جريمة كاملة الأركان ضد الإنسانية تلك التي أقدم عليها الكيان الصهيوني أمس، حين قصف مستشفى المعمداني، وحوّله إلى مقبرة جماعية لأناس لم يقترفوا ذنبا في الوجود، ولا اكتسبوا جريرة عدا الانتماء إلى فلسطين..
ولا حاجة بنا إلى قراءة فناجين الساسة، كي نقدّر أن قصف مستشفى المعمداني قد تلقى «الضوء الأخضر» من القوى المعارضة للسلام، والقوى المتمرّسة في تخصّص «إبادة البشر»، فالصهاينة – مهما بلغت بهم العنجهية – لا يمكن أن يقدموا على فعل شنيع بهذا القدر، دون مباركة أوليائهم من أعداء الإنسانية؛ ولهذا، لا يمكن أن نجد مسوّغا للحيلولة دون ربط التجييش الغربي بالجرائم التي يرتكبها الجبناء الصهاينة في حق الفلسطينيين يوميا، ليتوّجوها أمس بالكارثة الإنسانية في «المعمداني»..
العالم ليس بخير يا سادة..
أين يمضي هذا العالم وهو يصرّ على استعادة أكلة لحوم البشر؟!.. أين يمضي وهو ينتصر للظلمات؟! أيّ حضارة هذه التي يتباهى بها، وهو يطعن بسمة على شفاه ياسمينة، ويطفئ النور في عيني وردة؟!..
العالم ليس بخير..
كيف يمكن للعالم أن يستوعب الطرح الصهيوني، وهو يراه يقتل المرضى العاجزين في أسرّتهم، ثم يهرول إلى الصراخ والصياح مدّعيا أن الصهاينة يمارسون حقهم في الدّفاع؟!.. ماذا عن الآلة الإعلامية الغربية التي تلقي بنيرانها على الفلسطينيين، وتتقوّت بدمائهم؟! أين تلك الأشياء التي يسمونها «حقوق الإنسان»؟!.. أين ذلك الأعمى الذي يطلقون عليه اسم «القانون الدّولي».. أين الحضارة والقيم الإنسانية العليا؟! ما لها تغضّ الطرف عن حق الفلسطيني في الحياة؟!
لسنا نبحث عن إجابات، فهذه يعرفها الجميع.. نريد أن نؤكد فقط بأن العالم ليس بخير..