المجتمع المدني شريك أساسي صلب الرهانات يساهم بفاعلية في بناء الجزائر الجديدة، والرهان عليه كبير في المرحلة القادمة المتميزة بالتحديات، ويرى رؤساء منظمات وطنية وجمعيات التي تحدثت إليهم « الشعب»، أنه يمكن أن يؤدي دورا كبيرا ويساهم في تحقيق الأهداف المسطرة، ويمكن أن يساهم في تحصين الأمة من خلال التجنيد والتعبئة للحفاظ على اللحمة الوطنية.
أبرز سفيان عفان رئيس المنظمة الجزائرية للبيئة والمواطنة في تصريح لـ»الشعب»، العلاقة السلطات العليا للبلاد بالمجتمع المدني، ويرى أنها جد متينة وقوية، والاهتمام بهذا الأخير كان من ضمن التعهدات 54 الرئيس بإعطاء مكانة جد مرموقة للمجتمع المدني، وهذا ما تجلى واقعيا من خلال دستور نوفمبر 2020. سواء في الديباجة أو العديد من النصوص والمواد، وأكبر دليل إنشاء الهيئات الاستشارية كالمرصد الوطني للمجتمع المدني والمجلس الأعلى للشباب حيث نصبت وانطلقت في مباشرة تأدية المهام المنوطة بها.
وثمن اللقاءات الدورية للحوار والإنصات المنظمة من طرف رئيس الجمهورية للمرصد الوطني للمجتمع المدني بمختلف المكونات الجمعيات ذات التوجه الاقتصادي، الاجتماعي والبيئي، وكذا المهتمة بالشباب والطفولة، حقوق الإنسان.
يقع على المجتمع المدني ـ يضيف المتحدث ـ مسؤولية المساهمة في حوار شفاف ونزيه في بناء ركائز الجزائر الجديدة، والعمل على خلق وزرع الأمل والعمل على إعادة الثقة بين المواطن ومختلف الهيئات، وكذا المساهمة في التنمية المحلية والوطنية من خلال اقتراحات بناءة وجدية.
وقال عفان إنه ممكن للجمعيات أن تساهم في خلق الثروة وتوفير مناصب شغل على سبيل المثال المشاريع المصغرة للجمعيات كالمرأة الريفية، والتوجه بعمق لمرافقة كل انشغالات المواطنين بكل بلديات الوطن مع العمل على المساهمة لإيجاد البدائل من المقترحات لتكون حكامة محلية يحس بها المواطن. ونجد أن اللقاءات التي أطلقها المرصد الوطني للمجتمع المدني من خلال ندوات الحوار والمواطنة والتي جابت جل ولايات الوطن منهاج جديد للتقرب من المواطن والمساهمة في تبليغ هذه الانشغالات.
المجتمع المدني قادر على إحداث التغيير
وأكد رياض طنكة، رئيس الاتحاد الوطني للمستثمرين الشباب، أن لقاء رئيس الجمهورية بأعضاء المرصد الوطني للمجتمع، يأتي في إطار سلسلة اللقاءات الدورية لرئيس الجمهورية مع المجالس الاستشارية لدى رئاسة الجمهورية، ويترجم الاهتمام البالغ الذي يوليه المسؤول الأول على البلاد للمجتمع المدني، النابع من الدور الأساسي الذي يقوم به هذا الأخير وكل الجمعيات بكل تخصصاتها في التنميّة المجتمعيّة.
وأكد في تصريح لـ» الشعب « أهمية العمل من أجل زيادة الوعي بالقضايا التي يتبناها المجتمع وتوضيح آلية عملها، مشيرا الى أن أساس العمل الجمعوي يتمثل في ملء الفجوة بين السلطات العمومية والأفراد، وهذا مهم جدا ـ بالنسبة له ـ لتقريب مفهوم المواطنة لتحقيق الازدهار في ظل التطور التكنولوجيّ والتغييرات الاقتصادية.
ومن جهته، يؤكد موسى عيظ الناطق الرسمي باسم الجمعية العامة للمقاولين الجزائريين أهمية دور المجتمع المدني، إذ يقوم بترشيد وتحسيس وتوعية الفرد سلبا أو إيجابا وهو المساعد والمرافق والشريك الأساسي للسلطة في تحقيق أهدافها المسطرة كانت اجتماعية أو ثقافية أو اقتصادية أو سياسية أو صحية.