا يحتاج إلى (تمخمخ) عالي المستوى كي يسلّم نفسه لـ(الفاهمة).. لو كانوا يفهمون..
وفي كل حال، فإن الانتقال من اقتصاد الريع إلى الاقتصاد المنتج ماضٍ إلى تحقيق أهدافه، والتغييرات العميقة التي أحدثتها الجزائر الجديدة، ستتعمق أكثر، فـ»السانحة الحقيقية» أتيحت للجزائر كي تواصل مسار بناء النموذج الاقتصادي الجديد، وتعميق الإصلاحات، وليس لمن يتكالبون على المنجز الجزائري..
وليس يضيرنا أبدا أن يتشدّق بعضهم بكلام لا يليق في حقّ جهود منيرة تبذل بالوطن، ولكننا نأسف للمغالطات التي يقع في أحابيلها بعض الصالحين، وكان أولى بهم أن يذكروا بأن الجزائر حققت في أقل من عهدة رئاسية واحدة، ما لم يتحقق منذ الاستقلال.. والعبرة بالمثل الجزائري الفصيح: «الرّجال بالرّجال.. والرجال بربّي».. لو كانوا يعقلون..