احتضنت سينماتيك الجزائر العاصمة، سهرة السبت، العرض الشرفي الأول للفيلم الروائي القصير “ذكريات دموية” لمخرجه مراد بوعمران الذي يروي شجاعة سكان إحدى القرى الجزائرية في مواجهة الجيش الفرنسي ويظهر بشاعة المستعمر والتجاوزات التي اقترفها في حق المدنيين من ترهيب وتخويف وتقتيل.
قدم الفيلم في إطار العروض الأسبوعية المخصصة للأفلام المنتجة في الاحتفال بستينية استرجاع السيادة الوطنية والتي تم انتاجها من قبل وزارة الثقافة والفنون عن طريق المركز الجزائري لتطوير السينما. وبحضور الطاقم الفني والتقني للفيلم، تابع الجمهور فصول قصة خيالية مستمدة من وحي الأحداث الدامية والمواقف العسيرة التي عاشها الشعب الجزائري في مواجهته للمستعمر الفرنسي، خاصة في القرى والمداشر حيث كانت المواجهة بين المجاهدين وجنود المستعمر دامية ومؤلمة.
وعلى مدار 37 دقيقة، حاول المخرج مراد بوعمران الذي كتب السيناريو أيضا، أن ينقل قصة تاريخية تعكس مقاومة إحدى القرى بأعالي جبال جرجرة، يتقاسم سكانها بساطة العيش والحلم بغد أفضل تحت سماء الحرية، وهم أيضا متفقون على ضرورة مساندة الثورة التحريرية من أجل تحقيق الهدف المنشود، والتغلب على الجيش الاستعماري الذي ينشر جنوده في كل مكان من أجل بث الرعب والخوف وسلب الخيرات والاعتداء على الكبار والصغار.
وتدرجت تفاصيل الحكاية بين “أحمد” الشاب البسيط الذي سيدافع عن شرفه ويواجه العسكر الفرنسيين وحماية خطيبته “فاطمة” الفتاة الجميلة الهادئة التي تحلم بالحب والاستقرار وبينهما عائلات وجيران يحاولون مواصلة العيش رغم الظروف الصعبة وكلهم مقتنعون بأن مساندة الثوار والتكتم عن تحركات كتيبة مجاهدين في المنطقة هو واجب وطني لا نقاش فيه. لتحدث لاحقا المواجهة الدامية بين الطرفين لتؤكد شجاعة السكان وإصرارهم على التحرر من قيود المستعمر.
تحاورت شخصيات الفيلم باللغة الأمازيغية وتبادلت قلقها وحلمها وسط ديكور واقعي يعكس جمال العمارة الأمازيغية في القرى الجزائرية المحاطة بمناظر طبيعية مما منح العمل شكلا فنيا جميلا أحسنت كاميرا مدير التصوير نقلها إلى الشاشة الكبيرة، ناهيك عن الالتزام بإظهار مختلف التفاصيل الديكورية من أزياء وأواني وأثاث وما يتبع الحياة الريفية في بساطتها المعروفة.
وعرف الفيلم مشاركة عدة ممثلين من مختلف الأجيال منهم توفيق هامل وتيليلي آيت حموش وبهية سي أحمد ورزقي قريم، فيما وضع سمير أرقم لمسته الفنية في الموسيقى التصويرية لترجمة حالة الترقب والخوف أوبسالة وشجاعة الجزائريين، واستعاد أغنية الفنان المجاهد فريد علي عضوالفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني “أيما عزيزن” (أمي العزيزة لا تبكي) التي لحنها زميله الفنان مصطفى سحنون.)