استشهد تسعة فلسطينيين، بينهم طفل، جراء عدوان قوات الاحتلال الصهيوني المتواصل على قطاع غزة والقدس المحتلة ومدينة الخليل.
ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن سبعة فلسطينيين، استشهدوا فجر اليوم الاثنين، في غارات شنتها طائرات الاحتلال الحربية على منزلين في دير البلح وتل الزعتر في قطاع غزة.
واستشهد طفل، متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال الصهيوني قرب حاجز قلنديا العسكري شمال القدس المحتلة، الليلة الماضية، ما يرفع شهداء مواجهات قلنديا إلى أربعة.
وفي الخليل، استشهد شاب فلسطينيي، برصاص الاحتلال في منطقة واد النصارى شرق مدينة الخليل.
وأدت أحدث موجة من التصعيد الصهيوني على قطاع غزة إلى تعطيل كافة مناحي الحياة، حتى إشعار آخر وسط قصف صاروخي ومدفعي صهيوني مستمر أسفر عن استشهاد مئات الفلسطينيين.
وكان عدد من الفلسطينيين استشهدوا، بينهم أطفال وأصيب آخرون، الليلة الماضية، في عدة غارات شنها الطيران الحربي الصهيوني استهدفت عددا من المنازل في مدينتي رفح وغزة داخل قطاع غزة.
ارتفاع حصيلة العدوان على غزة إلى 436 شهيدا و2271 جريح
وارتفعت، صباح اليوم الإثنين، حصيلة العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة، إلى 436 شهيداً و2271 جريحا، إضافة إلى دمار كبير في المنازل والبنايات السكنية، والممتلكات، والبنية التحتية.
وافادت وكالة الأنباء الفلسطينية عن مستشفيات القطاع، أن إجمالي إحصائية ضحايا العدوان الصهيوني لليوم الثالث على القطاع، ارتفع إلى 436 شهيدا، منهم 91 طفلا، و61 سيدة، وإصابة 2271 مواطناً آخر بجروح مختلفة، منهم 244 طفلا، و151 سيدة.
وشنت طائرات الاحتلال الحربية مئات الغارات بشكل متلاحق وعنيف في الساعات الأخيرة على محافظات قطاع غزة كافة، استهدفت أبراجاً وعمارات سكنية، ومنشآت مدنية وخدماتية، ومساجد، موقعةً شهداء وإصابات معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.
واستهدفت طائرات الاحتلال مسجدين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد مواطنة، والعديد من الإصابات في المنازل المجاورة، إضافة إلى استهداف عدد من المواقع في محيط أبراج منطقة الفيروز غرب المدينة.
ودمرت طائرات الاحتلال عدة منازل في مدينة دير البلح ومخيم البريج وسط القطاع، وأوقعت إصابات في صفوف المدنيين، إضافة إلى استهداف منازل في خان يونس ورفح جنوب القطاع، ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.
وقصفت طائرات الاحتلال الحربية ومدفعيته عددا من الأراضي الزراعية في مناطق متفرقة من القطاع، وألحقت فيها دماراً وخراباً وحفراً عميقة.
وقصفت زوارق بحرية الاحتلال بعشرات القذائف أهدافاً متفرقة على طول شاطئ بحر غزة.
يأتي ذلك في وقت يتواصل فيه العدوان والانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة فضلا عن تصعيد قوات الاحتلال إجراءاتها التعسفية بحق الفلسطينيين في القدس المحتلة وفي محيط المسجد الأقصى المبارك.
واستشهدت فتاة فلسطينية وأصيب آخرون، فجر اليوم الاثنين، في غارة شنتها طائرات الاحتلال الحربية الصهيونية على مسجد في مخيم الشاطئ بمدينة غزة.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بأن طيران الاحتلال قصف مسجد أحمد ياسين في مخيم الشاطىء، ما أدى إلى استشهاد فتاة ووقوع عدة إصابات في صفوف المواطنين الفلسطينيين.
وكانت طائرات الاحتلال الحربية قصفت مسجد اليرموك في مدينة غزة، ما أدى إلى تدميره بشكل كامل، وتسويته بالأرض، ووقوع أضرار مادية جسيمة في منازل وممتلكات المواطنين المحيطة به.
واستهدفت طائرات الاحتلال، منزلا في شارع النعايمة وعدة مواقع في شارع البنات بمدينة بيت حانون شمال قطاع غزة. وأفاد شهود عيان بأن طائرات الاحتلال قصفت بعدة صواريخ منزلا في شارع النعايمة، ما أدى لتدميره بشكل كامل، وشنت عدة غارات على شارع البنات.
وفتحت بحرية الاحتلال نيرانها صوب شاطئ مدينة غزة والسودانية، فيما قصفت المدفعية عدة مواقع شرق محافظة خان يونس.
