أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، ان اليوم الوطني للهجرة هو ذكرى وعبرة، وأن “ذكرى تضحيات أبناء الجزائر في الداخل والخارج ستظل مرجعا مشرفا وقويا وحاضرا في ذاكرة الأجيال، خالدا في الوجدان وشاهدا على ارتباط بنات وأبناء الجالية بالوطن ذودا عن أرضنا المباركة”.
أبرز ربيقة، في ندوة تاريخية نظمها المتحف الوطني للمجاهد، اليوم الثلاثاء، بعنوان “يوم الهجرة.. تخليد للذاكرة وتعزيز للإنتماء”، وحشية الجريمة التي ارتكبتها الشرطة الفرنسية بأوامر من السفاح موريس بابون، في حق الجزائريين بالمهجر.
وقال إن المظاهرات تعكس وجها من الأوجه الشنيعة لمجازر وجرائم ضد الإنسانية ارتكبتها الشرطة الفرنسية وتحتفظ بها ذاكرة الأمة.
وأكد ربيقة على عنصرية الشرطة الفرنسية ضد المهاجرين الجزائريين في قوله: “نستحضر في الذكرى الـ62 لمجازر 17 اكتوبر 1961، مع شعبنا الأبي بمرارة مخلفات النزعة العنصرية الإستدمارية، التي قوبل بها أبناء وبنات الجزائر المتظاهرين بسلمية في شوارع باريس، نتاج إيمانهم وطنهم ودفاعهم عن حقهم المشروع في جزائر حرة ومستقلة”.
وأضاف: “نحيي هذه المحطة الخالدة في تاريخ ثورتنا وأمتنا المكافحة لنرفع أكف التضرع ومشاعر الإجلال للترحم على شهداءنا الذين وهبونا بدمائهم الزكية وأرواحهم الوفية نعمة الحرية والكرامة”.
وابرز وزير المجاهدين شجاعة العمال المهاجرين ومواقفهم، بصناعة تاريخ مجيد ومقدس في دفاعهم المستميت عن شرف الأمة قبل 62 سنة.
واشار الوزير إلى ان “مظاهرات 17 اكتوبر 1961، مثلت عنوانا لإرتباط جاليتنا الجزائرية بوطنها وبقداسة قضيته، مدونة ملحمة متفردة في حب الوطن وهبتها وسام الإنتماء بالتضحية في أسمى معانيها، فكانت النموذج الأسمى والمؤلم في سبيل استرجاع السيادة الوطنية والكرامة”.
وقال ربيقة إن التظاهر السلمي للمناضل الجزائري في شوارع باريس ينم عن تمثله الأخلاقي لمفهوم الثورة التحريرية، بفكرها التحرري وقيمها الإنسانية ومثلها السامية، وتجسد في السلوك الحضاري والراقي في المطالبة بالحقوق و الحريات في بلد يدعي أمثولة حقوق الإنسان فـ”تجلى الفرق بين المدعي والأصيل”.
وأكد ربيقة ان اليوم المشؤوم 17 اكتوبر فضح ادعاءات الإستعمار الفرنسي بأبشع صور العنصرية والدموية، برمي مئات الجزائريين في نهر السين مكبلين في عتمات الليل بأمر من السفاح موريس بابون، والكثير من المعدومين والمفقودين والمعطوبين والمعتقلين والمجروحين، الذين دافعوا عن قضيتهم على مرأى ومسمع العالم فكانت القضية جواز سفر نحو الإنسانية والحرية.
رؤية الدولة في الإعتراف بأفضال جاليتنا
وأشار وزير المجاهدين إلى ان اليوم الوطني للهجرة يعكس الرؤية العميقة المتبصرة للدولة الجزائرية في اعترافها بأفضال الجالية الجزائرية، التي هاجرت فلم تهجر وطنيتها ووقفت صامدة في كل محن الجزائر.
وقال: “هو الدرس الثوري الذي تريد الجزائر إيصاله لأجيالها من حفدة هذا الوطن المبجل بجدوى تعظيم الخصال وذكر الأفضال وسرد المآثر في النكبات والمجازر لتبني بسواعدها الشريفة تطور الجزائر المستديمة على عهد الوفاء”.
وأكد ربيقة ان الجزائر تولي الأهمية اللازمة لبناتها وأبناءها في المهجر في التكفل الأمثل بانشغالاتهم ومد جسور التواصل وتمكينهم من الإنخراط في مسار البناء المستديم بإعتبارها جزء من نسيجنا الوطني.
وقال: “لا يسعنا اليوم إلا ان نتجند وفاء لعهدهم، ماضون نحو صون الوطن الذي أسسوه على قيم العطاء ولكن تزيدنا تضحياتهم إلا قوة وتماسكا”.
واستشهد ربيقة في هذا الإطار، برسالة رئيس الجمهورية،عبد المجيد تبون، بمناسبة الذكرى الـ61 لمجازر 17 اكتوبر التي جاء فيها: “إنها لحظة من لحظات الوفاء لذاكراتنا المجيدة ومحطة وفاء تدعونا إلى الإلتفاف حول مشروع التجديد الوطني والتوجه بعقيدة راسخة نحو المستقبل”.