يكتسي الدخول المدرسي في الجزائر، هذه السنة، أهمية بالغة، في ظل صدور قرارات تطويرية لقطاع التربية الوطنية من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، خاصة بالطور الابتدائي الذي سجّل، لأول مرّة، ترسيم مادة اللغة الإنجليزية وتأطير التربية الرياضية، وهو ما جعل من الموسم الجديد محط أنظار كل العائلات والفاعلين والمهتمين بالشأن التربوي.
تسارع السلطات العمومية، تحسباً للدخول المدرسي المقبل 2024/2023، إلى إتمام كافة الإجراءات المتصلة به، على غرار تهيئة الهياكل التربوية والإدارية بجميع الأطوار الدراسية لاستقبال الأساتذة والإداريين والتلاميذ في ظروف ملائمة، بالتوازي مع استعدادات توفير المستلزمات المدرسية بأسعار معقولة وكبح كل محاولات المضاربة فيها.
لهذا الغرض، وجّه وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، إبراهيم مراد، مؤخراً، تعليمة إلى ولاة الجمهورية من أجل ضبط كافة الأمور التنظيمية، وضمان دخول مدرسي آمن وناجح على مستوى المدارس الابتدائية، بتنسيق وتعاون كافة المتدخلين محلياً.
وتطرقت التعليمة، وفقا لبيان وزارة الداخلية، لكل المسائل المرتبطة بالتجهيزات والخدمات والوسائل التعليمية الضرورية. لكن اللافت في مضمونها، هو إجراء تسريع صبّ المنحة المدرسية الإجتماعية على مستحقيها قبل حلول الموعد، في «خطوة استباقية» من شأنها تخفيف عبء العائلات المعوزة والانتفاع بها في وقتها المناسب، وكذا إتاحة التحاق أبنائهم المتمدرسين مع بقية أقرانهم في نفس اللحظة والظرف بلا فوارق اجتماعية.
ورغم التدابير المتخذة في جانب توفير اللوازم المدرسية واستقرار أسعارها حالياً، لم يُخْفِ بعض المتابعين، خشيتهم من إمكانية تكرار سيناريو رفع ثمنها عشية الدخول، مثلما حدث في مواسم سابقة؛ إذ يستوجب الأمر، بحسبهم، تهيؤ أجهزة الدولة للتعاطي السريع والعاجل مع هكذا تعاملات استغلالية غير قانونية، والتصدي بحزم لكل المناورين وتجار المناسبات ومُفتعلي ندرة المواد بغرض زيادة الأرباح على حساب جيوب المواطنين.
تعليقا على الموضوع، قال رئيس منظمة الوحدة الجزائرية من أجل الأمن والسلم المدني، شابو فوزي، أن بيان وتعليمة وزارة الداخلية حول الدخول المدرسي، جاء في توقيت مناسب جدا، ويحمل توجيهات عملية مسبقة وخريطة طريق واضحة للسلطات المحلية بهدف ضمان نجاح الموعد الدراسي، تماشيا مع برنامج رئيس الجمهورية المتعلق بترقية وتطوير قطاع التربية الوطنية.
وأوضح شابو فوزي، في اتصال مع «الشعب»، أن توجيهات وزير الداخلية حثت الإدارة المحلية على التقيد بالمعايير المهنية في التعامل مع الحدث الإجتماعي، والشراكة مع جميع الفاعلين ذوي الصلة بموضوع الدخول المدرسي، كما أعطت أريحية زمنية للسلطات الولائية لتنفيذ التوصيات ميدانيا، واستكمال المشاريع التربوية واستدراك النقائص المرصودة.
وأبرز شابو أن تفعيل دور مجلس التنسيق والتشاور، الذي يضم كافة الفاعلين من الأسرة التربوية والمسؤولين المحليين الممثلين لكل القطاعات المعنية، كما ورد في محتوى البيان، يُضْفِي نجاعة أكبر على تجسيد المخطط الحكومي الخاص بالدخول الإجتماعي في شتى المجالات المتصلة به، لاسيما ما تعلق بالترتيبات البيداغوجية واستكمال إنجاز المنشآت التربوية.
في سياق ذي صلة، اقترح محدثنا، تعبئة مكونات المجتمع المدني الجزائري، بصفته شريكا استراتيجيا لمؤسسات الدولة، في مسار التحضيرات للدخول المدرسي والاجتماعي عموما، وإقحامه في العمليات التضامنية الإجتماعية عبر كامل التراب الوطني، كونه قوة مدنية حية وفاعلة ستساهم، دون شكّ، في تفويت الفرصة على المناوئين ودحض كل مؤامرات المغرضين التي تستهدف بلدنا في هاته المناسبة الهامة.
كما شدّد رئيس منظمة الوحدة الجزائرية من أجل الأمن والسلم المدني، شابو فوزي، على ضرورة متابعة تنفيذ تعليمات الدخول المدرسي بحذافيرها وبدقة على أرض الواقع، لتحقيق المبتغى وضمان انطلاقة ناجحة للموسم الدراسي الجديد 2023/ 2024.