حمّل السفير الفلسطيني بالجزائر، فايز محمّد محمود أبو عيطة، الولايات الأمريكية المسؤولية الكاملة عن ما يحدث في حق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أنه لولا الغطاء الذي توفره الولايات المتحدة للكيان المحتّل، لما تجرأ على سفك دماء الأبرياء والعزّل في فلسطين. كما أوضح أن الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، هدفه تجويع وترويع الشعب أمام صمت دولي مخز وجرائم حرب بشعة سيسجلها التاريخ كوصمة عار لن تمحى.
إن تساءلت عن سرّ صمود الشعب الفلسطيني، فستجد الإجابة في ملامح السفير الفلسطيني بالجزائر فايز محمّد محمود أبو عيطة، الذي كشف لنا قبيل هذا الحوار الذي خص به “الشّعب”، أنه فقد 20 شهيدا من أقاربه في فلسطين بعد أن هُدّم بيته خلال العدوان الصهيوني الذي يستهدف الشعب الفلسطيني من طرف كيانٍ جبان ومغتصب، ومع ذلك فالصمود يعلو محيّاه والصلابة تكسو ثورة الغضب المشتعل داخله وداخل كل فلسطيني ومؤمن بالقضية العادلة للشعب الصامد.
الشّعب: مسيرة عظيمة خرج فيها الشعب الجزائري دعما لفلسطين، وشاهدناك بين الحشود في هذه الوقفة التي تمثل امتدادا لمواقف الجزائر الثابتة والراسخة تجاه القضية الفلسطينية، ما هو تعليقكم عليها؟
السفير فايز أبو عيطة: شاركنا الشعب الجزائري العظيم هذه المسيرة المليونية في العاصمة الجزائرية وفي كل ولايات الجزائر التي خرجت عن بكرة أبيها تقف إلى جانب فلسطين وتعلن عن رفضها لاستمرار هذه المجازر البشعة تستهدف الأطفال، والشيوخ والنساء، هذه الآلة العسكرية المجرمة التي تقذف بها الولايات المتحدة الأمريكية إلى المنطقة لقتل الأطفال والشيوخ والنساء، واليوم استمعنا إلى صوت جزائري مرتفع يرفض كل هذه الجرائم ويعبّر عن دعمه لفلسطين، ويعبّر عن رفضه لهذه المجازر، نحن نثمّن ونقدّر عاليا هذه الوقفات الجزائرية الشجاعة إلى جانب فلسطين، وبارك الله في الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا، وإن الشعب الفلسطيني يعاهد إخوانه في الجزائر بمزيد من الصمود لمواجهة هذا العدوان الآثم ولن يقبل الشعب الفلسطيني بسياسة الترحيل ولن يقبل بالتهجير وسيصمد في وطنه، إن شاء الله، حتى النصر، بإذنه تعالى.
مجازر مرّوعة وعدوان كبير يتعرض له الشعب الفلسطيني، من أين له قوة الصمود أمام كل هذا العدوان المدعوم بدول تتحالف مع الكيان الظالم أمام أنظار الجميع؟
الشعب الفلسطيني شعب عظيم وشعب بطل وشعب صابر ومحتسب، ويواصل صموده على أرض فلسطين رغم كل الألم ورغم كل التضحيات، وهو يستمد صموده من إيمانه العميق بقضيته العادلة واستعداده العالي للتضحية في سبيلها، فبارك الله في شعبنا العظيم الذي يواجه كل هذه القسوة ونحن ندين بأشد العبارات بل نحمّل الولايات المتحدّة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم، هي التي قررت أن توفر الغطاء للكيان الصهيوني، غطاء بري وبحري وجوي للقضاء على الشعب الفلسطيني ولتهجير الشعب الفلسطيني ولتركيع الشعب الفلسطيني، ولكن الشعب الفلسطيني لن يركع إلاّ لله سبحانه وتعالى وسيواصل صموده على أرضه بإذنه تعالى.
هل بإمكانكم وصف الوضع الحالي للشعب الفلسطيني، خصوصا على المستوى الصحي وأبسط موارد الحياة الضرورية؟
الحصار ضخم وكبير.. حصار ظالم ذلك الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، قطع الماء والدواء.. (يصمت هنا لثوانٍ وهو يتحسّر على الوضع في فلسطين ثم يعود ليواصل الحديث)، قطعوا عن الشعب الفلسطيني كل شيء، الطعام والإيواء والكساء، الكيان يمارس سياسة تعطيش وتجويع وترويع الآمنين من الأطفال والشيوخ والنساء، المستشفيات أضحت غير قادرة عن العمل، بل تم قصفها في أبشع مجزرة بشرية حتى إنه تم قصف المدارس وسيارات الإسعاف وكل شيء.. إنهم يقتلون بدون رحمة ويمارسون حصارا مطبقا بمساعدة أمريكية وبتواطؤ دولي، للأسف الشديد، كان الله في عون شعبنا الفلسطيني الأبي.
الجزائر وتونس عبرتا عن تحفظهما على ما جاء في البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الطارئ لجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري حول الوضع في فلسطين، ما هو تعليقكم على ذلك؟
الجزائر وتونس من الدول العربية الشقيقة الدّاعمة لفلسطين سياسيا ومادّيا وبالتالي موقفهما متقدم كثيرا في مواجهة هذا العدوان مع الشعب الفلسطيني وفي الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، ونحن نقدّر ونثمن عاليا موقف الجزائر، بارك الله فيهم.. بارك الله فيهم.