قال وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف “نشهد اليوم عودة مظاهر الاحتكام لمنطق توازن القوى، ومنطق الأقلية الساحقة على حساب الأغلبية المسحوقة، ومنطق الكيل بمكيالين في التعامل حتى مع أبشع الجرائم التي ترتكب بحق شعب بأكمله، على شاكلة المجزرة التي لحقت بأهلنا في غزة الأمس وسط صمت دولي رهيب. وكأن لسان حال المجتمع الدولي يقول: سكوت، هناك شعبٌ يقتل! سكوت، هناك شعبٌ يدمر! سكوت، هناك شعبٌ يهجر! سكوت،هناك شعبٌ تتم إبادته!”
أكد عطاف لدى تقديمه ملخصا حول نتائج الدورة العشرين لاجتماع وزراء خارجية إفريقيا- دول شمال أوروبا. أن العالم اليوم أحوج ما يكون إلى نظام دولي متعدد الأطراف، قائم على قواعد واضحة ومنصفة تحتكم إليها جميع الأمم على قدم المساواة.
وأضاف عطاف ان هذا “السكوت في وجه الفاجعة لا يطاق، وهذا الشلل وكل المراجع والمعالم والضوابط القانونية الإنسانية تخرق وتداس لا يقبل”.
وأشار إلى ان غض الطرف عن الإبادة كاملة الأركان التي تدور رحاها في غزة لا يمكن البتة أن يخدم أمن المنطقة وإنهاء الاحتلال فيها وإحقاق الحقوق لصالح أصحابها الشرعيين.
في سياق آخر، أوضح وزير الخارجية أن الدروة سلّطت الضوء على التحديات غير المسبوقة التي تشهدها الأوضاع العالمية والإقليمية، في ظل منظومة أممية شبه مشلولة، وعلاقات دولية يسودها الاضطراب والاستقطاب، وواقع قاري مُثقلٍ بالأزمات المتراكمة، والصراعات المتفاقمة، والتهديدات الإرهابية التي تعاني منها الدول والشعوب الإفريقية، لا سيما في منطقة الساحل الصحراوي.
وأشار إلى ان المشاورات خلٌصت إلى ضرورة العمل من أجل تحويل هذه التحديات إلى فرص للتعاون والشراكة، وتوظيف الطاقة الشبابية الهائلة في إفريقيا، بما يخدم الأهداف والتطلعات المشتركة في مجالات السلم والأمن والتنمية المستدامة.
ويرى وزير الخارجية ان الأشغال أكدت أن التعاون الافريقي-شمال أوروبي يجب أن يواصل نموه ليشكل نموذجاً يحتذى به ضمن الإطار الأوسع للشراكة بين الشمال والجنوب، وذلك بدعمه لمبدأ الملكية الافريقية، ومرافقته لتجسيد الأهداف والأولويات القارية.
كما أكدت على أن التعاون والتنسيق بين الدول يجب أن يتجاوز عامل الظرفية، وأن لا يقتصر على الاجتماع الذي نلتئم فيه بصفة سنوية، يضيف عطاف.
.