تحتضن قاعة السينيماتيك بالجزائر العاصمة، سهرة اليوم السبت، العرض الشرفي لفيلم “بيار كليمون..السينما والثورة” للمخرج عبد النور زحزاح، وذلك ضمن سلسلة الأفلام التي تم إنتاجها في إطار ستينية الاستقلال. ويتمحور هذا العمل حول بيار كليمون، السينمائي الذي انضم إلى ثورة نوفمبر، ووثّق بعدسته بطولات الجزائريين، قبل أن يتم القبض عليه وتعذيبه، وتحكم عليه المحكمة العسكرية الاستعمارية بالسجن.
ضمن سلسلة الأفلام التي تم إنتاجها في إطار ستينية الاستقلال، تحتضن قاعة السينيماتيك بالجزائر العاصمة، سهرة اليوم السبت (الساعة السابعة مساءً)، العرض الشرفي لفيلم “بيار كليمون..السينما والثورة” للمخرج عبد النور زحزاح، على أن يُتبع العرض بنقاش، وذلك بحضور المخرج والفريق الفني للفيلم.
ويتطرق هذا العمل إلى بيار كليمون، أحد السينمائيين الذين سخروا عدستهم لخدمة القضية الجزائرية، وتوثيق بطولات مجاهدي جبهة التحرير الوطني خلال ثورة نوفمبر.وقام بيار كليمون، في 1958، بإخراج “اللاجئون” (16 دقيقة) الذي كان موجها للعرض على هامش الجمعية العامة لمنظمة للأمم المتحدة بهدف التنديد بالتهجير القهري للجزائريين، وفي نفس السنة، أخرج كليمون “ساقية سيدي يوسف”، و«جيش التحرير الوطني في القتال”، وذلك قبل القبض عليه وإيداعه السجن.
وفي مقابلة، يشرح كليمون بنفسه كيف كان في تونس في فيفري 1958، عندما وقعت مجزرة ساقية سيدي يوسف “في بلد كان في السنوات الأولى لاستقلاله (…) كان ذلك عارا على الجيش الفرنسي الذي قصف إقليما مستقلا، قصف ساقية سيدي يوسف كان العامل المحفز، لم يكن وعيا سياسيا حقيقيا فحسب، بل أيضا وعيا بالأخوة، فجأة وجدت نفسي قريبا جدا من الجزائريين، لا أعرف لماذا، بدأت قلوبنا تنبض في انسجام تام”.
وبالفعل، أوفى كليمون بالوعد الذي قطعه على نفسه عندما رأى اللاجئين في ساقية سيدي يوسف: “يجب أن نذهب إلى المعركة”. وفي سبتمبر 1958، انطلق كليمون بصحبة تركي زغلول وأحمد ظهراوي باتجاه الجزائر، مجهزين بأمر بمهمة من جيش وجبهة التحرير الوطني، وعبر الثلاثة خط موريس، والتقطوا مئات الصور والمقاطع المصورة، وكانت بكرات الأفلام ترسل إلى تونس على ظهور البغال.
وفي 3 أكتوبر 1958 بالقرب من عنابة، تم القبض على بيار كليمون وزغلول تركي، وتعرضا للتعذيب ثم تمت محاكمتهما أمام المحكمة العسكرية بعنابة في 23 ديسمبر، وحكم على كليمون بالسجن لعشر سنوات، وعلى زغلول بخمس سنوات.
كما يذكر كل من بيار وكلودين شولي كيف ساهمت صور بيار كليمون، وروني فوتييه، وستيفان لابودوفيتش، والصور الحصرية التي التقطها جمال شندرلي في الشمال القسنطيني، في إنجاز فيلم “جزائرنا” لجمال شندرلي (1961)، وهو فيلم أرشيفي من 25 دقيقة، خصص للوفود الأجنبية لدى الأمم المتحدة بهدف توعية العالم بطبيعة نضال الجزائريين.
بعد وفاة كليمون، أشاد به بيار شولي قائلا: “لقد كان رجلاً مبهجًا للغاية، ومتواضعًا للغاية، وقام بعمله كمخرج بحساسية كبيرة؛ إنه رجل وضع نفسه خلف الكاميرا وأراد ببساطة الإدلاء بشهادته من خلال الصور، ولم يكن ينافس في مهرجان كان”. بينما استحضر رضا مالك رجلاً “يثير الإعجاب في الصرامة والصدق والقدرة”.
للتذكير، فقد سبق لعبد النور زحزاح وأن أخرج العديد من الأفلام الوثائقية والسينمائية، على غرار وثائقي “مكتبة البليدة (2004،) و«فرانز فانون، ذاكرة منفى” و«تحت الشمس، الرصاص” و«موريس بون” والفيلم القصير “قراقوز” (2010)، و«رواز” و«قم نغتنم ساعة هنية” (2011). كما نال الجائزة الذهبية في المهرجان السينمائي والتلفزيوني في واغادوغو بدولة بوركينا فاسو، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان دبي السينمائي الدولي، والجائزة الدولية الكبرى “عين على الفيلم القصير” في مهرجان الفيلم الكندي عام 2010 عن فيلم “قراقوز”، و«جائزة أفضل إنجاز فني” في مسابقة الأفلام التسجيلية في مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية عن فيلمه “النهر”.