قد يمرّ تحت أعيننا خطأ لغوي فلا ننتبه له لأسباب متعددة، لا ننكر أن يكون بينها (عدم المعرفة)، مثلما قد يكون بسبب قراءة من الذاكرة توحي للعين بأن ما تراه صحيحا، أو بسبب لحظة طائشة تصيب التركيز بالوهن، أو غير ذلك من الأسباب التي لا يمكن أن تكون مسوّغا للنقص الفادح الذي يحدثه الخطأ..
ولقد (اشتهرت) الجرائد السيارة منذ عهد عمنا حافظ إبراهيم بأنها حمّالة (مزالق لغوية)، وإن كان – غفر الله لنا وله – لم يجرّب مأساة تتبّع آلاف الكلمات وهي ترصف على الصفحات رصفا، وتحرص على أداء المعلومة بأقل تكليف ممكن، ثم إنه لم يشتغل بـ «التصحيح» و«التدقيق»، ولم يتعرض إلى سهو «كاتب» ولا عجز (كتبوب)؛ ولهذا نعتبر أنه صاحب حقّ في التّحدث باسم اللغة، بل نعترف له بالحق في قوله: (أرى بالجرائد كل يوم مزلقا/ من القبر يدنيني بغير أناة)..
الآن وقد اعترفنا بـ(مصيبة) الأخطاء عندنا، فهل يعترف بعض أصحاب الأفلام بأنهم (يندبون السعد) لأفلامهم حين يرتكبون أخطاء في مساحات لا تكاد تجمع خمسين كلمة؟! وهل يعترف بعضهم أن الذي لا يعرف كيف يتعامل مع القواعد اللغوية البسيطة، لا يمكن أن يكون قادرا على وضع تصور منهجي لفيلم كامل؟!.
لا نعلم إن كان هؤلاء من (الهواة) أو من (المحترفين)، ولكن وضعهم المهني لا يهمّنا كثيرا؛ لأن معظم قواعد اللغة مبرمجة في المرحلة الابتدائية من التعليم، ولا تنتظر من يكتبها إلى أن يصير صحفيا وكاتبا و(سيناريستا) ومخرجا..
أما (كتبوب) التي استعملناها فيما سبق، فهي تصغير كاتب، والقياس فيها على (شعرور) بما هي تصغير شاعر.. بينما تعمّدنا وضع (إليكي) و(عليكي) في العنوان، حتى تَـحسُن النيّة على منهج (إذا عمّت، خفّت)..