وتعجز طواقم الإسعاف الفلسطينية عن الوصول لمواقع القصف في بيت حانون وغيرها بسبب كثافة الغارات وتدمير طرق رئيسية.
نزوح أكثر من 70 ألف فلسطيني إلى مدارس “أونروا”
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، أن ما يقرب من 74 ألف فلسطيني نزحوا إلى 64 مدرسة ومأوى تابع لها في قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية عن بيان صادر من الوكالة، أنه من المرجح أن تزداد الأعداد مع استمرار القصف العنيف والغارات الجوية بما في ذلك على المناطق المدنية.
وأشار البيان إلى أن مدرسة تابعة للأونروا تأوي عائلات نازحة في قطاع غزة تعرضت للقصف المباشر، حيث لحقت أضرار جسيمة بالمدرسة، التي تأوي أكثر من 225 شخصا.
وأوضح أن فرق الأونروا تقوم بتزويد العائلات بالمأوى والمياه النظيفة، ويجري إعداد الإمدادات لتسليمها إلى الأسر، ويشمل ذلك المواد الغذائية ومستلزمات النظافة ومواد التنظيف.
وطالبت الأونروا بحماية المدنيين في جميع الأوقات، والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشددة على ضرورة تجنيب المدارس وغيرها من البنى التحتية المدنية تداعيات الهجوم.
مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة: الكيان الصهيوني بحاجة إلى تغيير مساره
قال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور، مساء الأحد، إنه لا يمكن القول بأنه “لا شيء يبرر قتل الصهاينة”، ثم يتم تقديم المبررات لقتل الفلسطينيين.
وأضاف منصور، في بيان تلاه خلال مؤتمر صحفي قبيل انعقاد الجلسة الطارئة لمجلس الأمن لبحث اخر التطورات في قطاع غزة: “نحن لسنا أنصاف أو أشباه بشر، ولن نقبل أبدا خطابا يشوه إنسانيتنا وينكر حقوقنا، خطاب يتجاهل احتلال أرضنا وقمع شعبنا”.
وأكد منصور :”ليس هناك حق في الأمن يفوق حق أي أمة في تقرير مصيرها، إن ضمان حقنا في تقرير المصير هو السبيل الوحيد نحو السلام والأمن”. وتابع: “الآن ليس الوقت للسماح للكيان الصهيوني بمضاعفة خياراته الحربية، بل هوالوقت لإخبار الكيان الصهيوني بأنه بحاجة إلى تغيير مساره، وأن هناك طريقا للسلام، (..)، طريق يتعارض تماما مع ما يقوم به الكيان الصهيوني الآن”.
وأردف منصور: “يقول الكيان الصهيوني إن الحصار والاعتداءات المتكررة على غزة تهدف إلى تدمير قدرات حماس العسكرية وضمان الأمن، ومن الواضح وكان متوقعا أن حصارها واعتداءاتها لم تحقق أيا من ذلك، والشيء الوحيد الذي أنجزوه هو إلحاق معاناة كبيرة بجميع السكان المدنيين في قطاع غزة، لقد حان الوقت لوضع حد فوري للعنف وسفك الدماء، وحان الوقت لإنهاء هذا الحصار وفتح أفق سياسي”.
وأضاف: “لقد قتل الكيان الصهيوني نحو413 فلسطينيًا في يوم واحد، بمن في ذلك أطفال، بعضهم لم يتجاوز عمره بضعة أشهر، لقد قتلت عائلات بأكملها أثناء نومها، هل سيجلب هذا الأمن؟ هل سيؤدي هذا إلى تقدم السلام؟.
وتساءل منصور: “أين الحماية الدولية التي يستحقها الشعب الفلسطيني عندما تنتهك السلطة القائمة بالاحتلال القانون الدولي وتلحق الضرر بمن يجب عليها حمايتهم؟ ألا تستحق حياة الفلسطينيين إنقاذها؟ كان من الممكن إنقاذ المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا، والأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في فلسطين المحتلة، أليس هذا التزاما أخلاقيا وقانونيا ومساهمة في السلام؟ لماذا لا يتم فعل شيء عندما يكون القتلى فلسطينيين؟”.
وقال: “لقد اخترنا الطريق السلمي لنيل حقوقنا، لكن الكيان الصهيوني استمر في استخدام القوة الغاشمة ضد الفلسطينيين وحقوقهم، لا يمكن للكيان الصهيوني أن يشن حربا واسعة النطاق على دولة وشعبها وأرضها وأماكنها المقدسة، ثم تتوقع السلام في المقابل، ومن الضروري معالجة الأسباب الجذرية للصراع”.