تنظّم آث واسيف بتيزي وزو الطبعة الثالثة لصالون الكتاب الامازيغي، والتي انطلقت فعالياتها بتاريخ 27 سبتمبر، تحت شعار “أحبّك لغتي”.
تعتبر فعاليات الطبعة الثالثة لصالون الكتاب الامازيغي تكملة وحصاد ثلاثة سنوات من العمل من أجل تعزيز الموروث الثقافي المادي واللامادي الذي تشتهر به منطقة القبائل، وكان انطلاقة لظهور موجة جديدة من الكتاب والشعراء، الذين تفننوا في كتابة ما تجوب به خواطرهم لتعطي ميلاد لعدة عناوين ادبية وشعرية أثرت على الساحة الثقافية والعلمية، ليبحر القارئ وعاشق السطور والحروف عبر باخرة المعرفة والعلم الذي لم يتعد حدود معارض هذا الصالون، إلا أنه سافر بعيدا من خلال مخيلته وهو يطالع أروع العناوين التي اقتناها عن رغبة وشغف في المطالعة والقراءة، والتعرف على كنوز الثقافة التي خبأتها منطقة القبائل التي تزخر بتاريخ وخصوصيات جعلتها تنفرد بها عن باقي ولايات ومناطق الوطن، وجعلها قبلة لهواة المغامرة، وحتى محبي الاكتشاف الذين شغفهم التعرف على تقاليدها وعاداتها التي تجسدت من خلال الكتب، ونقلت حضارة وتاريخ هذه المنطقة.
الطبعة الثالثة لصالون الكتاب الامازيغي، فضاء أدبي بامتياز أعطى ديناميكية جديدة للكتابة بالامازيغية، وطور الرغبة في القراءة والكتابة، كيف لا وهي تتوفر على العديد من العناوين التي أبدع في كتابتها أزيد من 120 كاتب، التقوا في اث واسيف وبالتحديد على مستوى دار الشباب، الذي تحول الى فضاء ادبي تجسدت فيه المعرفة في بيئة ثقافية لخصت معالم الحياة في منطقة القبائل، فبين الماضي والحاضر مشوار سنوات طوال تغيرت فيها المعالم البيئية، ولكن لم تتغير أبدا القيم التي ورثها السكان عن الاجداد، لتكون جواز سفر عبر الزمن يعيد الى الاذهان عادات وتقاليد الاسلاف، الذين يعتبرون اليوم مرجعا لسكان المنطقة عموما، ومن تملكتهم ملكة الكتابة والشعر خصوصا.
عناوين أدبية مختلفة أعطت تقاسيم هذا الصالون الذي اجتمع فيه الكتاب من مختلف الاجيال، بحضور ازيد من 20 دورا للنشر، كانت فرصة للالتقاء وتبادل الآراء بينهم، الى جانب طرح الانشغالات والمشاكل التي تواجههم خلال الكتابة ونشر كتبهم، التي تبقى العديد منها حبيسة الادراج وفي طي النسيان، نظرا لانعدام فضاءات للتعريف بعناوينهم الادبية وكتبهم التي قضوا سنوات في كتابتها، ناهيك عن المشاكل التي تواجههم مع دور النشر، وحتى نقاط البيع، الامر الذي يدفع بالكثيرين الى التخلي عن هوس الكتابة، وبالتالي وأد الكثير من الكتابات التي تبقى مجرد اسطر في مخيلة الكاتب والشاعر، لتكون مثل هذه الصالونات متنفسا لهؤلاء الكتاب يعيد اليهم شغف الكتابة، خاصة باللغة الامازيغية التي تحتاج فعلا الى جهود من أجل العمل على ترقيتها وتطويرها والمضي بها قدما الى مستقبل مشرق.
فعاليات هذه الطبعة التي ستدوم على مدار أربعة أيام، عرفت حضورا كبيرا للقراء وعاشقي الكلمة، من اجل اقتناء عناوينهم المفضلة والقراءة لكتابهم المفضلين، ناهيك عن التعرف على العناوين الجديدة التي اثرت الساحة الادبية والثقافة الامازيغية، كما كانت فرصة للجميع من أجل المشاركة في مختلف النشاطات الثقافية التي نظمت على هامش هذا الصالون من مسرح، شعر، وسينما، حيث سيكون الحاضرون على موعد مع الثقافة اين ستعرض مسرحية لـ “موحيا”، ولقاءات ادبية تتناول مواضيع حول الفن الشعبي القبائلي” اشويق” والشعر، الى جانب ورشات حول الذكاء الاصطناعي مخصصة للاطفال والمراهقين.
فعاليات الطبعة الثالثة لصالون الكتاب الامازيغي التي نظمتها جمعية الحاج المختار اث سعيد، اشرف على انطلاقها والي الولاية السيد جيلالي دومي بحضور مختلف المسؤولين، حيث سيكرم خلالها اسمين كبيرين في تاريخ ترقية وتطوير اللغة الامازيغة “مهنى بودينار” و«سلطان صبري”، عرفانا لما قدماه لهذا الموروث الثقافي الذي تزخر به منطقة القبائل.
الطبعة الثالثة لصالون الكتاب الامازيغي أخذت حيزا في الساحة الثقافية باعتباره فضاء أدبيا يشجع على الكتابة والمطالعة، ويعزز من الثقافة الأمازيغية التي أوجدت لنفسها مكانا في مصاف الثقافات العالمية.