أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرات من تبعات عدم دخول المساعدات إلى قطاع غزة في ظرف يوم، وقالت مقررة أممية إن البنية التحتية الطبية بغزة تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها، في وقت يستمر العدوان الصهيوني على غزة والصفة الغربية، ويوقع عشرات الشهداء والجرحى في غارات صهيونية استهدفت رفح وخان يونس..
عشرات الشهداء والجرحى في غارات صهيونية جديدة
استشهد عشرات الفلسطينيين صباح اليوم الثلاثاء، وأصيب آخرون، في سلسلة غارات صهيونية، استهدفت عددا من المنازل في رفح وخان يونس جنوبي قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا، أن 28 فلسطينيا استشهدوا منهم أطفال ونساء، في قصف صهيوني لمنزل مكون من 5 طوابق، وأصيب العشرات، كما استشهد ستة فلسطينيين، وأصيب آخرون في قصف لمنزل آخر في الحي الأوروبي جنوب شرق خان يونس.
وتابعت أن عشرة فلسطينيين استشهدوا بينهم أطفال، جراء قصف منزل في الحي الياباني غرب مدينة خان يونس، وأصيب آخرون من النازحين في مدرسة قريبة من الاستهداف.
واستشهد عدد من الفلسطينيين، وأصيب آخرون في قصف صهيوني استهدف منزلين في حي النصر غرب مدينة غزة، وفي مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وفي السياق ذاته، استشهد شاب فلسطيني اليوم، متأثرا بإصابته بالرصاص الحي في بطنه، خلال اقتحام قوات الاحتلال مدينة نابلس فجر يوم الجمعة الماضي.
وتشهد أنحاء متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين يوميا حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من قبل قوات الاحتلال، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع على الشباب الفلسطينيين، وزادت وتيرة تلك الحملات بالتزامن مع العدوان الصهيوني غير المسبوق والمتواصل على قطاع غزة لليوم الحادي عشر على التوالي.
اعتقال مواطنين من محافظة نابلس
اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، اليوم الثلاثاء، مواطنين من محافظة نابلس.
وأفادت مصادر أمنية لـوكالة الإنباء الفلسطينية “وفا”، بأن قوات الاحتلال اعتقلت المواطن أمير خالد برهم، بعد دهم منزله وتفتيشه في بلدة بيتا جنوب نابلس.
وأضافت المصادر ذاتها، أن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر عبد الكريم الحلبي من قرية روجيب شرق نابلس، بعد دهم منزله وتفتيشه.
مقررة أممية: البنية التحتية الطبية بغزة تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها
وقالت تلالينج موفوكينج مقررة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالحق في الصحة، “إن استمرار التهجير والتهديدات بشن المزيد من الهجمات على قطاع غزة المحاصر، يشكل خطرا كبيرا على الصحة العامة وحالة طوارئ”.
وأضافت المقررة الأممية في بيان لها، أنه “يجب ضمان الوصول السريع ودون عوائق إلى الإمدادات الإنسانية الأساسية، بما في ذلك الغذاء والماء والدواء والوقود والكهرباء”.
وتابعت: “لقد تعرضت البنية التحتية الطبية في غزة لأضرار لا يمكن إصلاحها، ويعمل مقدمو الرعاية الصحية في وضع مزر مع محدودية الوصول إلى الإمدادات الطبية والظروف التي لا تسمح لهم بتقديم رعاية صحية جيدة وفي الوقت المناسب”.
ولفتت إلى أن الاحتلال الصهيوني يمنع دخول الإمدادات الأساسية إلى غزة، بما في ذلك الغذاء والماء والوقود والأدوية والمستهلكات الطبية والمعدات، مضيفة أن “القطاع يعاني من القصف المستمر والدمار الهائل”.
ودعت المجتمع الدولي إلى التدخل الفوري لمنع التصعيد وحماية واحترام حق الجميع في الصحة، من خلال المطالبة بالوصول عبر الممرات الإنسانية وحماية البنية التحتية للرعاية الصحية والعاملين في مجال الصحة.
