قالت منظمتا “يونيسف” الأممية و”إنقاذ الطفولة” غير الحكومية، اليوم الاثنين، أن نحو19 مليون طفل في السودان – أي 1 من كل 3 أطفال – لم يتمكنوا من العودة إلى المدارس بسبب الصراع المتواصل في البلاد منذ قرابة ستة أشهر.
بحسب بيان للمنظمتين، من بين 19 مليونا، فقد حوالي 6.5 مليون طفل إمكانية الوصول إلى المدرسة، بسبب تزايد العنف وانعدام الأمن في مناطقهم، حيث أغلقت نحو10،400 مدرسة في المناطق المتضررة من النزاع أبوابها.
وفي الوقت نفسه، ينتظر أكثر من 5.5 مليون طفل ممن يقيمون في مناطق أقل تأثرا بالحرب، تأكيد السلطات المحلية ما إذا كان من الممكن إعادة فتح الفصول الدراسية.
وحذرت ممثلة “اليونيسف” في السودان، مانديب أوبراين، من أن”السودان على وشك أن يصبح موطنا لأسوأ أزمة تعليمية في العالم”.
وأضافت قائلة: “ظل الأطفال يعانون من أهوال الحرب منذ ما يقرب من نصف عام والآن، بعد أن أُجبروا على الابتعاد عن فصولهم الدراسية ومعلميهم وأصدقائهم، أصبحوا معرضين لخطر الوقوع في الفراغ الذي سيهدد مستقبل جيل كامل”.
بدوره، قال المدير القطري لمنظمة “إنقاذ الطفولة” بالسودان، عارف نور، أنه “منذ بدء النزاع، برز السودان بوصفه أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، حيث نزح 4.4 مليون شخص جديد داخل السودان- بمن فيهم حوالي 2.5 مليون طفل، إضافة إلى ذلك، يجد 5 ملايين طفل في سن الدراسة أنفسهم محاصرين في مناطق الصراع النشط، مما يعرضهم لخطر فقدان الوصول الحاسم إلى التعليم وخدمات الحماية الأساسية”.
وأوضحت الوكالتان في البيان، أن الإنفاق على الخدمات الاجتماعية شهد انخفاضا حادا، حيث فقد المعلمون – في جميع الولايات تقريبا – رواتبهم منذ بدء النزاع المسلح.
وهناك نقص في الإمدادات التعليمية ولم تتم صيانة المرافق التعليمية وبرغم الجهود الجارية في عدد قليل من المناطق لضمان بقاء أنظمة التعليم في السودان فعالة، إلا أن هناك قيودا كبيرة والاحتياجات تفوق الموارد بسرعة وفقا للبيان.
إضافة إلى التأثير المباشر ومخاطر توقف جميع الأطفال السودانيين تقريبا عن التعليم، أظهرت دراسة أجرتها “اليونيسف” مؤخرا، أن فقدان الدخل – إذا لم تتم معالجته بشكل عاجل – سيؤدي إلى خسارة مدى الحياة تبلغ 26 مليار دولار بالنسبة لجيل الأطفال المتأثر بالحرب.
وتعمل “يونيسف” ومنظمة “إنقاذ الطفولة” مع الشركاء، لضمان حصول ملايين الأطفال السودانيين على التعليم الجيد والعودة بأمان إلى المدرسة قريبا، قبل أن يتعرض عامهم الدراسي لخطر الضياع.
وفي السياق، دعت منظمتا “اليونيسف” و”إنقاذ الطفولة” السلطات السودانية إلى إعادة فتح المدارس في المناطق الآمنة، مع دعم وسائل التعلم البديلة في المجتمعات، حيث لم يعد من الممكن فتح المدارس بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة والأمن.
ودعت المنظمتان، المجتمع الدولي إلى التضامن مع الأطفال السودانيين الذين أصبح تعليمهم على المحك وتوفير الموارد والدعم لضمان عودة ملايين الأطفال السودانيين إلى المدرسة وضمان حصول الأطفال المتأثرين بالصراع على فرصة الوصول إلى التعلم والدعم النفسي والاجتماعي في أماكن آمنة.