تحكي رواية أزمة منتصف العمر للكاتبة حنيفي فاطمة الزهراء عن السيدة رونق التي قاربت على الأربعين سنة وتزوجت الرجل الذي أحبته وأحبها، وكرست له ولطفلتيها كل حياتها، مترفعة عن كل شيء خارج بيتها، لكنها تستيقظ ذات يوم وتكتشف أنها تدور في حلقة مفرغة، أن الملل والرتابة تسللا إلى حياتها بشكل رهيب، وأنها بداخلها ترفض هذا الوضع.
كانت ترفض رونق ما آلت إليه حياتها من البداية ولكن شيئا ما أو ربما أمل ما لم تكن تدري بالضبط جعلها أكثر تردد، إلا أنها تقرر أخيرا الانفصال عن زوجها، وتنظر إلى أسبابها على أنها وجيهة جدا رغم أنها غير منطقية.
تبدأ رحلة رونق منذ يوم قرارها بالطلاق من زوجها كريم الصحفي اللامع، والذي لم يبخل عليها وعلى طفلتيه بأي شيء، فتمرّ خلال تلك الرحلة الشاقة بمواقف صعبة وجبارة أحيانا، وبمواقف جميلة ومشجعة في أحيان أخرى، حتى تصطدم بجائحة كورونا التي تغير كل شيء خططت له، وتفاجأ بحوادث جديدة لم تحسب لها حساب.
تمثل رواية أزمة منتصف العمر بحسب كاتبتها، “مرآة للعديد من النساء، هي واقع تعيشه المرأة بينما تسير الحياة ببطء شديد أمامها، فهل ستكتمل رحلة رونق بالطلاق وبتغلبها على تحدياتها الجديدة؟ وهل سيكون قرار الانفصال هو أفضل شيء أقدمت عليه، وهل تستحق تضحياتها ما وصلت إليه؟..”.
وتعتبر المتحدثة أن رواية أزمة منتصف العمر، “هي رواية كل امرأة في العالم، هي خيبة أمل الكثير من الأزواج، وهي وقفة مع النفس أمام المرآة حينما يصبح البقاء صعبا والعودة أصعب”.
وبالعودة إلى الكاتبة فاطمة الزهراء حنيفي، فإن رواية أزمة منتصف العمر تعد أحدث إصدار لها، حيث سبق وأن صدر لها كتاب شعري عام 2019 بعنوان: “الوجه الثاني للحب” وكتاب شعري ثاني عام 2021 بعنوان: “أعواد ثقاب”.
وتعتبر الكاتبة أن العنصر المشترك بين جميع أعمالها أي بين الكتابين الشعريين والرواية الأولى الصادرة حديثا هي أن كتاباتها كلها عن شعور المرأة قوتها وضعفها، قدرتها وعجزها، ذروتها وحضيضها، مؤكدة “أنا أنظر لبني جنسي من النساء على أنهن الأمر الأكثر جمالا الذي يستحق الكتابة عنه”.
وترى محدثتنا أن الكتابة بشكل عام “هي مجالك الحر في التعبير، قدرتك على رسم الصور والتلاعب بها والسير بها في خط واحد ليصب في الأخير في وعاء واحد”، مضيفة “لذلك أعتقد أن الكاتب المتميز يستطيع بقلمه التعريج على كل المجالات، بما فيه الشعر والرواية والقصة القصيرة، أدب الرسائل وغيرها من الألوان الأدبية، عادة أحب كتابة الخواطر والنصوص الرسائل، النثر، الرواية، المقال، القصة، لا أحب أن ألجم قلمي عن كتابة أي شيء خاصة إذا كان يتعلق بالمرأة”.
كما ذكرت أيضا أن المرأة أرض خصبة للكتابة والتعلم، وأضافت هنا “لو تجالس قبيلة من النساء ستسمع قصة واحدة بألف طريقة مختلفة، بمشاعر وأحاسيس مختلفة عن بعضها البعض، لأن قدرة المرأة في ممارسة العاطفة هائلة جدا، قدرتها في التمييز بين الخطوط الرفيعة والتفاصيل الدقيقة مبهرة جدا، تعايشها مع القصص اليومية لحياتها يستحق الكتابة عنه بكل تأكيد”.