صدرت المجموعة القصصية القصيرة جدا بعنوان “سحب زرقاء” للقاص بختي ضيف الله، حديثا عن منشورات دار امارجي للنشر والتوزيع، وهي مجموعة فائزة بالمرتبة الثانية في مسابقة جائزة دمشق “الدورة الثالثة 2023”.
يقع المؤلف في 100 صفحة من القطع المتوسط موزعة على 72 قصة قصيرة جدا، وقد قام بتصميم غلافه المصمم العراقي الاستاذ فلاح عيساوي، وكتب تقديمه الدكتور محمد ياسين صبيح رئيس رابطة القصة القصيرة جدا في سوريا، حيث قال: “ارى أن مجموعة الكاتب بختي ضيف الله، مثالاً مهماً ومتقدماً على كيفية صياغة القصصية ضمن النص الأدبي، وكيفية تقديم قصصاً مكثفة ومكتفية القيم السردية والثقافية والجمالة ضمن الحيز المخصص للنصوص، ولقد لاحظنا في الفترة الأخيرة تطور الحالة السردية القصيرة جداً في الجزائر، ووصولها إلى مستويات رائعة ومهمة، وبالتأكيد يمثل الكاتب بختي ضيف الله أحد أعمدتها بكل اقتدار، فهو قدم لنا في هذه المجموعة، قصصاً تمتلك الجرأة في الطرح وفي الأسلوب، والقوة في الإيحاء وفي الفكرة، والعمق في الدلالات وفي الرؤية المشهدية للنصوص، وبالتأكيد لم ينس أن يخلط كل ذلك بمفارقات مميزة وواضحة ي نهاية النصوص، أعطت الدهشة والجمالية والمتعة، وبالتأكيد التشويق فبدونه تقد النصوص مشروعيتها”.
واوضح ياسين صبيح، ان “مواضيع المجموعة تعددت ما بين الهم الاجتماعي والاقتصادي، وما بين أهوال الحروب وكوارثها، وبالتأكيد لم ينس التأملات الفلسفة وملازمها الإنسانية، ففي هذه المواضيع الإنسانية والفكرية كتب العديد من القصص مثل (خطاب جديد، عبث، روائي، خيانة أدبية، حذر وغيرها)، كما أنه لم ينس أن يضيئ على مشاكل الإنسان وأزماته التي تلاحقه في كل مكان فكتب الكثير من القصص مثل (سلوك، موت، سياسة، رسم، فساد، غواية وغيرها)، ولم يغفل مواضيع المرأة وهمومها وحالاتها، فالمودة والعيش بدون منغصات والمحبة لا تكتمل بدون المرأة، ولكن هناك الكثير من الأشياء التي تحاصرها وتخلق لها المشاكل والأزمات، ولذل كانت هناك الكثير من النصوص حول ذلك”.
واضاف، “ولم ينس استخدام التناص كتقنية سردية مهمة ومفيدة، بحيث أنها تقدم للنصوص دلالات جديدة تعمق الفكرة الأساسية للكاتب ومن هذه النصوص (خيال، ضربة جزاء، تقمص، بحث في القصة ق ج وغيرها)، لقد استطاع الكاتب أن يوظف مواضيعه بشكل مميز، فأعطاهاً رمزية ورؤية سردية أضافت عليها جمالية وقيمة حكائية مهمة”.
وذكر رئيس رابطة القصة القصيرة جدا في تقديمه للاصدار، ان الكاتب بختي ضيف الله قدم في مجموعته الجميلة، نصوصاً استطاعت أن تشكل نماذج مهمة في القصة القصيرة جداً، وغلفها بالإيحاء والشاعرية التي لم تكن في كل النصوص، كما اعتمد الكاتب على تقنيات السرد المختلفة كالتكثيف والإيحاء والإنزياحات الدلالية وغيرها، وشكلت المفارقة حجراً مهماً فيها، كما أنه عدد اهتماماته ومواضيعه، شكلت المجموعة بستاناً قصصياً، يجمع المتعة والفائدة والدهشة والجمال والحكائية المميزة التي جعلت القصة ظاهرة ومتقنة، مجموعة شكلت إضافة مهمة للقصة القصيرة جداً الجزائرية والعربية.
ومن ابرز قصص المجموعة “قيامة”
فِي الغابةِ..هبّتْ ريحٌ قويةٌ، قَلعَتْ كلّ الأشجارِ.. خرَّبَتْ أعشاشَ الطُّيور..فرَّتْ كل الحيواناتِ، تجري دونَ توقّف..-كيفَ للملكِ أن يقنعَهُم أنَّ الريحَ ستَهدَأُ قريباً..3
«ضَوءٌ هَارِب”
أَخفَى جميعَ أوراقَ هويتِه عَنهمْ.. اِسْتبدَلَ عطرَه بعطرِهِم..طَمسَ أثرَ سَيرهِ..قُبِض عَليه في حَاجزِ مزيّفِ..- ليسَ منَ السَّهلِ أنْ يُخفيَ العَالِمُ عقلَه..4
«أُمنِيَة”
يَعجِزُ زوجُها، تُهَيئُ لهُ كُرسياً متحَرّكا..تَذَهبُ بهِ إلى عِياداِت التجميلِ؛ تخلّصه منْ تجَاعيد الزّمَن، تزَينُه المسَاحِيقُ، والعطورُ..ما أصْعبَ الانتِظَار! قدْ شَاَخ قلمُها؛ الكتابة تؤلمُ العَذارَى..
للاشارة، بختي ضيف الله؛ شاعر وقاص وروائي، كتَب القصة القصيرة والشعر منذ بداية شبابه؛ نشر بعضها في عدة جرائد عربية؛ “الشعب”، “الحقيقة”، ومجلة “الوحدة”، مجلة الجيل..وغيرها…كما ينشر حاليا مقالاته وأشعاره وقصصه في مختلف الجرائد الإلكترونية والورقية، الجزائرية والعربية. شارك القاص في ملتقيات وطنية ودولية داخل الجزائر. حاز على جائزة “عمار بلحسن للإبداع القصصي2022”، فئة القصة القصيرة جدا، كما حاز على المركز الثاني في “ جائزة دمشق للقصة القصيرة جدا 2023 “. كرم في مناسبات عديدة، صدرت له مجموعات قصصية وشعرية ورواية: “ قبيل الفجر بقليل” عن الجاحظية للنشر-عنابة. -”عطر التراب” عن دار النخبة للطباعة والنشر، مصر. -مجموعة قصصية: “عيون أطبقت على الذبول”، دار شمس. -مجموعة قصص قصيرة جدا: صور ودبابيس على جدار هش”، دار شمس. – مجموعة شعرية “مالم تقله الفراشة”، دار شمس. -رواية “ريح الجنون أو عندما يتيه الوطن”-دار خيال. له أيضا تجربة في أدب الطفل والمسرحية والسيناريو (أفلام قصيرة) والمقالة…