مع فلسطين ظالمة أو مظلومة لم تكن يوما مجرد مقولة للرئيس الأسبق، الراحل هواري بومدين، بل مبدأ يؤمن به الجزائريون بشأن القضية الفلسطينية.
تؤكد الجزائر، بلد المليون ونصف شهيد، يوما بعد يوم، التزامها بدعم القضية الفسطينية والشعب الفلسطيني.
“كلنا غزة”، “المسجد الأقصى في قلوبنا”، “أهل غزة أهل العزة، أنتم في قلوبنا”، “غزة العزة” و”غزة الصمود”، شعارات يرددها الجزائريون تمثل مشاعرهم وتضامنهم من الشعب الفلسطيني ورغباتهم الدائمة والشديدة في تحرير فلسطين من الاحتلال الاسرائيلي وعدوانه على قطاع غزة والصفة الغربية.
والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الذي تجاوز الأسبوع، لم يزد الجزائريين إلا حبّا للقضية الفلسطينية وقناعة بها وتضامنا مع ضحايا العدوان من أطفال ونساء وشيوخ، وجحافل شهداء القضية.
منصات التواصل الاجتماعي أوسع مساحة للتضامن
تعرف منصات التواصل الاجتماعي، منذ بداية العدوان الصهيوني على القطاع والضفة الغربية، أكبر عملية تضامن مع الشعب الفلسطيني، في ظل استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة.
وتباينت أشكال تضامن الجزائريين والتعابير عن تضامنهم مع غزة، حيث تبنى رواد هذه المنصات حملات تضامنية كبيرة مع الشعب الفلسطيني بشكل عفوي وقوي، ومنهم من صمم صورا خاصة لحسابههم، تحمل علم فلسطين، وآخرون صمموا فديوهات على واجهة صفحات التضامن مع غزة
وتصدر هاشتاق “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة” معظم المنشورات والفديوهات المتداولة من قبل فئات مختلفة، من نساء وشباب وشيوخ ومن طلبة وموظفين ومسؤولين.
“تيفو” خاص لطلبة قسنطينة
تفنن طلبة جامعة قسنطينة 3 في تشكيل “تيفو” يتضمن العلم الفلسطيني، وشعارات داعمة للقضية الفلسطينية والمنددة بالجرائم الشنيعة للكيان الصهيوني، تعبيرا عن دعم الشعب الجزائري عامة والطلبة الجزائريين خاصة، للقضية الفلسطينية.
واختار طلبة جامعة قسنطينة التظاهر لصالح القضية، بتنظيم من الاتحاد العام الطلابي الحر، والتعبير عن تضامنهم بـ”تيفو” خاص جدا، هو عبارة عن تشكيلة من الطلبة تتحرك بتناسق كبير وفي وقت واحد، حاملة قطع قماش مصبوغة بالابيض والأخضر والاسود والأحمر، يرفعونها في حركات رائعة الى الأعلى، بزاوية تصوير تسمح برؤية العلم الفلسطيني يتشكل باهيا، وسط ساحة الجامعة التي كانت تردد أهازيع وشعارات فلسطينية تهز النفس والأنفاس..
محامون ينددون..
وخرج عدد من محامي المجالس القضائية في الجزائر في وقفات تضامن مع القضية الفلسطينية ونددوا بالعدوان المتواصل على قطاع غزة والضفة الغربية، واستنكروا الهجمات الوحشية للطيران الصهيوني على المدنيين العزل، واستمرار محاصرة غزة، التي وصلت حد انهيار المنزومة الصحية فيها، بعدما قطع عنها الماء والكهرباء، وكل ما له علاقة بالحياة..
وقفات تضامن مع الشعب الفلسطيني
ونظمت حركة مجتمع السلم وقفات تضامن مع الشعب الفلسطيني، في عدد من الولايات تم خلالها تجديد الدعم والمساندة لأبناء هذا الشعب ولقضيته العادلة والتأكيد على حقه في المقاومة لإنتزاع الحرية، مع دعوة المجتمع الدولي للخروج عن صمته وحماية الفلسطينيين.
