أكد الاعلامي والحقوقي المغربي، عبد اللطيف الحماموشي، أن المخزن صعد من ممارساته القمعية بحق الصحفيين والحقوقيين المغاربة بشكل غير مسبوق، حيث أصبح يستهدف عائلاتهم بالاعتقال، للضغط عليهم، معتبرا أن “المغرب يعيش حاليا أسوأ فترة له” وأن “الاستبداد المخزني قتل الصحافة المستقلة” في المملكة.
وفي حوار مع الصحيفة الاسبانية “إنديبندينتي”، قال الحماموشي: “هذه أسوأ فترة يعيشها المغرب في عهد الملك محمد السادس. أصبح الخوف يهيمن على النخب والمعارضين للسلطة”، مضيفا: “لم يعد القمع يقتصر على النشطاء المضطهدين فقط ولكنه امتد إلى عائلاتهم، فالنظام الآن يضايق، بل ويحتجز أحيانا بعض أقارب الصحفيين والحقوقيين للضغط على الشخص المضطهد”.
ووصفت “إنديبندينتي”، ذات الانتشار الواسع، الحماموشي بأنه “آخر صحفي مستقل تمرد على الوضع القائم، وآخر شجاع في مملكة أجهضت كل الحريات وتفرض الرقابة المطلقة”، وهذا “في الوقت الذي يقضي فيه رفاقه من الاعلاميين والحقوقيين، أياما خلف القضبان بناء على اتهامات تعتبرها منظمات حقوق الإنسان ملفقة”.
وحسب الصحيفة، يدرك الحماموشي جيدا المخاطر التي يواجهها، قائلا: “كونك صحفيا في المغرب، فهذا يعني مواجهة مشاكل لا حصر لها كل يوم”، موضحا أن “المشكل الأول هو الرقابة الذاتية التي يفرضها الصحفي لحماية نفسه من الملاحقة القضائية أو الاحتجاز، لأن النظام المغربي لا يتسامح مطلقا مع الانتقادات ويفرض مضايقات غير مسبوقة على الصحفيين”.
وتابع يقول: “النظام الملكي هو مفترس بارز لحرية التعبير”، مشيرا الى أن “جهاز الأمن المغربي يسيطر بإحكام على وسائل الإعلام “.
وفي حديثه على ما يتعرض له من ممارسات ترهيبية بسبب كتاباته، قال الحماموشي، الذي ينشر تقارير اخبارية في وسائل اعلام أجنبية حول الواقع الحقوقي بالمملكة: “أنا أعيش تحت المراقبة الدقيقة للشرطة. في بعض الأحيان يتبعونني في كل مكان”.
حملة تشهير مكثفة تستهدف الصحفيين والاعلاميين بالمغرب
وأضاف: أن “الامر لا يتعلق بالمراقبة فقط، بل بحملة تشهير مكثفة من خلال الفروع الإعلامية لجهاز الأمن المغربي”، قائلا أنه تعرض “مرارا للتهديد بالاعتقال من الصحف التشهيرية الموالية للسلطات” التي غالبا ما وصفته بـ «الخائن” و”العميل لدول أجنبية” لأنه “يرفض الاستسلام لتهديداتها ويواصل كتابة مقالاته باعتدال وموضوعية”.
وواصل يقول: “أنا لا أعتبر نفسي خصما، ولا أتحدث ضد النظام، لكن النظام موجه ضدي إذا اتخذ النظام قرارا جيدا، فسأكتب عنه بشكل إيجابي، وإذا فعل العكس، فسأنتقده”، مستطردا بالقول: “نحن نعيش في نظام بوليسي”.
وافاد الصحفي الاستقصائي بأن “النظام المخزني لا يريد صحفيين مستقلين بل صحفيين مرتبطين به بنسبة مائة بالمائة”، مؤكدا أن “الاستبداد المغربي قتل الصحافة”. كما ذكر ببرامج التجسس على الاعلاميين والمعارضين، والتي كان هو الآخر ضحيتها، قائلا: “تم اختراق هاتفي ببرنامج التجسس (الصهيوني) بيغاسوس في مايو 2019”.
وهو الوضع الذي جعل، يضيف، “الصحفيين والكتاب المستقلين يعيشون في رعب، لأنهم يخشون الاعتقال بتهم ملفقة، كما كان الحال مع توفيق بوعشرين وسليمان الريسوني وعمر الراضي، كما أنهم يخشون التشهير الإعلامي”.
ويرى الصحفي الاستقصائي المغربي بأن “النظام المغربي هو نظام استبدادي مغلق، يمكن أن يصبح ديكتاتورية بالمعنى الحقيقي للكلمة إذا استمر في تكثيف القمع، وهذا ما يريده”.
ورغم الوضع الصعب الذي يعيشه عبد اللطيف الحماموشي بسبب كتاباته، مازال يتواجد في المغرب، لكن في كل صباح يتساءل “هل يجب أن أبقى في بلدي أم أتركه؟ خاصة وان الوضع صعب من الناحية النفسية، حيث أعيش ضائعا”.
ولا يستبعد الصحفي المغربي اعتقاله في اي وقت، خاصة وأنه يتعرض للتهديدات من الصحف التشهيرية، كما أنه “يعيش تحت المراقبة الدقيقة” وهذا -على حد تعبيره- “صعب”.
وعلى الرغم من المضايقات المستمرة، التي أرسلت صحفيين ومثقفين مغاربة آخرين إلى المنفى، لا يزال الحماموشي مصمما على البقاء في المغرب، قائلا: “نصحني العديد من الأصدقاء بمغادرة البلاد، لأن العيش في ظل الاستبداد المغلق أمر معقد ومرهق، خاصة نفسيا. لكنني أريد البقاء هنا للدفاع عن الحرية والمشاركة في الكفاح من أجل الديمقراطية”.