يقدم الصهاينة رِجْلا، ويؤخرون أخرى، حين «يهددون» باجتياح مدينة غزة برّا، فيتبجحون بالحديث عن القضاء على المقاومة الباسلة أمام الكاميرات، ولكنهم (يَنْفَشُّون) في الميادين، ولا يجدون غير نيران الطائرات ليصبوها على رؤوس الأيتام والثكالى..
وقد يكون واضحا أن فكرة «الاجتياح البرّي» تجعل المعركة متكافئة، رغما عن الفوارق الكبيرة في العتاد الحربي بين الفريقين؛ لأنّ هذه الفوارق تفقد (صلاحياتها) حين نضيف إليها الخصوصيات النفسية اليهودية، وعلى رأسها «الجبن» المتأصل في قلوبهم، فهم – في أصلهم – لا يقاتلون إلا في قرى محصّنة أو من وراء جُدُر، كما شهد عليهم محكم التّنزيل؛ ولهذا بالضّبط، يلتزمون بالقصف الجوّي، لا يزيدون عليه، فهم يعرفون جيدا أن «الاجتياح» يحرمهم من دعم الطيران، ويحوّلهم إلى (لُقَيْمات) سائغة يتناولها الأبطال الفلسطينيون..
ولقد اكتسب الصهاينة خبرة جديدة في اليوم الأول من «طوفان الأقصى» حين التقطهم الرّجالة كالجرذان من بطون الدّبابات، وأخرجوهم بـ(الكالسونات) من الثكنات، دون أن يخسروا عليهم رصاصة، فقد اكتفوا معهم بـ»الصفع» و»الرّكل»، وقادوهم مثل الخرفان إلى مواقع الأسرى..
طبعا.. لن نطرح أي سؤال عن الطائرات العربية.. فهذه مخصصة للاحتفاليات السنوية، أو لـ(العروض المتحفية)، بل إن الصهاينة أنفسُهم متيقنون بأنها مجرد ديكور، لا تفيد في عادة، ولا تنفع في عبادة، حتى كأنها (عربية) مجازا فقط..
على كل حال.. الفلسطينيون يواجهون النيران بصدور عارية، ويمتلكون السلاحين الأقوى في تاريخ الإنسانية.. الفلسطينيون يمتلكون «الصدق» و»الصبر»، فلا نامت أعين الجبناء..