ورُفعت شعارات تدين جرائم الاحتلال الصهيوني بفلسطين عموما وبغزة خصوصا، والتي يتعرض أبناؤها لجرائم إبادة وانتهاكات خطيرة لحقوق الانسان.
وأجمع المشاركون على دعوة أحرار العالم الى التحرك لمناصرة ومساندة ابناء الشعب الفلسطيني في محنته.
وحضر الوقفة عدد كبير من المواطنين، منهم أطفال حملوا رايات فلسطين ورددوا شعارات لنصرة الشعب الفلسطيني وقضيته وشعارات أخرى لصرة المسجد الاقصى.
تعليق النشاطات الثقافية تضامنا مع فلسطين
وعلّقت وزارة الثقافة والفنون النشاطات الإحتفالية المبرمجة وتأجيلها إلى وقت لاحق، تعبيرا عن التضامن الكامل مع الفلسطينيين وعائلات الشهداء.
وجاء تعليق كل هذه النشاطات الإحتفالية وتأجيلها إلى وقت لاحق نظرا للوضع المأساوي الذي تشهده غزة الباسلة جراء الاعتداءات الهمجية والتدمير الشامل والتقتيل الوحشي على أبناء الشعب الفلسطيني الصامد والذي يخلف يوميا المئات من الشهداء والجرحى.
وتقدمت وزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، باسمها وباسم المثقفين والفنانين الجزائريين، بخالص التعازي والمواساة ” داعين المولى عز وحل أن يلهمهم جميل الصبر وأن يشفي المصابين والجرحى”.
وعبّرت مولوجي عن التضامن الكامل لمثقفي وفناني الجزائر مع الشعب الفلسطيني الشقيق، ومقاومته الباسلة.
وفي السياق ذاته، أعلنت محافظة المهرجان الثقافي الدولي للموسيقى السيمفونية تأجيل الدورة الثالثة عشر للمهرجان التي كان من المقرر عقدها من 19 الى 26 أكتوبر الجاري إلى موعد لاحق “نظرا للوضع الذي يعيشه الشعب الفلسطيني حاليا وتضامنا معه”، حسب بيان للمحافظة.
فلسطين في قلب لاعبي وأنصار المنتخب الوطني
وعبر لاعبو المنتخب الوطني عن تضامنهم مع ضحايا العدوان الاسرائيلي في غزة بشكل خاص على أرضية ملحب الشهيد حملاوي بقسنطينة في مبارة ودية ضد فريق الرأس الأخضر.
وحمل لاعبو المنتخب الوطني علم فلسطين داخل أرضية الملعب، معتزين بحب هذا البلد الذي لطالما تبنت الجزائر قضيته وساندتها وكانت السباقة الى ذلك.
ووضع لاعبو المنتخب وشاحا حول رقابهم كشكل من أشكال التضامن والدعم للقضية الفلسطينية .
ولم يتأخر أنصار المنتخب المتميزين بحمل العلم الفلسطيني في كل مبارة للمنتخب داخل أو خارج الجزائر، مرديين شعارات داعمة لفلسطين وغزة بالتحديد.
الجزائر تحتضن مباريات المنتخب الفلسطيني الرسمية والودية
وقررت السلطات الجزائرية، احتضان كل مباريات المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم، ابتداء من مواجهة منتخب استراليا، في نوفمبر المقبل.
أكدت الـ”فاف” في بيان على موقعها الإلكتروني، تطبق تعليمات السلطات العليا في البلاد، بناءا على طلب من رئيس الاتحاد الفلسطيني للعبة.
وتحتضن الجزائر المقابلات الودية التحضيرية والرسمية للمنتخب الفلسطيني، في تصفيات كأس العالم 2026 وكأس آسيا 2027، مع تحمل كل التكاليف.
وأعلن رئيس الـ”فاف” وليد صادي، احتضان الجزائر لمواجهة المنتخب الفلسطيني مع نظيره الاسترالي، يوم 21 نوفمبر المقبل، والتي تدخل في إطار تصفيات كأس آسيا.