في إطار مواصلة تجسيد برنامجه الاجتماعي التضامني، تبرع مجمع سوناطراك، أيام قليلة قبل الدخول المدرسي، بما لا يقل عن 60 حافلة لبلديات تتواجد في 41 ولاية، من أجل توزيعها لفائدة المؤسسات التربوية المتواجدة بمناطق معزولة، وبهدف سد العجز المسجل في مجال النقل الذي يعاني منه التلاميذ المتمدرسون بهذه المناطق، وجاء ذلك في ذكرى الستين لإنشاء أكبر مجمع للطاقة في القارة السمراء، وبالموازاة مع ذلك، رصدت وزارة الداخلية والجماعات المحلية ما لا يقل عن 6 ملايير دينار لسد العجز في مجال النقل المدرسي.
وقع الرئيس المدير لمجمع سوناطراك توفيق حكار والأمين العام لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، اتفاقية تسليم حافلات نقل التلاميذ المتمدرسين، وترأس مراسيم الحفل وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب بحضور كل من وزير الداخلية والجماعات المحلية ووزير التربية الوطنية، وإلى جانب رؤساء المجلس الشعبية للبلديات المستفيدة من هذا التبرع.
وزير الطاقة: شركة مواطنة توفر الدعم للجماعات المحلية ومبادرات أخرى منتظرة وزير الداخلية: أكثر من 18 ألف حافلة و6 ملايير دينار لسد العجز وزير التربية: 11 مليون تلميذ متمدرس وإجراءات بيداغوجية جديدة
استحسن وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، توفير مجمع سوناطراك لحافلات نقل مدرسي، من شأنها أن تسهل تنقل الأطفال المتمدرسين، وقال أنها ليست المبادرة الأولى، على خلفية أن سوناطراك لا تتوقف عن إطلاق مبادرات للدعم الاجتماعي خلال الدخول الاجتماعي، إلى جانب دعمها للجمعيات الرياضية، وتحدث وزير الطاقة عن ترقب عمليات ومبادرات أخرى من أجل توفير اللوازم المدرسية للأطفال تحسبا للدخول المدرسي المقبل، لأن سوناطراك كما وصفها الوزير عرقاب شركة مواطنة، توفر الدعم للجماعات المحلية بهدف توفير الحاجيات الأساسية.
ووصف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية إبراهيم مراد، عملية التبرع التي قام بها مجمع سوناطراك خلال الدخول الاجتماعي الجاري بالالتفاتة الطيبة، تجسد معاني التكافل الوطني، وكذا بالمساهمة الاجتماعية للمؤسسات الاقتصادية الوطنية الجزائرية.
وذكر الوزير أن هذه المبادرة، تندرج في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الستين لتأسيس مجمع «سوناطراك»، والمتمثلة في منح هبة تتشكل من 60 حافلة للنقل المدرسي، من شأنها أن تدعم كثيرا النقل المدرسي على مستوى 60 بلدية من مختلف مناطق الوطن، وكذا تعزيز الجهود المبذولة من طرف السلطات العمومية بهدف تحسين ظروف التكفل بالأطفال المتمدرسين.
وقال الوزير إبراهيم مراد، أن هذه المبادرة جاءت بالتزامن مع اللّمسات الأخيرة للتحضيرات الخاصة بالدخول المدرسي 2023/2024 الذي تفصلنا عنه أيام معدودات، كونه يشكل إحدى الأولويات الراهنة للسلطات العمومية، والمتمثلة في رفع الحدي التحسين المتواصل لظروف التمدرس والتحصيل الدراسي، كأحد الالتزامات الأساسية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون.
وكشف وزير الداخلية عن تجنيد السلطات العمومية على المستويين المركزي والمحلي كل الإمكانيات بهدف التحضير الجيد والدقيق للدخول المدرسي لهذه السنة، من أجل ضمان التحاق ما يقارب 11 مليون تلميذ عبر مختلف مناطق الوطن بالمؤسسات التربوية في أحسن الظروف.
