أضحى المستهلكون في الجزائر غير قادرين على مجابهة ارتفاع سعر اللحوم الحمراء والدواجن، رغم زيادات الأجور التي مست فئة واسعة من الموظفين.
عرف سعر الدواجن ارتفاعا غير مسبوق، بلغ في بعض الولايات 520 دينار للكيلوغرام، ولامس 600 دينار للكيلوغرام في مناطق أخرى، ما فتح نقاشا حول أسباب هذا الارتفاع لاسيما في الفترة الأخيرة.
ويرى تجار لحوم الدواجن أن السعر مرتبط بميزان العرض والطلب، وما الأسعار المعروضة في السوق إلاّ دليل على أن العرض لا يكفي لحاجيات المستهلكين اليومية، التي اصطدمت بارتفاع سعر هذه المادة الضرورية.
ويُرجع ٱخرون ارتفاع سعر لحوم الدواجن إلى اقتراب مناسبة المولد النبوي الشريف، التي تحل نهاية شهر سبتمبر الجاري، ما يترجم رغبة كثير التجار في الربح السريع عند اقتراب مواعيد المناسبات الدينية.
وبغرض مجابهة ارتفاع أسعار اللحوم الجنوني، اتخذ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في اجتماع لمجلس الوزراء، الثلاثاء 12 سبتمبر الجاري، قرارا يقضي باستيراد حصري للحوم الحمراء والبيضاء الطازجة لسد الاحتياجات الوطنية من هذه المادة، والمساهمة في خفض أسعارها.
وبحسب مختصين، سيكون لهذا الإجراء ٱثارا إيجابية على المستهلكين الذي بات بعضهم غير قادر على شراء لحوم الدواجن، فما بالك باللحوم الحمراء التي بلغت مستويات قياسية وتعرض بسعر 2600 دينار للكيلوغرام الواحد.
زبدي يثمن إجراء استيراد اللحوم
في هذا السياق، ثمن رئيس المنظمة الجزائرية لحماية وإرشاد المستهلك، مصطفى زبدي، قرار إعادة فتح استيراد اللحوم الحمراء بعدما شهدت أسعارها ارتفاعاً غير مسبوق في الأسواق الجزائرية”.
وقال زبدي، في اتصال هاتفي مع “الشعب أونلاين”، إن “هذا القرار سيعود بالفائدة على القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، وعلى إشباع حاجياته، خاصة أن الأسعار التي يتم تداولها في الأسواق المحلية، أسعار غير منطقية ومبالغ فيها تضر بالقدرة الشرائية، ما يجعل استيراد اللحوم الحمراء ضرورة حتمية”.
وفيما يخص اللحوم البيضاء، التي وصلت أسعارها إلى مستويات قياسية، أضاف زبدي: “اعتقد أن الاستيراد الظرفي للحوم البيضاء سيعود بالفائدة على المستهلكين، خاصة أننا على أبواب الدخول الاجتماعي وكثرة الطلب عليها في المؤسسات التربوية، التكوينية، والجامعية وهذا ما سيساهم بطبيعة الحال في خلق المنافسة التي ستساعد على خفض الأسعار “.
وأوضح قائلاً: “كل منتوج يعرف اختلالا في السوق، لابد من تزويد السوق بمثيله المستورد، لأن ذلك سيساهم في تخفيض الأسعار. صحيح نحن مع المنتوج الوطني، لكن لما يتعلق الأمر بأسعار غير مقبولة فنحن نشجع الاستيراد فيه”.
مراقبة مسار اللحوم المستوردة ضرورة
وأشار المتحدث إلى ضرورة مراقبة هذه المنتوجات المستوردة التي ستساهم في استقرار الأسعار، خاصة في سلسلة توزيعها حتى تصل المستهلك بالتكلفة الحقيقة لها، وأن لا تدخل في السوق الخاص باللحوم المحلية فيستغل البعض هذا الأمر.
وبخصوص تسقيف هامش ربح بعض المنتوجات الأساسية الذي تحدث عنه وزير التجارة مؤخرا، قال زبدي إنه “مقترح قدمته المنظمة منذ سنوات وممكن أن يساهم بشكل كبير في دعم القدرة الشرائية، ما إن توضع ورقة طريق جيدة”، مؤكدا أن منظمته على أتم الاستعداد لطرح تصورها والتعاون في هذا المجال.