يبدو أن القوى المهيمنة على العالم، تصرّ على إغلاق جميع المنافذ أمام «السلام»، وقد يكون هذا واضحا في «الفيتو» الذي أشهره الأمريكان في وجه محاولة توقيف الطغيان الصهيوني، كما يتجلى في الأكذوبة السخيفة التي ردّدها الصهاينة وهم ينكرون ما صبّوا من نيران على مستشفى المعمداني، فالتهمت أجساد العزل من الأطفال والنساء، وكأن هناك من يصدّق بأن الصواريخ الهمجية ليست صهيونية..
ولسنا في حاجة إلى تقديم البراهين على أن مسمّيات «القانون الدّولي» و»حقوق الإنسان» وترّهات أخرى كثيرة، ليست سوى (سياط) يستغلها طغاة العالم كي يفرضوا جبروتهم على الأرض بـ(سلاسة)، ويجلدوا بها المستضعفين بـ(عدالة!!)، أما القيم الإنسانية العليا، فهي لا تتعدى مقام الشعارات التي تلهج بذكرها الألسن، ويتغنى بها الرومانسيون، لأن ما يوصف بأنه (الحضارة الجديدة) إنما يتأسس على انتهاك القيم، ولا يهتم مطلقا بمعنى الإنسان..
ولعل طغاة العالم الجدد يظنون أن الحديد والنار يكفلان لهم تمرير أجنداتهم المضادة للحقّ السّاطع، لكن يفوتهم أن بفلسطين رجال يحبون الموت، أكثر مما يحب الصّهاينة الحياة، ويفوتهم أن القدس نبض قلوب المسلمين في جميع أقطار الأرض، فإذا كان للظلم ساعة، فإن الحق سيظل قائما إلى قيام الساعة..
ليس يضيرنا أن تتنزل النيران على الأجساد الطرية، ولا يضيرنا ظلم القريب والبعيد، فقد جاس «الرجالة الفحول» خلال الديار، وجاؤوا بالصهاينة – في ملابسهم الداخلية – مذمومين مدحورين، فوضعوا نقطة النهاية لأسطورة (السوبرمان الصهيوني)، وبرهنوا على أن طريق النصر إنما تعبّده الدماء الطاهرة..
لك المجد يا فلسطين..