كما تحدث الوزير عن الحرص منذ بداية السداسي الأول من هذه السنة، في إطار منسق مع العديد من القطاعات، على ضبط كافة الأمور التنظيمية واللوجستية، بهدف ضمان دخول مدرسي ناجح وآمن، سواء ما تعلق بتعزيز الهياكل التربوية اللازمة أو تحسين الخدمات المدرسية بصفة عامة.
وقال الوزير مراد، أن المجهودات المبذولة في هذا الشأن، أفضت إلى استلام العديد من الهياكل التربوية، على أن يتم استلام هياكل أخرى قبل نهاية السنة الجارية، بنسبة انجاز تفوق التوقعات التي تم اعتمادها مسبقا، وهذا الأمر حسب تقديره سيساهم في تخفيف الضغط المسجل على مستوى بعض المؤسسات التربوية. وتطرق وزير الداخلية إبراهيم مراد في سياق متصل إلى إنهاء عمليات صيانة وإصلاح ونظافة الهياكل المدرسية والتجهيزات المرتبطة بها، مع إيلاء كل العناية لشق الخدمات المدرسية من إطعام وتدفئة مدرسية. بالإضافة إلى صب المنحة المدرسية لصالح المستفيدين قبل الدخول المدرسي.
وتحدث وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية بإسهاب عن النقل المدرسي لأنه يحظى بدوره ببالغ الاهتمام، لأن هذه الخدمة العمومية الموضوعة على عاتق البلديات طبقا للأحكام التشريعية والتنظيمية السارية المفعول، بهدف تخفيف عناء التنقل على الأطفال المتمدرسين بالمناطق البعيدة.
وأكد وزير الداخلية أن الدخول المدرسي المقبل، سيشهد تسخير حوالي18.555 حافلة من طرف البلديات منها 11.383 حافلة من حظيرة البلديات و7.172 حافلة مؤجرة في إطار اتفاقيات مع متعاملي النقل الخواص قصد نقل التلاميذ.
ووصف مراد هذا العدد من الحافلات المرصودة من طرف البلديات بالهائل ويضمن تغطية ما يزيد عن 12.085 خط، على أن يتم التدارك المتواصل للعجز المسجل ببعض الخطوط، حيث تم منح بعنوان سنة 2023، مخصص مالي يقدر بـ 6 ملايير دينار من موارد صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية، من أجل تخطي هذا النقص سيما بالنسبة للبلديات ذات الموارد المالية المحدودة، حيث ستخصص للتكفل بنفقات الصيانة وعند الاقتضاء كراء حافلات إضافية لدى الخواص لتغطية العجز المسجل.
من جهته، وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد، أكد أن سوناطراك تواصل باعتبارها شركة مواطنة، مرافقة المدرسة، من أجل تعزيز حظيرة النقل المدرسي الحالية لضمان توفر النقل المدرسي عبر القرى والمداشر، وسبق لسونطراك أن زودت المدارس باللوحات الرقمية، ويرى أن هذه العملية جرت أيام قليلة قبل الدخول المدرسي الجديد والتأهب لاستقبال المؤسسات التربوية، ما لا يقل عن 11 مليون تلميذ عبر 30 ألف مؤسسة تعليمية، مشيرا إلى أهمية المدرسة والتي تحظى باهتمام الجميع، كما أنها تتواجد في برنامج رئيس الجمهورية، والجميع لا يدخر جهدا ليساهم في بناء المدرسة، ولم يخف أن رؤساء المجالس الشعبية البلدية يبذلون جهودا من أجل توفير النقل والإطعام للأطفال المتمدرسين، إلى جانب الجهد الكبير المبذول من طرف البلديات من أجل تكريس الرياضة في الطور الابتدائي، بعد أن كانت تفتقر للهياكل، ويرى أن عملية توفير الهياكل الرياضية للطور الابتدائي، تعد إحدى مستجدات الدخول المدرسي، ووقف بلعابد عند تدريس اللغة الإنجليزية في السنة الرابعة ابتدائي بداية من الموسم الدراسي الجديد، وتزويد 1200 مدرسة باللوحات الرقمية إلى جانب إجراءات بيداغوجية جديدة.