وأكدت المسؤولة أن الأسر الفلسطينية تحتاج إلى إمدادات عاجلة من الغذاء والماء والمأوى والوقود والرعاية الصحية الطارئة والدعم النفسي والاجتماعي والإسعافات الأولية النفسية.
ووثقت منظمة الصحة العالمية أكثر من 111 هجوما على مرافق الرعاية الصحية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك 48 هجوما على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 12 من العاملين في المجال الصحي.
تحذيرات من تبعات عدم دخول المساعدات إلى غزة
وحذرت منظمة الصحة العالمية، من تحول نقص المياه والكهرباء والوقود بقطاع غزة المحاصر إلى “كارثة حقيقية” خلال الساعات الـ24 المقبلة، وذلك مع استمرار العدوان الصهيوني على القطاع المستمر منذ أكثر من أسبوع.
وقال أحمد المنظري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط الاثنين، بشأن نقص الإمدادات الأساسية، إن الأمر قد يحتمل “الأربع والعشرين ساعة المقبلة بعد ذلك ستكون كارثة حقيقية”، مضيفا: “لا وقود، وبالتالي لا كهرباء ولا مياه لعموم سكان غزة، وبالأخص للمستشفيات والمؤسسات الصحية”.
ورأى المنظري أنه إذا لم يتم السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحتاجة، فإن الأطباء والعاملين في هذه المستشفيات “لن يكون بيدهم إلا أمر إصدار شهادات الوفاة”.
وأضاف المسؤول الأممي أن “الوضع الإنساني بشكل عام في غزة كارثي بكل ما تعنيه الكلمة”، مشيرا إلى اكتظاظ المستشفيات، وأنه نتيجة لذلك “هناك جثث لا توجد أماكن للتعامل معها بالطريقة المناسبة”.
وأشار المنظري إلى أنه جرى “استهداف مباشر لمؤسسات صحية”، واصفا الأمر بـ”خرق صارخ للقوانين والأسس والضوابط والمبادئ والقيم التي نصت عليها المعاهدات الدولية”، موضحا أنه حتى الآن، سجلت المنظمة نحو111 حالة استهداف لمؤسسات صحية، أدت إلى وفاة 12 شخصا من العاملين فيها، وتضرر ما يقرب من 60 سيارة إسعاف.
وأضاف أن هناك “22 مستشفى في شمال غزة تضم ألفي مريض تقريبا، بعضهم على أجهزة التنفس الاصطناعي، والبعض الآخر يحتاج إلى أدوية على مدار الساعة مثل مرضى الفشل الكلوي والسرطان”.
ونوه المسؤول الأممي، بأن الاكتظاظ الشديد في المستشفيات العاملة، دفع الأطباء إلى ألا يكون “لديهم خيارات” سوى “الأولويات، بحيث يتركون الحالات الباقية، ما يعني موتا بطيئا”.
وشدد المنظري على وجوب السماح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة خلال 24 ساعة، قبل أن يصبح الوضع خارج نطاق السيطرة.
واليوم كثفت طائرات الاحتلال غاراتها على القطاع، مستهدفة المنازل والممتلكات والبنية التحتية، في وقت ما يزال فيه أكثر من ألف شهيد تحت أنقاض المنازل المدمرة، حيث تواجه فرق الإسعاف والمنقذون صعوبة في انتشالهم من تحت الركام، بسبب النقص في المعدات اللازمة لإخراجهم.
وفي حصيلة غير نهائية، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، اليوم، ارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الصهيوني المتواصل على غزة والضفة الغربية إلى 2866 شهيد والمصابين إلى 12000.
