أفادت مصادر طبية بغزة، اليوم الأحد، أن “ما قتلته قوات الاحتلال الصهيوني خلال ثمانية أيام من عدوانها الوحشي، تجاوز ما قتلته في 51 يوما خلال حرب 2014″،
تظهر الأرقام الكبيرة لعدد الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في ثمانية أيام من العدوان الصهيوني على قطاع غزة، حجم الكارثة التي أحدثها الاحتلال في المدينة وخططه في ارتكاب تطهير عرقي بحق أبنائها، فيما لايزال يهدد بالاجتياح البري لدفع الفلسطينيين للنزوح عن أراضيهم بعد أن دمر بشكل ممنهج بنية القطاع التحية.
ويستمر الاحتلال في إبادة أبناء الشعب الفلسطيني، وما يتعرض له قطاع غزة سوى جزء من مخططات الكيان الغاصب في الاستيلاء على المزيد من أراضي الفلسطينيين، مادام العالم صامتا وحتى أن البعض يبارك هذه الجرائم.
فلازال العالم يقف في هذه الأيام، مرة أخرى، على وحشية الاحتلال الصهيوني وجرائمه التي لا تهدأ حيث يواجه أبناء غزة عدوانا سافرا من قتل وحصار وترهيب وتشريد في مخالفة صارخة للقانون الدولي ولقواعد الحرب واتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية السكان المدنيين وقت الحرب بما يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
ومع دخول الحرب على غزة يومها التاسع، يستمر القصف العنيف من الطيران الحربي والبوارج والزوارق الحربية ومدفعية الاحتلال التي تستهدف المنازل والأبراج والبنايات السكنية، إضافة إلى تدمير في الممتلكات العامة والخاصة والبنية التحتية ومحو مربعات سكنية بأكملها. ويجري كل هذا في ظل ترقب هجوم بري واسع على المدينة قد يقدم عليه الاحتلال.
وحتى صباح اليوم الأحد، قتل الجيش الصهيوني، 2329 فلسطينيا وأصاب 9042 آخرين منذ 7 أكتوبر الجاري.
وأفادت مصادر إعلامية في هذا الإطار، أن آلة الحرب الصهيونية، ارتكبت مجازر في مناطق مختلفة من غزة منذ بداية عدوانها على القطاع قبل تسعة أيام، حيث أن أكثر من 47 عائلة فلسطينية، شطبت بشكل كامل من السجل المدني.
وفي ظل همجية الاحتلال التي لا حدود لها، يشهد العالم على وقائع تنذر بكارثة انسانية بغزة مع استمرار الكيان الصهيوني في الدعوة إلى إخلاء المستشفيات وهي الأوامر التي اعتبرتها منظمة الصحة العالمية “حكم بالإعدام للمرضى والمصابين”.
وأدانت المنظمة بشدة في بيان لها، أوامر الاحتلال المتكررة بإخلاء 22 مستشفى تعالج أكثر من 2000 مريض في شمال غزة، قائلة إن الاجلاء القسري للمرضى والعاملين في القطاع الصحي سوف يفاقم الكارثة الإنسانية والصحية الحالية.
وسبق أن عانى سكان القطاع من تداعيات هذه الحرب بعد أن تم اخلاء مراكز وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) مما حرم 70 % منهم من الخدمات الصحية.
وأعلنت “الأونروا” أول أمس الجمعة، أنها نقلت مركز عملياتها المركزي وموظفيها الدوليين في غزة إلى الجنوب لمواصلة عملياتها الإنسانية ودعم موظفيها ولاجئي فلسطين في القطاع.
وبالموازاة مع ما يتعرض له القطاع من جرائم شنيعة، يواجه الفلسطينيون بالضفة الغربية والقدس المحتلتين، ايضا ويلات القتل والترهيب والاعتقال التي زادت حدتها منذ السابع أكتوبر الجاري ، حيث ارتفعت حصيلة شهداء الضفة الغربية الى 55 شهيدا وأكثر من 1100 مصابا.
وينفذ الاحتلال حملة اعتقالات مسعورة بحق الشعب الفلسطيني . وافادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان لها صباح اليوم الأحد أن حالات الاعتقال في الضفة والقدس ومنذ بداية السابع من شهر أكتوبر الجاري تجاوزت 500 معتقل، إضافة إلى عشرات الاعتقالات من المحافظات الجنوبية، حيث لا يوجد أرقام حقيقية لمعرفة عددهم نتيجة التعتيم الصهيوني وعدم إعطاء طاقم المحامين معلومات حولهم كذلك منعهم من زيارتهم .
الوضع بقطاع غزة على الخصوص وبباقي المدن الفلسطينية المحتلة واستمرار الكيان الصهيوني في جرائمه ، دفع بآلاف المتظاهرين إلى الخروج في شوارع العديد من عواصم ومدن دول كثيرة للمطالبة بضرورة التحرك لإنقاذ أهالي غزة ومحاسبة الكيان المحتل.