بدأت الكواليس تردّد حديثا عن المشروع الصهيوني في مدينة غزّة، وتذهب إلى أن المقصد الحقيقي هو تهجير الغزاويين من أجل السّطو على المنطقة برمّتها، وحفر قناة جديدة تربط البحر المتوسط بالبحر الأحمر، يُطلق عليها اسم (قناة إيلات) أو (قناة غوريون)، لتكون منافسا (غير شريف طبعا) لقناة السويس.. ثمّ يبدأ الصهاينة – بعد ذلك – في صياغة أكاذيب جديدة وترّهات بليدة، من أجل التّوسع والتهام مناطق أخرى من الوطن العربي..
والحق أننا لم نطلع على وثائق تؤكّد هذا الكلام، ومع ذلك لا نستغرب مطلقا أن يكون الصهاينة قد أعدّوا له تدابيره، فهم لا يكفّون عن التغنّي بشعار (من النهر إلى البحر)، ويظلّون عاكفين على صناعة الأساطير، واختراع تفاسير لكتبهم المحرّفة، يستعينون بها على مخادعة الرأي العام العالمي، من أجل تمرير أطروحاتهم السقيمة، وتحقيق مطامعهم في الشرق الأوسط كلّه على بعضه..
لهذا بالذات، نرى أن صمود الأشقاء الفلسطينيين في وجه آلة الحرب الصهيونية، لا يمثل دفاعا عن فلسطين الجريحة وحدها، وإنما هو دفاع عن الوطن العربيّ، وفداء قدسيّ لكل العرب والمسلمين.. الفلسطينيون يدفعون قوافل الشهداء يوميا تحت القصف الهمجي، ويصبرون ويصابرون كي يذودوا عن حياض الأمة، لا يأبهون بمن خذلهم، ولا يصغون لمن خالفهم، فالأمر جلل.. والساعة للحقيقة..
الصمود الفلسطيني بلّغ رسالة صدق إلى جميع الأحرار في العالم، وها هي أكاذيب الترسانة الإعلامية الغربية المجنّدة ضد الأبرياء العزل، تتهاوى أمام المسيرات الضخمة المساندة للحق الفلسطيني في باريس وواشنطن وبرلين.. أما الأبطال الفلسطينيون، فهم يكتبون ملحمة عظيمة بالدّم والدموع، ولسان حالهم يقول: لا وقت لنا لمتابعة خياناتكم الآثمة.. نحن منشغلين بالموت نيابة عنكم..
ولا نامت أعين الجبناء..