الاحتلال يغلق المداخل الفرعية لقرية بيرين
وأغلق جيش الاحتلال الصهيوني، مساء الإثنين، المداخل الفرعية لقرية بيرين، جنوب شرق الخليل، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وأفاد رئيس مجلس قروي بيرين فريد برقان لـ “وفا”، بأن جيش الاحتلال اقتحم القرية، ترافقه جرافة عسكرية، وأغلق مداخلها الفرعية كافة، وعددها 6، بالسواتر الترابية.
واضاف السيد أن إغلاق مداخل القرية ومنع المواطنين من الدخول إليها أو الخروج منها عبر هذه المداخل، يزيد من معاناتهم، خاصة في ظل اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم بمشاركة جنود الاحتلال.
كولومبيا تطرد سفير الكيان الصهيوني
طلب وزير الخارجية الكولومبي ألفا روليفا، الاثنين، من سفير الكيان الصهيوني في بوغوتا “الاعتذار والمغادرة”، بعد رد الدبلوماسية الصهيونية على تصريحات للرئيس غوستافوبيترو تناول فيها العدوان الصهيوني على قطاع غزة.
ووصف ليفا، على حسابه على منصة إكس، تصريحات السفير الصهيوني ردا على بيترو بأنها “وقاحة مجنونة”.
وكان الرئيس الكولومبي شبه الهجمات الصهيونية المتواصلة على قطاع غزة بالجرائم النازية.
وشدد بيترو على أن “الشعوب الديمقراطية لا يمكنها السماح للنازية بإعادة ترسيخ نفسها في السياسة الدولية”.
ماليزيا تؤكد دعمها للشعب الفلسطيني
وأكد وزير الخارجية الماليزي، زمبري عبد القادر، دعم بلاده للشعب الفلسطيني وإدانة ما يتعرض له من عدوان صهيوني.
وشدد السيد عبد القادر، في اتصال هاتفي مع رياض المالكي وزير الخارجية الفلسطيني، على دعم ماليزيا الثابت لفلسطين، وإدانتها للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، حسب ما أوردته وسائل إعلام محلية اليوم الثلاثاء.
من جانبه، ثمن المالكي الموقف الماليزي الداعم والثابت للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة.
ويتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة لليوم الحادي عشر على التوالي، بقصف عنيف من الطيران الحربي، والبوارج والزوارق الحربية، ومدفعية الاحتلال التي تستهدف في مجملها المنازل والأبراج والبنايات السكنية، موقعا مئات الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين، إضافة إلى تدمير في الممتلكات العامة والخاصة، والبنية التحتية، ومحو مربعات سكنية بأكملها.
وكشف الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني برام الله، الاثنين، أن أكثر من 3 آلاف شهيد ارتقوا منذ بداية سنة 2023، جراء الاعتداءات الصهيونية، 90 بالمائة منهم في قطاع غزة، مضيفا أنه تم تدمير البنى التحتية وسط مؤشرات تنذر بكارثة إنسانية وبيئية في قطاع غزة المحاصر.
مثقفون عرب ينددون بالعدوان الصهيوني
ندد اتحاد الناشرين العرب والعشرات من المثقفين من مختلف البلدان العربية بينها الجزائر بالعدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة، معلنين تضامنهم الكامل واللامحدود مع الشعب الفلسطيني في كفاحه العادل والمشروع من أجل حريته وأرضه.
وأعلن اتحاد الناشرين العرب عن “دعمه وتضامنه مع فلسطين وذلك إثر الإنتهاكات المستمرة على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، وعلى مدينة القدس، وتدنيس الحرم القدسي الشريف”، مدينا “كافة أشكال التصعيد العسكري للكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني” ومحملا الكيان “مسؤولية ما يحدث في فلسطين، من حرب وقتل ودمار”.
