لا مغالاة إذا قلنا إننا أحسسنا بـ»الفخر» أثناء قراءة بيان وزارة الشؤون الخارجية، ردّا على (التّرهات) التي تصطنعها (أطراف سويسرية مشبوهة) كي توجّه إلى الجزائر أصابع «الاتهام»، عوضا عن الاعتراف بأن الجزائريين سبقوا إلى مكافحة الإرهاب حين كان كثيرون عبر العالم منشغلين بـ»تلفيق» الأكاذيب العجائبية ضد الشّعب الجزائري وجيشه المظفّر..
ولقد جاء الرّدّ الجزائري منهجيا، بمصطلحات دقيقة، ومعان واضحة، فلم يغفل عن «الإحسان»، ولم يتجاوز عن «الإساءة»، وكان عظيما وهو يقدّم الدرس المفيد ويفكّك «أزمة العدالة السويسرية» التي تصرّ على التعامل بـ»استخفاف» مع دماء الجزائريين، حتى إنها تحوّلت إلى «لعبة» في أيادي الإرهابيين وعملائهم، لا شغل لها سوى تشويه سمعة الكفاح الشريف، والنيل من الشّرفاء..
إن امتنان الجزائريين لسويسرا، واعترافهم بالدور الذي لعبته في استعادة الاستقلال الوطني، لا يعني مطلقا «مواصلة الصبر» على محاولات النيل من الجزائر، فذلك زمن مضى وانقضى، ولم يبق سوى الحرص على العلاقات الطيبة، وتفادي غير المرغوب فيه، وغير القابل للإصلاح..
هكذا كان الختام.. كان جهوريا قويا عادلا، تماما مثلما أسس له الرئيس تبون حين أعلن أول مرة أن علاقات الجزائر تبنى على الندّية والاحترام المتبادل، واتّخذ قرارات صارمة مع جميع الذين فكروا، مجرّد تفكير، في النيل من الجزائر، فاستحق أن يكون أول رئيس يتحدث بما تنبض به قلوب الجزائريين..
إن الجزائر الجديدة أكبر من أن تقبل بالمساومات الرخيصة، والألاعيب السياسوية الوضيعة، فالمبادئ واضحة، والثوابت راسخة، فلم يبق أمام (الموجوعين) من الجزائر سوى مواصلة (التّوجع) فـ»الصّحِيحْ مَا ايْطِيحْ» كما يقول المثل الجزائري الفصيح..