وكان الإتحاد قد أعلن أيضا في وقت سابق عن مقاطعته للدورة الـ75 لمعرض فرانكفورت للكتاب بألمانيا (18- 22 أكتوبر) بسبب “تأييد هذا المعرض وتبنيه للعدوان (..) الغاشم على الشعب الفلسطيني وموقفه المنحاز وغير العادل تجاه الأحداث المأساوية التي تشهدها المنطقة دون النظر للمجازر الوحشية وفرض الحصار على قطاع غزة من قطع الكهرباء والمياه والغذاء والاعتداء السافر على النساء والأطفال والشيوخ المدنيين وسقوط العديد من الشهداء والجرحى ..”.
وندد الإتحاد أيضا، في هذا السياق، بـ”إلغاء تكريم” الكاتبة الفلسطينية عدنية شلبي بجائزة بهذا المعرض، معتبرا ذلك “ازدواجية في المعايير” و”زج بالثقافة في المجال السياسي”، وقد كان من المقرر الاحتفاء بشلبي وتكريمها في 20 أكتوبر الجاري بمعرض فرانكفورت وتسليمها جائزة غير أنه تم إلغاء الأمر بعد اتهامها بمعاداة الكيان الصهيوني.
وفي إطار التنديد بما تعرضت له عدنية شلبي، وقع الإثنين، أكثر من 600 كاتب من مختلف بلدان العالم، على رسالة مفتوحة دفاعا عنها وعن حرية التعبير وعن الأصوات الأدبية والثقافية في فلسطين، حسب ما جاء في مجلة “عرب ليت”، بينهم كتاب عالميين مرموقين على غرار الفرنسية آني آرنو الحاصلة على جائزة نوبل للآداب في 2002 والمعروفة بمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية والمعادية للكيان الصهيوني.
ومن هؤلاء الكتاب أيضا البولندية أولغا توكارتشوك الحائزة على جائزة نوبل للآداب في 2018، والتنزاني- البريطاني عبد الرزاق قرنح الحاصل على جائزة نوبل للآداب لعام 2021، إضافة إلى عشرات الناشرين الغربيين وكذا كتاب ومترجمين وناشرين من مختلف البلدان العربية، بحسب المجلة.
ومن جهة أخرى، أدان مثقفون من مختلف البلدان العربية، بينها الجزائر، في بيان مشترك لهم “العدوان الصهيوني الوحشي على غزة”.
وقد جاء في البيان أنه “في هذه اللحظة الفارقة التي يشن فيها الكيان الصهيوني حرب إبادة على أهلنا في قطاع غزة متذرعا بدعاوى الإرهاب التي أصبحت لا تنطلي على أحد، نقف نحن مثقفو العالم العربي الموقعين على هذا البيان، لنعلن دعمنا غير المحدود لأهل غزة في مقاومتهم المشروعة وإدانتنا غير المحدودة للكيان الصهيوني في عدوانه الوحشي والبربري على أرواح الأبرياء”.
وأوضح البيان أيضا: “الكيان الصهيوني الذي يكره البراءة فيقتل الأطفال، ويكره الحقيقة فيقتل الصحافيين، ويكره الطبيعة فيجرف أشجار الزيتون، يتوج بتصعيده هذا مسيرة طويلة من الانتهاكات، هذه الانتهاكات التي لم تقتصر على رفض كل القرارات الأممية، وتوسيع السرطان الاستيطاني، والتضييق على فلسطينيي الضفة والداخل واعتقالهم، والعدوان على المقدسات الإسلامية والمسيحية، وتأجيج العنف في نفوس المستوطنين وتسليحهم، وحصار قطاع غزة وتجويع أهلها، بل وتجاوز ذلك كله ليصل إلى مبتغاه النهائي المتمثل داخليا بالتطهير العرقي الممنهج للشعب الفلسطيني…”.
ووقع على هذا البيان التنديدي روائيون وشعراء ومسرحيون وممثلون ومخرجون وتشكيليون ونشطاء مدنيون وغيرهم من بينهم واسيني الأعرج من الجزائر وابراهيم الكوني من ليبيا وسعاد الصباح من الكويت ومارسيل خليفة من لبنان وجوخة الحارثي من سلطنة عمان وسمر يزبك من سوريا.